بين مفاوضات ومفاوضات أحمد ذيبان تساؤل يخطر في البال،يتعلق بالفرق في نتائج المفاوضات التي تجرى بين عدد من الاطراف العربية واسرائيل، فالمفاوضات غير المباشرة التي جرت بين حكومة اولمرت وحركة حماس بوساطة مصرية، افضت الى تهدئة في قطاع غزة كمرحلة اولى، فيما ستتضمن المرحلة التالية تبادلا للأسرى،حيث سيتم الافراج عن نحو 450 اسيرا فلسطينيا غالبيتهم ينتسبون لحركة حماس،مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي شاليط الاسير لدى فصائل فلسطينية!. وعلى مسار آخر، يبدو من شبه المؤكد ان المفاوضات غير المباشرة التي تجرى بين حزب الله اللبناني واسرائيل بوساطة ألمانية، ستفضي قريبا جدا الى صفقة لتبادل الاسرى،بعد ان نجحت قبل بضعة اسابيع في تبادل رفات جنود مقابل تحرير احد الاسرى اللبنانيين،اما الصفقة الوشيكة فتتضمن افراج اسرائيل عن نحو اربعمائة اسير لبناني بضمنهم ''عميد الاسرى'' سمير القنطار،مقابل الافراج عن الجنديين الاسرائيليين الاسيرين لدى حزب الله منذ تموز الفين وستة،او جثتيهما اذا كانا في عداد الاموات، وتبدو المهارة التفاوضية عالية لدى الحزب،حيث لم تعرف اسرائيل حتى قبل وقت قصير جدا من انضاج الطبخة ما اذا كان الجنديان على قيد الحياة ام لا! وقد حول حزب الله هذا الغموض الى ورقة مؤثرة!. وفي المقارنة فان مسار المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس،وحكومة اولمرت برعاية اميركية اشبه بخض الماء،اذ تعاني من تعثر متواصل، فاسرائيل تزداد تعنتا وتمعن في توسيع المستوطنات وتكثر من ''لاءاتها'' ضد مطالب الطرف الفلسطيني المشروعة حسب قرارات الاممالمتحدة،وتواصل فرض سياسة الامر الواقع على الارض،فالنتائج تبدو عكسية كلما زاد الحراك التفاوضي والدبلوماسي المباشر بين الطرفين، او على المستويين الدولي والاقليمي،من خلال تعدد المبادرات والمؤتمرات وزيارات كونداليزا رايس للمنطقة!. اما على المسار السوري الاسرائيلي،فان المفاوضات غير المباشرة التي تجرى بوساطة تركية، يبدو انها تحقق نتائج لافتة حسب تصريحات الطرفين!. فاين السر في ذلك؟ الاطراف التي تحقق نتائج، عبر المفاوضات غير المباشرة،مع اسرائيل تمسك ببعض اوراق التفاوض الموجعة لاسرائيل،فحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، ترفع شعار مقاومة الاحتلال،وبغض النظر عن غياب التكافؤ في القوة وحجم الضحايا والخسائر المؤلمة للشعب الفلسطيني الناجمة عن ذلك، فان المقاومة تشكل ازعاجا لاسرائيل، كما انها تمسك بجندي اسرائيلي اسير،اما حزب الله فانه يمسك بجنديين اسرائيليين اسيرين، والاهم من ذلك فان مقاومته لاسرائيل حققت انتصارات جدية،منذ عام الفين حيث انسحبت اسرائيل من الجنوب اللبناني،وفي حرب الفين وستة كسرت مقاومة حزب الله هيبة'' الجيش الذي لا يقهر''، اما سوريا فهي ترفع شعار ''الممانعة''والتحالف مع ايران وقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية،فيما تعتمد السلطة الفلسطينية في مفاوضاتها المباشرة،مع اسرائيل على الوعود الاميركية والمبادرة العربية، و''الواقعية'' السياسية!. من البدهي ان يقول البعض ان قوى الممانعة والمقاومة تسببت للشعبين الفلسطيني واللبناني بمعاناة وخسائر هائلة في حرب تموز الفين وستة على لبنان،وفي الاجتياحات وعمليات القصف والاغتيالات والحصار على قطاع غزة!،وذلك امر واقع!. عن صحيفة الرأي الاردنية 29/6/2008