غزة : افادت مصادر اخبارية بتعرض موكب وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري لدى عبوره إلى قطاع غزة صباح الجمعة عبر معبر بيت حانون "ايريز" الي الرشق بالأحذية والبيض من قبل أهالي الأسرى . ونظم أهالي الأسرى اعتصاما بالقرب من معبر بيت حانون احتجاجا على زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية للقطاع. وحاول العشرات من المحتجين سد موكب الوزيرة الفرنسية ،وقد انبطح بعض المحتجين على الطريق فيما سد اخرون باجسادهم سيارة الوزيرة . ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن شهود عيان أن عشرات من ذوي الأسرى عبروا عن سخطهم وغضبهم من تصريحات وزيرة الخارجية التي نقلها والد شاليط وقال فيها بان ماري قالت بان احتجاز حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط يعتبر جريمة حرب . واثناء وصولها إلى مستشفى القدس في غزة ،تهجم عشرات المتظاهرين الغاضبين عليها ، حيث اندفع 30 متظاهرا باتجاه الوزيرة الفرنسية وحاولوا اختراق طوق الحراس المكلفين حمايتها لدى دخولها مستشفى القدس في غزة، غير انهم لم يتمكنوا من الوصول اليها. وستقوم الوزيرة بزيارة مقر الاونروا في غزة والمركز الثقافي الفرنسي. وبدأت أليو ماري مساء الأربعاء أول زيارة لها إلى المنطقة انطلاقا من إسرائيل والاراضي الفلسطينيةالمحتلة في جولة تقودها حتى يوم الأحد إلى مصر والأردن. ورفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تصريحات آليو ماري والتي نقل والد شاليط عن الوزيرة الفرنسية قولها بأنه جريمة حرب، مستهجنة سياسة الكيل بمكالين في التعامل مع قضية الأسري. وقال القيادي في الحركة سماعيل رضوان في تصريح صحفي: "إن وزيرة خارجية فرنسا تناست معاناة أكثر من 8 آلاف أسير فلسطيني خلف قضبان الاحتلال، يعانون أقسى الظروف ويتعرضون للاضطهاد لا لشي سوى لأنهم يدافعون عن حقهم الشرعي". وطالب رضوان المجتمع الدولي العمل على إطلاق سراح أكثر من 8 الآف أسير فلسطيني يعانون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. ومن جانبه ، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الخميس المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته المباشرة لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وطالب فياض عقب اجتماعه مع وزيرة الخارجية الفرنسية بمقر القنصلية الفرنسية في القدسالشرقية "بتدخل دولي فاعل لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية، وخاصة في مدينة القدس ومحيطها". وشدد فياض على "ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاجتياحات العسكرية لمناطق السلطة، ورفع الحصار، وفتح كافة المعابر، وضمان البدء في تنفيذ اتفاقية العبور والحركة وتشغيل الممر الآمن لضمان وحدة وترابط الأرض الفلسطينية، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967". وقال فياض إنه أطلع الوزيرة الفرنسية على الأوضاع السياسية والجهود التي تقوم بها السلطة الوطنية لمتابعة تنفيذ خطتها الرامية إلى استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، وضمان تحقيق الجاهزية الوطنية لقيام الدولة. وأضاف أنه أطلع الوزيرة الفرنسية كذلك على الأوضاع في قطاع غزة، مشددا على "ضرورة رفع الحصار بما بمكن من البدء في تنفيذ برامج السلطة الوطنية لإعادة إعماره". وبعد لقائه الوزيرة الفرنسية، حذر وزير الخارجية الاسرائيلى افيجدور ليبرمان من انهيار العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وقال ان هناك فجوة خطيرة في نهج الجانبين. وادعى ليبرمان خلال اجتماعه في القدس بوزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري انه في الوقت الذي تعلن فيه اسرائيل عن توفير فرص عمل جديدة ل5300 فلسطيني في اسرائيل تقوم السلطة الفلسطينية بطرح مشروع قرار يدين اسرائيل على مجلس الامن الدولي..مؤكدا ان اسرائيل لن تبقى مكتوفة الايدي ولن توافق على تحمل الاهانات الى الابد ،حسب قوله. واشار الى ان وزارة الخارجية تعكف حاليا على اعداد تقرير يتضمن كافة بوادر حسن النية والتسهيلات التي قدمتها اسرائيل للفلسطينيين ..مشيرا إلى ان جامعة الدول العربية تعمل جاهدة من اجل ادانة اسرائيل ولكنها لا تبذل جهودا لمعاجلة قضايا هامة مثل الاوضاع في تونس ولبنان والعراق . على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس رغبة بلاده في التخلي عن مسئولية تزويد قطاع غزة بالمياه والكهرباء. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو عقب لقائه مع وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو-ماري إن المسئول الإسرائيلي أبلغ الوزيرة الفرنسية خلال محادثاتهما معا أن الدولة العبرية "تسعى إلى فك ارتباطها بقطاع غزة في ما يتعلق بالبني التحتية مثل المياه والكهرباء". وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة في عام 2005 لكنها ما زالت تبيع للقطاع نحو 70 بالمئة من الكهرباء المستهلكة فيه بينما يتم تأمين النسبة المتبقية عبر مصر ومحطات كهربائية محلية. وكانت إسرائيل قد حاولت في السابق استغلال اعتماد القطاع عليها فكانت تقطع عمدا التيار الكهربائي لممارسة ضغط على عناصر حركة حماس التي تسيطر على غزة منذ منتصف عام 2007.