إسرائيل والسلام مع سوريا د. سليمان أبوسويلم نتمنى أن تكون إسرائيل جادة في قولها بأنها ستعيد الجولان السوري المحتل إلى أهله في دمشق والذي احتلته عام 1967 وضمته إليها عام 1981ونتمنى كذلك أن تلتزم إسرائيل بالقرارات الدولية وتفي بتعهداتها تجاه الفلسطينيين وتنسحب من الضفة الغربيةالمحتلة ليقيم الفلسطينيون عليها دولتهم المستقلة كما وعدهم الرئيس جورج بوش قبل نهاية هذا العام ، ونتمنى كذلك أن يعم السلام الشرق الأوسط برمته فينسحب الأمريكيون من العراق وتحل المسألة اللبنانية ، لكن ما يجرى على الأرض في الجولان وفي الضفة الغربية والعراق ولبنان يجعل من هذا التمني بعيد المنال. أولمرت الذي بدأ بالتغيير التكتيكي فجأة تجاه سوريا يجعلنا لا نصدق ما يقول فكيف له أن يقنعنا فعلا انه يريد الانسحاب من الهضبة السورية المحتلة وهو من قام قبل اشهر قليلة فقط بأكبر مناورة عسكرية مكثفة وضخمة وغير مسبوقة في تاريخ إسرائيل على ارض الجولان ، ولا يجتمع مع وزير دفاعه وكبار ضباطه إلا على تخوم جبهة الجولان ، وكيف به أيضا يريد أن يقنعنا بالانسحاب من الجولان ذي الموقع الاستراتيجي المتميز عسكريا ويسلمه إلى من يضعهم في خانة الإرهاب ودعم المنظمات الإرهابية ، وكيف به أن ينسحب منه وهو القائل فيه أن الجولان ارض إسرائيلية والى الأبد وكيف ينسحب ويقيم سلاما مع سوريا وهو الذي أغار على أراضيها ومنشآتها في دير الزور في أيلول الماضي ودمر ما دمر تحت ذريعة ما قيل أنها منشآت نووية سريه ، ثم كيف ينسحب من الجولان وهو الذي تم زرعه بالمستوطنات الإسرائيلية والتي يعيش فيها الآن اكثر من عشرين ألف مستوطن. الانسحاب الإسرائيلي من الجولان أمر لا يقدر عليه أو لمرت ولا غير أو لمرت من الساسة الإسرائيليين لان القانون الإسرائيلي يقول أن صاحب الولاية في قرار الانسحاب من الجولان هو الشعب الإسرائيلي وحده ، بمعنى ليس لحكومة أولمرت الصلاحية بالتخلي عن الهضبة السورية المحتلة بدون موافقة الشعب الإسرائيلي ، وعليه فأن الانسحاب الإسرائيلي من الجولان بكل بساطة هو مجرد وهم وأشبه بالحديث عنه بعبث الأطفال. إسرائيل وحدها لا يمكن لها أن تقيم سلاما مع سوريا وبهذه البساطة دون موافقة الولاياتالمتحدة لان إسرائيل ربطت كيانها ووجودها بحبل سري بالولاياتالمتحدة الداعم والممول والمسلح وهذا الممول والمسلح يتهم سوريا في نفس الوقت الذي يدعوها أولمرت للسلام للكشف عن مفاعلها النووي السري الذي بنته كما تقول بمساعدة من كوريا الشمالية مما يجعل من أمر الانسحاب من الجولان مجرد مناورة وخدعة سياسية من جانب حكومة أولمرت تخفي وراءها الاستعداد لحرب جديدة في المنطقة. عن صحيفة الرأي الاردنية 1/5/2008