لبنان .. برزت المصالحة .. وتعمقت الايديولوجيا سلطان الحطّاب عادت بعض القوى اللبنانية امام المصالحة التي احدثتها الدوحة فأنجبت رئيساً للجمهورية ولم تنجب حكومة حتى الآن للقول ''عنزة ولو طارت'' وحتى تلك القوى التي هربت من وجه حزب الله الى الحديث عن المصالحة في اليوم التالي لاقتحام الحزب لبيروت.. تتحدث عن استبدال الرئيس السنيورة لأنه لم يستطع تشكيل حكومة رغم ان هذه القوى تعرف ان ثقلها على الميزان هو الذي يعطل تشكيل الحكومة حيث تكون مطالبها وطموحاتها اكبر من قدراتها وامكانياتها وهو ماظلت تقع فيه الاكثرية التي مازالت ترفض الصعود على الميزان ومازالت الانتخابات القادمة تهدد اكثريتها التي ربما لن تتكرر كما تقول المعارضة.. الامريكيون الذين ادركوا متأخرين ان مزارع شبعا المحتلة من اسرائيل والتي كانت ذريعة حزب الله لاستمرار التسلح ورفع شعار المقاومة بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان.. ادركوا ان شبعا ماهي الا حجر سينمار الذي يمكن نزعه فيقع البناء المقاوم. ولكن انتصار حزب الله في المعركة الاخيرة جعله يرحل فكرة المقاومة الى مابعد تحرير شبعا او حتى الانسحاب منها ولو بطرق سلمية او بمباحثات مع الحكومة اللبنانية والاقرار بلبنانيتها. وهي اللعبة التي تريد الادارة الامريكية ان تلوّح بها نيابة عن اسرائيل لاحداث شرخ جديد بين الموالاة والمعارضة يستهدف تعرية حزب الله واظهاره حزباً ايديولوجياً جهادياً اسلامياً لديه برامج تتخطى الساحة اللبنانية وهو الامر الذي لم يخضه حزب الله في خطاب امينه العام السيد حسن نصر الله حين تحدث عن المقاومة الفلسطينية والعراقية وهاجم الانظمة العربية وانتقدها واعتبر المقاومة خياراً وسلاح حزب الله لايمكن نزعه والمساس به سواء حررت شبعا ام لم تحرر فالمسألة عنده ابعد من هذه المسألة .. وحتى مع الخلاف الاول الايراني مع حزب الله والذي بدأ يعبرعن نفسه على شكل الغضب الايراني من الحزب لانه انسحب من بيروت بعد ان احتلها فان الحزب الذي يريد ملاقاة اللبنانيين وبناء قواسم مشتركة معهم لتوسيع قاعدة المقاومة وزيادة قبوله لديهم بعد قعقعة السلاح ودهشة اللبنانيين من استدارة الحزب واستعمال سلاحه في بيروت..الحزب الان يؤكد على بعدين .. تعميق ايديولوجيته المقاومة لتبرير امتلاك السلاح والاقتراب اكثر من الحالة الوطنية اللبنانية التي تعتبر الاهم عند الحزب حين رأى ايران تبارك خطى سوريا في التفاوض مع اسرائيل ولكنها تريد الحزب ان يحكم بيروت !!! وصول الوزيرة رايس المفاجىء الى بيروت اغضب قوى ولم يفرح قوى اخرى شعرت بخذلان الامريكيين لها فالقيادات اللبنانية في الموالاة مازالت تتذكر خيبة الامل التي اصيبت بها من السياسة الامريكية مرتين حين استطاع حزب الله ان يصمد في حرب تموز عام 2006 وحتى اجتاح بيروت رغم المدائح التي قدمها الرئيس بوش في وصف السنيورة بالرجل الصالح وطالب بدعمه .. ادركت القيادات اللبنانية في الموالاة ان المتغطي بالسياسة الامريكية عريان ولكنها وقد مدت لها قوارب النجاة من الدوحة من البعد العربي بالانابة عن الموقف الامريكي بدات ترى نفسها دون مرجعية كافية.. رايس حضرت الى لبنان لا لتعمق اتفاق الدوحة.. لم تحضر لاطفاء الحرائق بل ان البعض يعتقد هنا انها جاءت تشعل الموقف اللبناني مرة اخرى في خلاف يستهدف ان تسحب البساط من تحت اقدام حزب الله بالانسحاب من شبعا وبالتالي افقاد الحزب مبرر سلاحه ودعوته الى المقاومة.. وهي لعبة يكشفها اللبنانيون الآن في المعارضة والموالاة وهم يعتقدون ان رايس اضعف من ان تنجز انسحاباً اسرائيلياً من شبعا وهي التي تستطيع ان ترفع الحواجز عن الطرق في الضفة الغربية ولم توقف بناء اي خطط جديدة للاستيطان وان حمل الاميركيين قبيل رحيل هذه الادارة وفي محاولة لتجميل صورتها باكثر من بطيخة.. فلسطينية وسورية ( تشجيع تركيا على الاستمرار في الوساطة لمباحثات سورية اسرائيلية) ولبنانية في التلويح بالانسحاب من شبعا.. كل ذلك محاولة لشراء الوقت اكثر من الدخول العملي لانجاز سلام في المنطقة.. حتى حزب الله يستغرب الاهتمام الاميركي المفاجىء بشبعا وتحويلها الى قضية تفوق القضايا الملتهبة الاخرى حيث تجتمع رايس مع محامي الأمين العام للامم المتحدة لبحث قضية شبعا في حين لم تنجز شيئاً من وعود رئيسها الذي ظل يقول بتسوية للقضية الفلسطينية قبل نهاية العام رغم كل ما تقوم به اسرائيل من عدوان واستيطان والاختباء وراء هدنة في غزة قد تخفي حريقاً قائماً او حرباً يحملها هذا الصيف تحاول اسرائيل فيها تصدير ازماتها. عن صحيفة الرأي الاردنية 22/6/2008