احتفت الصحف الأجنبية الصادرة أمس بفوز مصر التاريخي ببطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة علي التوالي والسابعة في تاريخ البطولة، وتناولت الصحف الأمريكية الحضور السياسي المصري للمباراة متمثلا في نجلي الرئيس علاء مبارك وجمال مبارك، كما تنوعت تغطياتها بين فرحة لاعبي المنتخب، واحتفالات الشارع المصري. واعتبرت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية حضور «الأخوين مبارك» للمباراة النهائية، بأنه إما نوع من الحيل السياسية لاجتذاب الشعبية أو لولعهم غير العادي بكرة القدم، وأشارت الصحيفة إلي اهتمام جمال مبارك الذي كان محاطا بالحرس الخاص بالتصوير وصراخه أثناء الشوط الأول في المباراة. وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس إن «المنتخب المصري اعتاد الفوز بالبطولة القارية وأصبحت له تقاليده في الاحتفال بالفوز». وأكدت الصحيفة أن أبرز إنجازات البطولة هو إنجاز لاعب وسط المنتخب أحمد حسن الذي وصفته بأنه «لاعب غير عادي وقائد مخضرم فاز بالكأس مع فريق بلاده لأربع مرات». كما أشادت الصحيفة ببراعة لاعب دفاع المنتخب هاني سعيد، قائلة إنه شتت استحواذ فريق غانا علي اي كرة، كما أن أداءه جعل هجمات الفريق الغاني غير ذات خطورة. واعتبرت الصحيفة أن المنتخب أصبح له، مع تكرار الفوز بالبطولة، طريقة تميزه في الاحتفال بالفوز. أما صحيفة الجارديان البريطانية فقالت إن فوز الفريق المصري بكأس الأمم الأفريقية «أمر مألوف جدا» ، ورصدت الصحيفة المشاهد المتكررة في البطولات الثلاث السابقة، وقالت إن «نفس المشاهد تتكرر، أحمد حسن يتسلم الكأس كما حدث في القاهرة، وفي أكرا، وفي غانا، وأخيرا في لواندا بأنجولا». كما أشارت الصحيفة إلي أن اللاعبين التفوا حول حسن شحاتة وحملوه وقذفوه في سماء الملعب كما في المرات السابقة. وتابعت الصحيفة أن الفريق وإن لم يشارك في كأس العالم، فهو أحد أفضل الفرق التي أنتجتها القارة السمراء في تاريخها. وذكرت الصحيفة أن المنتخب المصري لم يقدم فقط أداء مقنعا في نهائيات أمم أفريقيا بل إنه يعد وبجدارة أفضل فريق في البطولة حيث فاز في جميع اللقاءات التي لعبها وقدم كرة قدم حقيقية ممتعة. وتابعت أن المدير الفني للفريق حسن شحاتة الذي لم يهزم في 18 مباراة متتالية قاد المنتخب في البطولات الثلاث الأخيرة بكفاءة واقتدار وأنه يحسب لشحاتة في مباراة غانا أن هجوم الفريق المنافس نادرا ما شكل خطورة حقيقية علي مرمي الحضري حيث استطاع الدفاع الحد من خطوة مهاجمي غانا. من جانبها رأت صحيفة «التليجراف» البريطانية أن مصر أكدت بالفوز سمعتها كأحد أعظم الفرق التي أنتجتها القارة السمراء في تاريخها، مشيرة إلي أن الكابتن حسن شحاتة لم يخسر البطولة منذ أن تولي مهمة تدريب المنتخب القومي. وقالت صحيفة «تايمز» البريطانية إن الرقم القياسي العالمي الذي حققه المنتخب المصري بفوزه بالبطولة الثالثة علي التوالي أمر صعب تكراره. وأشادت الصحيفة البريطانية بمحمد ناجي (جدو) صاحب هدف الفوز في المباراة وهداف البطولة ووصفته بأنه لاعب سوبر بعد أن نجح في مساعدة منتخب بلاده في تحقيق رقم قياسي بالفوز باللقب القاري للمرة الثالثة علي التوالي. وأشارت إلي أن هدف جدو جاء من تمريرة متقنة من محمد زيدان داخل منطقة الجزاء قبل أن يسددها جدو في مرمي المنتخب الغاني في المباراة ال19 للمصريين دون هزيمة في بطولات أمم أفريقيا. ومضت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إلي القول إن فوز مصر هو الإنجاز الكروي الأول من نوعه في القارة السمراء، وهو إنجاز لم يحققه أي منتخب علي مستوي العالم، مضيفة أن «لاعبي مصر استحقوا الفوز وأحقيتهم باللقب القاري». لكنها أرجعت فرحة المصريين المفرطة بالفوز بالكأس، علي الرغم من أنها ليست المرة الأولي، لنجاحهم في هزيمة الجزائر بعد خسارتهم أمامها في المباراة الأخيرة وشعورهم بأنه بحصولهم علي الكأس قد استعادوا الفخر الوطني. وأبرزت «بي بي سي» أن الفوز علي الجزائر بأربعة أهداف في المباراة السابقة كان بالنسبة لمعظم المصريين أهم من الفوز بالبطولة نفسها، وأشارت الهيئة البريطانية إلي أن الفوز بالبطولة كان بمثابة رد اعتبار لحسن شحاتة الذي تلقي الكثير من الانتقادات بعد خيبة الأمل التي مني بها هو وفريقه خلال الشهرين الماضيين بعد مباراة الجزائر. وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الفريق المصري بتحقيقه خمسة أهداف في مباراتين متواليتين قد حقق معجزة كروية، وأشادت الصحيفة بعدم تعرض مصر للهزيمة علي مدار 19 مباراة، وتحقيقها نصرا لم يستطع أي فريق آخر تحقيقه، لتصبح بذلك أول دولة في العالم تفوز باللقب ثلاث مرات علي التوالي. بينما رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الفراعنة تمكنوا من الحصول علي كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة علي التوالي عن جدارة، وأشادت بأداء الفريق المصري أثناء البطولة ولاسيما اللاعب المصري محمد جدو الذي استطاع تحقيق الفوز بهدف في الدقيقة 85 من أحداث المباراة، علي الرغم من أن منتخب غانا كان المسيطر علي المباراة. وقالت صحيفة «يو إس إيه تو داي» الأمريكية إن هدف مصر المتأخر يعبر بها إلي اللقب علي حساب غانا وإن هدف جدو القاتل في مرمي النجوم السوداء هو ما أهدي الفراعنة اللقب السابع لهم والثالث علي التوالي. وقالت صحيفة «ماركا» الإسبانية إن المصريين فعلوها مرة أخري وحافظوا علي الكأس الغالية ليظلوا أسياد أفريقيا للمرة الثالثة علي التوالي. وواصلت ماركا الإسبانية مسلسل إشادة صحف العالم بجدو وقالت إنه قاد الفراعنة للفوز بالبطولة بعدما استغل تمريرة رائعة من زيدان أمام مرمي النجوم السوداء. ووصلت الإشادة إلي الصحف الألمانية، حيث قالت صحيفة «بيلد» إن الفراعنة أثبتوا جدارتهم بأنهم ملوك القارة الأفريقية دون منازع، وأضافت أن الفراعنة أكدوا للعالم من هم بعد الفشل في التأهل لكأس العالم لتعود من بعيد وتحقق إنجازاً عالمياً بكل ارتياح. وأشادت وكالة الأنباء الفرنسية (إيه. إف. بي) بإنجاز المنتخب المصري، وقالت في تقريرها الذي جاء تحت عنوان (جدو الرائع المبدع يتقمص دور البطل.. ومصر تحافظ علي التاج الأفريقي) إن المنتخب المصري دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعدما تغلب علي غانا بفضل الرائع جدو، ليحمل الفراعنة الكأس الثالثة علي التوالي فيما قالت وكالة الأنباء الألمانية (دي. بي. أي. ) إن المنتخب المصري يدين بالفضل في فوزه إلي جدو الذي سجل هدف المباراة الوحيد قبل أربع دقائق من نهايتها، ليصبح المنتخب المصري أول منتخب يفوز بالبطولة الأفريقية ثلاث مرات متتالية. وقالت وكالة الأنباء الشهيرة إن فوز المنتخب المصري بالبطولة الأفريقية جاء بمثابة مصالحة للجماهير المصرية لتخفيف آلامهم بعد الإخفاق في التأهل إلي نهائيات كأس العالم. وقال تقرير شبكة «سكاي سبورتس» تحت عنوان (جدو يؤمن تاج أفريقيا) إن الوافد الجديد للمنتخب المصري جدو كان صاحب اللحظة الحاسمة التي مر خلالها من الجهة اليسري عند منطقة جزاء منتخب غانا مع تمريرة متقنة من زيدان ليسجل هدف الفوز للمصريين بكل هدوء ليحطم قلوب الغانيين. وأكد موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «fifa.com» تحت عنوان (هدف مصر المتأخر يسقط غانا في النهائي) أن اللاعب الاحتياطي جدو سجل في الدقيقة 85 ليقود منتخب بلاده لتحطيم الرقم القياسي الجديد في البطولة الأفريقية، وقال التقرير إن جدو الذي أطلق عليه لقب الاحتياطي السوبر تمكن من توجيه ضربة قاضية إلي الغانيين في أجمل هجمة في المباراة بعد تمريرة متقنة من زيدان. وقال موقع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «cafonline.com» تحت عنوان (مصر الأبطال ومحطمو الأرقام) إن الفراعنة لم يفوزوا فقط باللقب ال27، ولكنهم أيضًا صنعوا تاريخًا لا يمكن تكراره بعدما أصبحوا المنتخب الأفريقي الوحيد الذي يحقق البطولة ثلاث مرات متتالية. كما اهتمت الصحف الفرنسية كعادتها بفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية في نسختها السابعة والعشرين، وقالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إن مصر دخلت قائمة عظماء كرة القدم العالمية لإحرازها البطولة للمرة الثالثة. وأضافت الصحيفة أن منتخب الفراعنة استطاع الاعتماد علي اللاعب «جدو» الذي وصفته بالبديل الكفء من أجل انتزاع اللقب للمرة السابعة في تاريخهم، وأشارت إلي أنه بهذا الإنجاز والتتويج باللقب الأفريقي ثلاث مرات متتالية يصبح حسن شحاتة أفضل مدير فني عرفته القارة الأفريقية. ومن جانبها، قالت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية إن المصريين سطروا بهذا اللقب الأفريقي أسماءهم بحروف من نور في تاريخ بطولات كأس الأمم الأفريقية. وأشارت ليكيب إلي أن مصر حققت إنجازات أخري أهمها أنها تمكنت من رفع الرقم القياسي المسجل باسمها بالاحتفاظ بسجلها خال من الهزائم إلي 19 مباراة. وأوضحت الصحيفة: مصر تمكنت بهذا الفوز من تحقيق إنجاز لا يقل أهمية وهو أنها ألحقت الهزيمة بأربعة منتخبات من إجمالي خمسة منتخبات أفريقية حصلت علي بطاقة التأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010، وهو إنجاز قد يقلل من قدر الإحباط الذي لحق بها بعد أن كانت قاب قوسين أو أدني من التأهل لكأس العالم في جنوب أفريقيا 2010. أما مجلة «فرانس فوتبول» فقد احتفت بالنجم المصري محمد ناجي «جدو» الذي وصفته باللاعب المصري العملاق قامة وفنًا والذي خرج من قمقمه كعادته ليحرز هدفًا قاتلاً في مرمي منتخب غانا ليحلق بالشعب المصري إلي عنان السماء السابعة. وأوضحت المجلة أن جدو لم يحقق فقط لمصر بهدفه القاتل قبل نهاية المباراة بأربع دقائق البطولة الثالثة لمصر علي التوالي والسابعة في تاريخها في رقمين قياسيين سيصعب تحطيمهما في المستقبل المنظور، لكنه دعم وضعه كهداف للمونديال الأفريقي. وأشارت المجلة إلي أن الفراعنة سجلوا بهذا الفوز إنجازًا جديدًا يضاف إلي تاريخهم الثري ليؤكدوا أن زعامة الكرة الأفريقية مكتوبة باسم الفراعنة وأنه لم يعد هناك منافس للفراعنة في الأرقام القياسية في القارة السمراء.