تسليم سيادة لبنان بالكامل إلى قوى خارجية أسد ماجد منذ سنتين ولبنان يتآكل ويضعف ويتعرض لاكبر عملية نهب في تاريخه ومازالت الحكومة الحالية المبتورة مصرة على الاجهاز على ما تبقى من هذا البلد الصغير والمضحك ان هذه القوى التي تمثلها الحكومة مازالت تصدق ان أميركا تحترمهم وتعتبرهم حلفاء لدرجة ان بعضهم وبمراهقته السياسية يظن ان قوة الولاياتالمتحدة وجبروتها تحت خدمتهم وبالذات عندما جاءت البوارج الاميركية وعلى رأسها المدمرة «كول»الى الشواطىء اللبنانية فقد ظنوا انها جاءت لحمايتهم ولكن فات عليهم انها جاءت ردا على زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى العراق وفي نفس الوقت لتغطية وحماية المحرقة الاسرائيلية ضد غزة. وعندما انكشفت الامور على حقائقها وبدا حتى للمواطن العادي ان قوى 14 اذار باعت وتنازلت عن كل شيء في لبنان خدمة للمشروع الاميركي المفلس في المنطقة وازاء الاحداث الاخيرة قررت قوى الموالاة عقد مؤتمر لها في فندق البريستول في بيروت في الرابع عشر من مارس الحالي لتقديم ورقة سياسية ادعت فيها انها مشروع خلاص للوطن والمواطن لكنها في الواقع تسليم كامل لسيادة لبنان الى واشنطن واسرائيل خاصة في البنود التي اصروا فيها على المحكمة الدولية ببنودها المطلوبة اسرائيليا واميركيا لجهة اتهام سوريا والقوى الوطنية الشريفة في لبنان بقتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. ورافق هذا الامر ظهور مفاجىء للمحقق الدولي الالماني السابق ديتلف ميليس على شاشة ال بي سي والذي ابعدته الاممالمتحدة عن ملف التحقيق بسبب تلاعبه وانحيازه الواضح لحلفاء المشروع الاميركي وتركيزه على تهمة واستدعاء وطنيين لبنانيين معظمهم مع الخيار العربي الوطني للبنان وخيار المقاومة كشارل ايوب وناصر قنديل وامثالهما واغفاله استدعاء على الاقل زهير الصديق الشاهد الكاذب الذي تحول الى لغز بعد اختفائه في باريس وكان هذا الظهور المفاجىء لميليتس في هذه اللحظة عشية مؤتمر القمة العربي في دمشق خير دليل على محاولتهم احراج سوريا بسبب ترؤسها القمة العربية لهذا العام ولابد ان نذكر ان ميليتس هذا شوهد اثناء تواجده في بيروت مع عدد من قوى 14 اذار في سهرات ليلية عديدة وفي يخوت بحرية سياحية تعود لبعض اقطاب تلك القوى المذكورة بالاضافة الى لقاءاته وسهراته في مطاعم وملاهي بيروت الليلية . وطالبت ورقة الزمرة الحاكمة بفتح علاقات جديدة مع دمشق وعدم العودة الى الماضي فعن أي ماض يتحدث هؤلاء وهم رواد المرحلة السورية في لبنان بل هم الحلف المؤلف من عبدالحليم خدام وغازي كنعان وحكمت الشهابي ووليد جنبلاط ورفيق الحريري حيث امعنوا بسرقة المال العام في لبنان واوقعوا البلد تحت قروض مالية تعدت الخمسين مليار دولار حتى بات الشعب اللبناني بمعظمه تحت خط الفقر وكما فعلوا اليوم بتسليم لبنان الى الادارة الاميركية كذلك فعلوا بالامس بتسليم لبنان الى الوصاية السورية ..نعم انهم هم نفس الاشخاص ولكن فقط تم نقل البندقية من كتف الى كتف وتغيرت وجهة سيرهم من عنجر الى عوكر حيث السفارة الاميركية فعن أي ماض يتحدث هؤلاء في وثيقتهم في فندق البريستول في بيروت. ونلاحظ هنا ايضا العزف على نفس الوتر بتحميل سوريا مسؤولية الاغتيالات والفوضى التي يعيشها لبنان للايحاء بأن هناك خلافات عميقة بين الدول العربية لاحراج القمة واحراج سوريا ويريدون ارسال رسالة ان داء الخلافات العربية لايمكن الشفاء منه فبالتالي لاحاجة لعقد قمة لهذا العام . والمؤكد وضع اوراقهم كلها في السلتين الاميركية والاسرائيلية اثر دعوتهم إلى تطبيق القرار 1559 وناشدوا «المجتمع الدولي»الاسراع في تطبيق هذا القرار ويتساءل اللبناني بكل حسرة ماذا بقي من هذا القرار بعد عدوان يوليو 2006 على لبنان؟ ام ان عيونهم عميت عما لحق بلبنان من تدمير وتهجير وقتل وهل سيادة لبنان عند زمرة اللصوصية هذه لاتخترق ولا تداس الا عندما يتواجد جندي عربي على ارض لبنان ؟واين غيرتهم على سيادة لبنان عندما تخترق الطائرات الحربية الصهيونية يوميا سماء بلدهم واين هي غيرتهم وحرصهم على السيادة حين يصول ويجول السفير الاميركي في لبنان ليملي عليهم قراراته التي تخرق الدستور اللبناني ولمَ لم تتحرك الوطنية في داخلهم لدى وصول المدمرات الاميركية الى مياه لبنان الاقليمية منتصف شهر فبراير الماضي. بل اين هي سيادتهم وكرامتهم عندما ذهب وفد منهم الى نيويورك مطلع عام 2006 لتقليد صانع الحرب على لبنان جون بولتون المندوب الاميركي -الصهيوني - في الاممالمتحدة وسام الارز ومخاطبته كرجل عظيم والمعروف عن بولتون انه صقر من صقور المحافظين الذين ساهموا بتدمير العراق وافغانستان والشعب الفلسطيني وخراب لبنان الا يستحق هؤلاء الذين قلدوا بولتون ذلك الوسام المحاكمة. وهناك بند في ورقة 14 اذار يدعو السلطة اللبنانية الى بسط سيادتها على كل لبنان وانه لاسلاح الا سلاح الشرعية أي الدولة اللبنانية في اشارة واضحة الى نزع سلاح المقاومة كي يعطوا المبرر الوحيد لاسرائيل للعودة باعتداءاتها المستمرة ودخولها يوميا الى الجنوب وقتل واعتقال من تشاء، والمقاومة تمنعها اليوم من تحقيق ذلك. كم هي عالية غيرة جنبلاط وجعجع والجميل والحريري الصغير على الشرعية فالاول أي جنبلاط حتى الامس القريب كان لايعترف بشرعية الدولة وأحرق العلم اللبناني في بيروت عام 1985 وهجر المسيحيين من الجبل ونهب اموال وزارة المهجرين. اما الثاني فهو جعجع الذي هو اشهر من ان يعرف بجرائمه ودمويته وعدائه لكل ماهو عربي وهو خير من جسد الذين احرقوا الحرث والنسل. واما امين الجميل فقد خبره اللبنانيون جيدا عندما حكم لبنان من عام 1982 الى عام 1988 حيث شهدنا اسوأ عهد في تاريخ البشرية ففي عهده ترعرعت الحرب الاهلية بين اللبنانيين وازداد القتل على الهوية واتسعت رقعة تقسيم لبنان وسعى بقوة لالحاق لبنان باسرائيل بواسطة اتفاقية 17 مايو الشهيرة وفي عهده ايضا بدأت الليرة اللبنانية بالانهيار لانه أفرغ الخزينة سرقة ونهبا وهدرا. اما الحريري الصغير فقد نسف كل ما انجزه والده رفيق الحريري طيلة عشرين عاما فحول مكانة ال الحريري من زعامة وطنية لبنانية الى زعامة مذهبية ضيقة . ودعت قوى السلطة في مذكرتها في الرابع عشر من مارس الى احترام لبنان من قبل سوريا وتوجيه دعوة رسمية لحضور مؤتمر القمة. وسبق ذلك الاجتماع نداءات كثيرة وصراخ من قبلهم يقول ان سوريا لاتعترف بلبنان ولا تريد له حضورا في مؤتمر القمة وعندما جاء مساعد وزير الخارجية السوري الى لبنان ووجه دعوة رسمية الى السنيورة عبر وزارة الخارجية اللبنانية لحضور القمة عادت نفس الاصوات النكرة ونفس الاوركسترا لتطالب بعدم المشاركة في القمة. وهنا بدأ توزيع الادوار فجنبلاط نصح السنيورة اكثر من مرة ان لا يشارك وهدد بان وزراءه في الحكومة لن يصوتوا الى جانب حضور لبنان واعتبر مشاركة لبنان بقمة دمشق خيانة وطنية وكذلك فعل اخرون امثال فارس السعيد ونائلة معوض وسمير جعجع اما امين الجميل فعندما اشتم رائحة انه يمكن لرئيس اسبق للبنان ان يمثله في القمة فانه أدلى تصريحات لينة ومقبولة مشددا فيها على اهمية حضور لبنان في القمة فبدا انه يسوق لنفسه لكنه سرعان ما تراجع عندما ذكره احد اقطاب المعارضة اللبنانية ان اميل لحود هو ايضا رئيس سابق للجمهورية ويمكنه تمثيل لبنان في القمة.وهكذا هي الامور مع هؤلاء السياسيين التجار الذين لا يسعون الا لتسويق انفسهم لدى كل فائدة سلطوية او مالية لانهم لايرون لبنان الا شركة عقارية لتنفيذ مشاريعهم التجارية وهذا ما اوصل لبنان الى هاوية الفقر والضعف والتراجع على كل الاصعدة فقد تسلم هؤلاء زمام السلطة في لبنان وتحول في عهدهم الى طوائف ومذاهب متناحرة . بايعاز من السفارة الاميركية للتشويش على مؤتمر القمة العربي في دمشق وبدت ارادة الادارة الاميركية من خلال تجمعهم بعد تمركز البوارج الاميركية في المياه الاقليمية اللبنانية ودعوة بوش لهم بانتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائد واحد او بمن حضر من النواب اللبنانيين وكلام ساتيرفيلد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية في باريس عن جهله بالمبادرة العربية وان لا وجود لهذه المبادرة في قاموسه السياسي ..ازاء هذا الهجوم الاميركي لنسف كل المبادرات لحل الازمة في لبنان كان لابد من تحرك قوى السلطة بالاتجاه المعاكس وبايحاء اميركي ليثبتوا انهم قوى لبنانية حرة اما مسار حال الشارع اللبناني اليوم فيدور حول نقطة اساسية امام هذا التجمع السلطوي في فندق البريستول بعدم الثقة والتصديق لان تجربة اللبنانيين طويلة ومرة مع معظم قادة قوى السلطة ودائما كلام الليل يمحوه النهار. ويتساءل اللبناني دائما هل من مراقب سياسي يستطيع ان يرصد ما يصرح به جنبلاط يوميا وكذلك الحال مع الحريري الصغير الذي يكذب نفسه دائما لدرجة ان ميشال عون طالب اكثر من مرة بتوقيع امضاء الحريري الصغير على كل بند من بنود الاتفاق معه ويعرف الشارع اللبناني ان سمير جعجع مازال يعيش بعقلية احداث ال75 ولايستطيع الخروج من مزاج الحرب الاهلية وتصرف الميليشيات وهمه الوحيد خراب البلد ليتحكم بالشارع الذي هو فيه وكذلك بات المواطن اللبناني على ثقة تامة ان «باروميتير» مواقف امين الجميل مرتبط بالقيمة المالية المدفوعة له يوميا من آل الحريري . ان وثيقة الرابع عشر من اذار ما هي الا خطوة جديدة في دفع لبنان نحو المجهول لانها تصر على سلخ لبنان من محيطه العربي وخاصة جارته الوحيدة سوريا ونزع سلاح المقاومة خدمة لاسرائيل دون المطالبة بكيفية ردع الخطر الاسرائيلي الدائم على لبنان وتفعيل المحكمة الدولية التي أجيزت دون توقيع رئيس الجمهورية وتصديق مجلس النواب عليها كما ينص الدستور بتسهيل كامل من الولاياتالمتحدة وفرنسا واسرائيل فعن أي لبنان يتحدثون وبأية حرية وسيادة يتغنون حيث لم يبق من شيء مما يطالبون به بسبب سياستهم وتواطؤهم على كل ما هو وطني وشريف. اسئلة كثيرة تعب المواطن اللبناني من طرحها على حكومته التي قال رئيسها انه لن يرجف له جفن امام معاناة وصراخ وآلام اللبنانيين. عن صحيفة الوطن القطرية 22/3/2008