طهران: رأت المعارضة الإيرانية الثلاثاء فى موقف الحكومة العراقية حيال إغلاق معسكر أشرف التابع لمنظمة "مجاهدى خلق" فى شمال بغداد بنهاية العام الحالي دليل على تواطؤ المالكي وخامنئي. ورفضت المعارضة اقتراح وزير خارجية العراق هوشيار زيباري القاضي بتشكيل لجنة مشتركة بين بغداد وطهران والصليب الأحمر لتصفية المعسكر، معتبرة مثل هذا التعاون هدفه القضاء على سكانه. وأكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على ان مقترح زيبارى يعد دليل على تواطؤ بغداد وطهران في ارتكاب مجزرة الثامن من إبريل / نيسان ضد "مجاهدي خلق"، عندما هاجمت القوات العراقية معسكر أشرف مخلفة ورائها 36 قتيلا وحوالي 400 جريحا من سكانه. وأضاف المجلس الوطنى أن الصليب الأحمر سيتعرض للطعن فى مصداقيته إذا شارك فى خطة وزير الخارجية العراقى حيال معسكر أشرف. ومن جهته، قال هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي أن الحكومة العراقية عازمة على إغلاق معسكر أشرف بحلول نهاية العام الجارى، مؤكدا أن دور اللجنة سيتمحور فى تلقى طلبات الراغبين من سكانه فى العودة إلى وطنهم إيران. وأرجع المجلس الإيرانى إصرار الحكومة العراقية على إغلاق المعسكر إلى محاولتها إبعاد المجتمع الدولى عن أي تحقيقات مقررة حول هجوم ابريل / نيسان على سكانه العزل، مجددا رفضه لتشكيل أي لجنة مشتركة مع الصليب الأحمر. واعتبرت المعارضة الإيرانية أن محاولة إدخال خامنئى فى قضية أشرف يعد خط أحمر لكون نظامه أعدم 120 ألف من أعضاء "مجاهدى خلق"، مشيرة إلى أن قرار الحكومة العراقية يدلل على تحولها لأداة فى يد النظام الإيرانى. ويذكر أن السلطات الإيرانية تطالب بغداد بتسليمها عناصر "مجاهدي خلق" المقيمين في معسكر أشرف بمحافظة ديالى في شمال شرق بغداد، حيث يعتبر المنظمة حركة محظورة منذ عام 1981. ويعيش في المعسكر حوالى 3400 شخص بعد نزع القوات الأمريكية السلاح منهم عقب توليها مسئوليته ثم نقل مجدا إلى الحكومة العراقية فى 2009. وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت الحكومة العراقية بقتل أكثر من ثلاثين من عناصر منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة وجرح المئات باستخدام الرصاص الحي خلال قمع احتجاجاتهم في معسكر أشرف.