بعد الإنجاز التاريخي بغانا الحضري وعمرو زكي شوها الصورة في دبي بسيوني الحلواتي مصيبتنا في مصر أننا لا نعرف كيف نحافظ علي إنجازاتنا.. نتعب ونعرق ونكافح ونضحي بكل ما نستطيع لكي نحقق إنجازاً أو نتفوق في مجال من المجالات.. ثم نضيع ما صنعناه بتصرفات طائشة وسلوكيات غير مسئولة. هذا بالضبط ما حدث من بعض نجوم منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي عاد منذ أيام يحمل أغلي كأس أمم إفريقية في تاريخ البطولة. استطاع لاعبو مصر خلال أيام البطولة العشرين أن يرسموا لأنفسهم صورة بطولية رائعة في عيون وأذهان كل محبي وعشاق كرة القدم الذين شاهدوهم عبر شاشات التليفزيون في كل دول العالم. كانوا بقيادة مدربهم القدير المعلم حسن شحاتة مثالا للإلتزام والرجولة داخل الملعب وخارجه وجسدوا بسجودهم بعد كل هدف أحرزوه. وبالعجول التي ذبحوها ووزعوا لحومها علي فقراء كوماسي. وبحرصهم علي الصلاة.. صورة حسنة للاعب المصري. وكان طبيعيا أن تتعاطف معهم كل الشعوب العربية والإسلامية وأن تشجعهم وتحرص علي مشاهدة مبارياتهم وتخرج إلي الشوارع لتعبر عن فرحتها بعد كل انتصار يحققونه. كل صحف العالم تحدثت عن لاعبي مصر أثناء وبعد هذه البطولة.. وصفتهم بالرجولة والإصرار علي الفوز. والانتماء للوطن الذي يمثلونه ويحملون اسمه.. وصفتهم صحف العالم بأوصاف طيبة ينبغي أن تكون مصدر فخرهم واعتزازهم طوال حياتهم. ماذا حدث بعد ذلك؟ هل قدر هؤلاء الأبطال الإنجاز الذي حققوه وحافظوا علي الصورة الطيبة التي صنعوها لأنفسهم خلال وجودهم في غانا؟ للأسف: لم يحدث هذا.. ففي أول مهرجان تكريم أقامه لهم سمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي صدرت سلوكيات شاذة وغريبة من بعض نجومنا الذين أحببناهم أكثر وأكثر بعد هذه البطولة. شاهد ملايين العرب والمسلمين والمشاهدين في كل دول العالم الحارس العملاق عصام الحضري الذي وصف ب "السد العالي" طوال مباريات البطولة الإفريقية.. شاهدناه يرقص وينافس المطرب الشعبي سعد الصغير في حركاته الخليعة ورقصاته الماجنة وذلك علي مسرح مكشوف أمام أسر محترمة جاءت بنسائها وبناتها وأطفالها لتحتفل بهم. شاهدنا البلدوزر عمرو زكي الذي كان مثالا للرجولة في الملعب يرقص ويعري بطنه ويحرك أردافه ويتصرف علي المسرح مثل راقصات الكباريهات فمحا الصورة الطيبة التي رسمها لنفسه من أذهان كل من شاهد رقصاته وحركاته الشاذة والغريبة علي المسرح المكشوف في دبي. ما حدث من الحضري وزكي وشادي محمد في دبي وشاهده الملايين ليس أخلاق رياضيين.. بل سلوكيات عوالم. صحيح أن ما صدر عن الحضري وعمرو زكي لم يصدر مثله من لاعبين محترمين مثل أبو تريكة وحسني عبد ربه ووائل جمعة وأحمد حسن ومحمد شوقي وأحمد فتحي وهاني سعيد وغيرهم.. لكن أخطاء وتجاوزات البعض تشوه صورة الكل.. وما حدث علي مسرح دبي كان صدمة للملايين الذين أحبوا هؤلاء اللاعبين وشجعوهم وصفقوا لهم وافتخروا بهم. أرجوكم: حافظوا علي الإنجاز التاريخي الذي حققتموه في غانا.. حافظوا علي الصورة الطيبة المرسومة لكم في عيوننا وأذهاننا.. كونوا علي مستوي المسئولية وأعلموا أنكم الآن أصبحتم قدوة لأطفالنا في كل ما يصدر عنكم من تصرفات. يارب ** اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت. خلقتني وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت. أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم . عن صحيفة عقيدتي المصرية 19/2/2008