كلينتون وحسابات الفوز د. وليد محمد السعدي كل الدلائل تشير بان المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية باراك اوباما سيكون أوفر حظا للحصول على تأييد حزبه لهذه الانتخابات بالرغم من أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لا تزال تحظى أيضا بتأييد شعبي لا يستهان به. لكن الأرقام وعدد المؤيدين لأوباما تؤكد بأن حصيلة كل الانتخابات التمهيدية ستضع اوباما في المقدمة بين الأوساط الديمقراطية في الولاياتالمتحدة، وسيكون المرشح الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة ضد المرشح الجمهوري جون ماكين. لكن المرشحة كلينتون لا تزال عازمة على الاستمرار في حملتها الانتخابية بالرغم من المؤشرات المتكررة بأن حزبها الديمقراطي سيختار في النهاية اوباما لمنافسة ماكين في كانون أول القادم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تستمر كلينتون في حملتها الانتخابية بالرغم من أنها تقف وراء اوباما بالنسبة لعدد الناخبين الديمقراطيين؟ هنالك احتمال واحد والذي قد يفسر تصميم كلينتون على البقاء في حلبة الانتخابات، إلا وهو أنها قد ترشح نفسها ليس كمرشحة للحزب الديمقراطي والذي من المتوقع أن يختار منافسها اوباما وإنما كمرشحة مستقلة، وهذا الخيار لا يزال قائما خاصة وأنها تحظى بتأييد جيد من قبل الأمريكيين بشكل عام، وإذا اختار حزبها منافسها اوباما فما عليها إلا أن تطرق بابا آخر، ألا وهو ترشيح نفسها كمرشحة مستقلة. في هذه الحالة سينقسم الحزب الديمقراطي على نفسه بين المؤيد لأوباما والمؤيد لكلينتون خاصة وان معظم مؤيدي كلينتون من المرجح أن لا يصوتوا لصالح اوباما، الأمر الذي سيعني فشل اوباما في نهاية المطاف ويبقى المنافس الوحيد أمام ماكين المرشح المستقل هيلاري كلينتون. في هذه الحالة ستظهر كلينتون كالمرشح الوسط بين ماكين اليميني المتطرف واوباما المرشح اليساري المتطرف وستبرز كلينتون وكأنها المرشح المعتدل بين قطبي اليمين واليسار، وبهذه الحالة سيكون حظها جيدا لكسب اكبر عدد من الأصوات الأمريكية في الانتخابات للرئاسة، وان طرقت كلينتون هذا الخيار فسيعني ذلك بأن اوباما لن يكسب الانتخابات على الوجه المأمول لأن الناخبين الديمقراطيين سينقسمون على أنفسهم وبدون تأييد ديمقراطي عام لأوباما فلن يكون النصر حليفه مهما عظم تأييده داخل حزبه الديمقراطي. بلا شك أن كلينتون تحمل في جعبتها مفاجآت عديدة الأمر الذي يفسر تصميمها على المضي قدما في حملتها الانتخابية. وسيكون قرارها بخوض الانتخابات كمرشح مستقل وليس كمرشح عن الحزب الديمقراطي أولى هذه المفاجآت المرتقبة، خاصة إذا فشلت في إقناع حزبها بالأخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات التمهيدية في كل من فلوريدا وميتشغان، حيث حصلت على غالبية الأصوات وانتصرت على منافسها اوباما لكن حزبها رفض هذه النتائج لأسباب فنية. عن صحيفة الرأي الاردنية 27/5/2008