مزارع شبعا من الاحتلال الى الوصاية عبدالزهرة الركابي قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في زيارتها السريعة للبنان، ان الوقت قد حان للنظر من وجهة جديدة لإيجاد حل لمزارع شبعا، ولتطبيق القرار 1701 الصادر عن الاممالمتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة. الأمر الذي حدا بالمعقبين الى القول، ان الوزيرة الأمريكية انطلقت في تصريحها الآنف من رأسمال خاو ليس بمقدوره توفير الدعم الحاسم للرغبة الأمريكية المتأخرة، من واقع ان الإدارة الأمريكية تعيش أيامها الأخيرة من دون أسف عليها، وهي التي لم تعمل شيئاً جدياً طيلة ولايتين متعاقبتين في هذا الشأن، وبالتالي كيف ستستطيع صنع “المعجزة" في الشهور المتبقية والتي تُعتبر تحصيل حاصل في إكمال حقبتها المنطفئة أصلاً؟ ثم إن رئيس الحكومة “الإسرائيلية" أولمرت يسير الهوينى في طريق الإقالة “المؤدبة" بعدما طالته اتهامات الفساد، وهو بهذا الحال المزري لن يكون بوسعه مجاراة رغبة رايس على افتراض صفاء نيات الطرفين في هذا الجانب، وكذلك باتت مزارع شبعا المحتلّة في صدارة الاهتمام الدولي مع بروز تحرّكات على أكثر من مسار لحسم ملفّها، الذي كان محور لقاء وزيرة الخارجيّة الأمريكية رايس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وسط معلومات عن مقترحات سيقدّمها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتسوية في هذا الشأن، والسؤال هنا: لماذا هذا الاهتمام “المحموم" والمفاجىء بهذه المزارع، خصوصاً وأن كل هذا الاهتمام يدعو بخجل الى وضعها تحت وصاية المنظمة الدولية وليس الى تحريرها وعودتها الى السيادة اللبنانية، وهو ما يعني أن الهدف من وراء هذا الاهتمام لا يخرج عن كونه مرحلياً ويتعلق بتجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها وإسقاط مبررات وجودها؟ وكانت مصادر “إسرائيلية" وبريطانية متطابقة قد أكدت أن حل قضية مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية قد يكون أقرب من أي وقت مضى إلى الإنجاز، لاسيما بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند إلى بيروت، وبحسب مصدر رفيع المستوى في مكتب مدير عام وزارة الخارجية “الإسرائيلية" أهارون أبراموفيتش فإن هناك اتصالات مكثفة بين العواصم المعنية لإنجاز هذا الحل عبر مجلس الأمن قريباً بعد تدخل فرنسي وبريطاني لدى “إسرائيل" بهدف إقناعها بالانسحاب من المناطق المذكورة ووضعها تحت الإدارة المؤقتة لقوات الأممالمتحدة بانتظار تقرير وضعها النهائي بين الحكومتين اللبنانية والسورية. وبحسب صحيفة “هآرتس" فإن إيهود أولمرت وضع في محادثاته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته حول مزارع شبعا تحفظات عديدة، وقال لهما: “لا مشكلة عندي في بحث المسألة، ولكني أرغب في إيجاد حل لها في إطار مفاوضات شاملة ومباشرة، تحقق القرار 1701"، وأشار أولمرت إلى أن هناك قضايا عديدة عالقة بين “إسرائيل" ولبنان. وعلى كل حال، فإن تحريك ملف مزارع شبعا إعلامياً، وفي هذا الوقت، من قبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأوساط دولية أخرى على النحو السالف، وحسب قراءات المعقبين يظل في عداد مقولة “كلمة حق أُريد بها باطل"، من حيث ان وضعها تحت وصاية الأممالمتحدة، وإذا ما تحقق مثل هذا الأمر، سيجعل أمرها معلقاً بأغراض ودعاوى وتبريرات، ومن هذه الأهداف وفق ما أسلفناه: تجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها، خصوصاً وأن هذه القوى الدولية لم تطرح في المقابل ضمانات مانعة بكبح “إسرائيل" عن احتلالها مرة أخرى بهذه الذريعة أو تلك، كما ان القوات الدولية لم تمنع الكيان الصهيوني من اجتياح الأراضي اللبنانية وآخرها في حرب يوليو/ تموز، ناهيك عن التبريرات الجاهزة كي يدوم مثل هذا التعليق أو الوصاية من خلال الادعاء بعدم حسم عملية ترسيم حدودها بين سوريا ولبنان، ومن ثم ترحيل أمرها الى عملية السلام الشامل. عن صحيفة الخليج الاماراتية 26/6/2008