صنعاء:نفى المستشار الاعلامي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم السبت مغادرة صالح للبلاد لتلقي العلاج اثر اصابته في هجوم استهدف قصر الرئاسة امس الجمعة،فيما سقط عدد من الجرحى بسبب اطلاق القوات الموالية لصالح النار على المعتصمين بساحة الحرية بمحافظة تعز جنوبي العاصمة صنعاء. ونفى مستشار صالح صحة ما ورد من أنباء حول مغادرة صالح اليمن للعلاج، وربما بشكل نهائي. وكانت مصادر طبية لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" اعلنت ان رئيسي مجلسي النواب والشورى ورئيس الوزراء ونائبيه نقلا ايضا بطائرة خاصة وبصورة مستعجلة الى السعودية لاستكمال تلقيهم العلاج بعد الاصابات القوية التي تعرضوا لها في قصف استهدف القصر الرئاسي بصنعاء ظهر امس الجمعة. وأكدت المصادر تدهور حالتهم اليوم السبت، وأن أغلبهم يعانون من اغماء متواصل منذ أصابتهم. وقالت ان رئيس الوزراء في حالة موت سريري، ما استدعى نقلهم بصورة عاجلة لتلقي العلاج في السعودية. وكان صالح، الذي أصيب يوم الجمعة خلال هجوم على القصر الجمهوري، كلمة مسموعة من خلال التلفزيون اتهم فيها "عصابات خارجة على القانون" بتنفيذ الهجوم. وركز صالح هجومه على قبيلة حاشد التي يتزعمها صادق الأحمر الذي اشتبك المسلحون الموالون له مع الموالين لصالح في الأيام الأخيرة. وحيا صالح في كلمته قوات الجيش والأمن التي واجهت ما وصفه "بالعصابة الخارجة على القانون التي لا يربطها رابط بما يعرف بشباب الثورة"، على حد تعبيره. وقال صالح إن سبعة ضباط قد قتلوا في الهجوم الذي تعرض له القصر الجمهوري.وكان صالح يتحدث بصوت مجهد ويتنفس بصعوبة أحيانا. وقال متوجها الى آل الاحمر الذين يخوضون منذ ايام معارك دامية مع قواته, "سنتابع هؤلاء الجماعة آجلا ام عاجلا بالتعاون مع كل اجهزة الامن". وأضاف انهم "عصابة مسلحة احتلوا مؤسسات الدولة والوزارات، انهم حركة انقلابية للسطو على المال العام واخراج المواطنين من مساكنهم في حي الحصبة" في شمال صنعاء, معقل آل الاحمر حيث تتركز المواجهات". وقال الوزير هشام شرف ل"بي بي سي" ان صالح أصيب في الرأس وإن إصابته خفيفة، وإن رئيس البرلمان أصيب إصابات خطيرة. وقد اصيب عدد آخر من المسئولين في القذيفتين اللتين سقطتا على مسجد في مجمع القصر الجمهوري، منهم نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن. واكد مسئول في الحزب الحاكم لوكالة "فرانس برس" في وقت سابق ان صالح ورئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني "يتلقون العلاج في مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي في صنعاء". ويعد هذا اخطر تصعيد منذ ايام في المواجهات بين الحكومة والمعارضة، وعلى الاخص المعارضة القبلية، التي تقودها عائلة الاحمر، شيوخ اتحاد قبائل حاشد. نفي الاحمر وتصعيد صالح وفي المقابل نفى زعيم اتحاد قبائل حاشد في اليمن صادق الاحمر ان يكون وراء قصف القصر الرئاسي، واصابة عدد من كبار المسئولين اليمنيين، ومنهم صالح. وفي بيان صدر عنه وجه الاحمر اللوم الى صالح بالقول ان الهجوم من تدبير الحكومة حتى يتخذ ذريعة لتصعيد القتال في شوارع العاصمة. فيما سقطت أربعة صواريخ على منزل صادق الأحمر بحي الحصبة شمال صنعاء. وقد أحدثت الصواريخ انفجارات كبيرة واحرقت المنزل مجددا، فيما تشتبك قوات حكومية مع مسلحين من أنصار الأحمر في حي حدة جنوب العاصمة. ويقول مراسل "بي بي سي" ان القصف المدفعي العنيف استهدف منزل حميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر ومنازل أخرى لمعارضين للنظام. سقوط جرحى وعلى صعيد متصل،اشارت الناشطة السياسية اليمنية الفت البديعي الى وقوع جرحى في اشتباكات بين قوات موالية للرئيس اليمني وبين المعتصمين في ساحة الحرية بمحافظة تعز . وقالت انه تم اطلاق نار على المعتصمين ،مشيرة الى ان الضباط الذين انضموا الى الثورة وشيوخ القبائل يحاولون التصدي لمحاولات الاعتداءات على ابناء تعز. وإلى ذلك تستمر حركة النزوح الجماعي عن العاصمة اليمنية صنعاء بعد توسع المعارك وارتفاع حدتها والتدهور الحاد في الخدمات وانقطاع المياه والكهرباء وأزمة وقود السيارات والغاز المنزلي. ويذكر انه أفادت أنباء بمقتل ثلاثة متظاهرين في هجوم للقوات الحكومية على المتظاهرين في تعز استمر حتى وقت متاخر من مساء أمس الجمعة. ردود فعل دولية ومن جهته،ادان البيت الابيض بشدة أعمال العنف التي وقعت في اليمن امس الجمعة والتي قال انها اعمال لا معنى لها, بما فيها الهجوم على مسجد في القصر الجمهوري, الى جانب الهجمات التي تحدث في صنعاء ومناطق اخرى من اليمن. ودعا كافة الاطراف الى متابعة عملية سلمية ومنظمة لنقل السلطة السياسية على النحو المطلوب في اتفاق توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي. وطالبت فرنسا الجمعة بوقف "فوري" لاطلاق النار في اليمن مجددة دعوة الرئيس علي عبدالله صالح الى التنحي وداعية مواطنيها الذين لا يزالون موجودين في هذا البلد الى مغادرته من دون تاخير. وصرح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو للصحافيين ان فرنسا "قلقة بشدة حيال تصاعد اعمال العنف في صنعاء وبقية انحاء اليمن" وتطالب ب"وقف فوري لاطلاق النار" وتدعو الى "عملية انتقالية سياسية في اسرع وقت وفي شكل سلمي". واضاف المتحدث "في هذه الظروف البالغة التدهور على صعيد الوضع الامني في البلاد والتي تتجلى في مواجهات تزداد عنفا, نطلب من مواطنينا الذين لا يزالون موجودين هناك مغادرة البلاد من دون تاخير. وبدأ الاتحاد الأوروبي بتنظيم عملية إجلاء لمواطنيه من اليمن، ودعا الى وقف فوري لاطلاق النار، حسب ما صرحت مفوضة الشئون الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون.