فضيحة دولية أنور صالح الخطيب ليست المرة الأولي التي يجري الكشف فيها عن فضائح جنسية أو فضائح فساد تتورط فيها منظمات دولية أو قوات دولية لحفظ السلام تعمل في المناطق المنكوبة بالحروب أو المجاعات. إذ سبق للأمم المتحدة التي تعمل معظم هذه المنظمات تحت غطائها أن تعهدت الدولية بمعالجة المشكلة وهو الأمر الذي لم يحدث وظل في اطار النوايا الحسنة التي لم تنفذ علي الأرض مما فاقم المشكلة كثيرا. المنظمة غير الحكومية سيف ذي تشيلدرن كشفت في دراسة نشرتها أمس أن مئات الأطفال الذين تبلغ أعمار بعضهم ست سنوات، يضطرون لتقديم خدمات جنسية من أجل الحصول علي الغذاء أو الصابون وهواتف نقالة من أعضاء منظمات غير حكومية. وقالت المديرة العامة لفرع المنظمة في بريطانيا جاسمين ويتبريد في تصريحات صحفية نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية أن هذا التحقيق يكشف الأعمال غير الشريفة لعدد من الأشخاص يستغلون جنسيا بعض الأطفال الأكثر ضعفا في العالم والذين يتوجب عليهم حمايتهم . مشيرة في تصريحاتها أن الانتهاكات شائعة في ساحل العاج وهايتي خصوصا، ومؤكدة أن هذه القضية تشملها كغيرها من عدد من المنظمات غير الحكومية. مضيفة أن حجم الإساءات "كبير"وهو ما يدفع بالمطالبة إلي إقامة نظام يسمح بكشف هذه التجاوزات والتصدي لها. القضية الفضيحة التي تكررت كثيرا لا تحتاج إلي وعظ من احد فإذا كانت المنظمات الإنسانية الدولية التي يفترض بها أن تحمي الطفولة وتعتني بها هي أول من ينتهك حقوق هذه الطفولة فان ذلك يؤشر بصورة واضحة إلي الدرجة التي انحدرت فيها القيم والأخلاق وانعدام الضمير الإنساني بحيث تحول الإنسانية إلي وحش لا يرحم. لا زالت في الذاكرة آخر فضيحة تورطت فيها منظمة إنسانية فرنسية أرادت تهجير أطفال من السودان وتشاد إلي فرنسا حيث انتهت فصول القضية بعودة المتورطين إلي بلادهم بعد تدخل فرنسي جاء من الرئيس الفرنسي رغم التصريحات العنترية التي سمعناها من الرئيس التشادي بان بلاده ستحاكم المتهمين بالاتجار بأطفال تشاد والسودان ولن تسلمهم إلي فرنسا وعند أول اتصال من قصر الاليزيه أذعن الرئيس التشادي وعاد المتهمون إلي بلادهم؟ الأممالمتحدة التي لطخت سمعتها كثيرا في العقود الأخيرة مطالبة بالاستجابة إلي دعوة إيجاد" تشريع دولي يعتبر مثل هذه الجرائم ترتقي لجرائم الحرب والإبادة الجماعية يجري تحويل مرتكبيها إلي المحكمة الدولية لجرائم الحرب حفاظا علي البقية الباقية من الضمير الإنساني. عن صحيفة الراية القطرية 28/5/2008