أبوتريكة ترك احتفالات المنتخب حتي لا يسرق فرحة اللاعبين بينما تصدر نجل الرئيس المشهد مبارك مبروك للريس.. مبروك لمصر.. مبروك للأستاذ جمال.. مبروك للأستاذ علاء.. مبروك للوزير حسن صقر.. فجأة تحول الاحتفال بفوز منتخب مصر بكأس إفريقيا إلي نصر لعائلة الرئيس مبارك والحكومة، وأصبحت تليفونات السيد الرئيس قبل كل مباراة وبعدها وحضور نجليه ودعم الحكومة هو سر الفوز العظيم والسبب الأول في إحراز محمد ناجي جدو هدفه في الوقت القاتل في مرمي غانا. شعرت أثناء مشاهدة احتفالات المنتخب القومي أن برنامج «الكرة مع شوبير» ينقل احتفالات الحزب الوطني بالفوز، فالسيد جمال مبارك يتصدر المشهد وهو يهتف وممسكاً بعلم مصر في يده «زي ما قال الريس منتخب مصر كويس»، وقام الكابتن شوبير مشكوراً بإعادة هذه اللقطة 5 مرات في 5 دقائق، وبجواره السيد حسن صقر الذي كان يرقص فرحاً بفوز المنتخب بعد أن ترك كل الألعاب الأخري وتفرغ لمساندة منتخب الانتصارات (الذي لا يحتاج إلي مساندة) وعدد آخر من القيادات علاوة علي السيد علاء مبارك الرجل الوحيد الذي يفهم في كرة القدم بين السادة المحتفلين. لا أتصور أن ذكاء أمين سياسات الحزب الوطني جمال مبارك يقل عن ذكاء لاعب الأهلي محمد أبوتريكة.. ففي الوقت الذي كان فيه نجل الرئيس ضيفاً علي القنوات الفضائية يتحدث عن مدي صعوبة المباراة وسر الفوز الكبير بالبطولة الثالثة علي التوالي وأهمية هذا الفوز ويهتف ويرقص مع اللاعبين في غرفة خلع الملابس، لم نر أبوتريكة مطلقاً، رغم أن الطبيعي أن يظهر بعد أن قطع ساعات طويلة من أجل مساندة زملائه لكنها مساندة حقيقية ومخلصة وليست دعائية هدفها الترويج له، وبخاصة أنه لا يحتاج لهذا الترويج بقدر ما يحتاجه أمين سياسات الحزب الحاكم. محمد أبوتريكة ساحر الكرة المصرية لم يظهر أمام الكاميرات رغم كثرتها ولم يوافق أن يظهر فيسرق فرحة اللاعبين الذين يستحقون الانفراد بالنصر مع مدربهم لأنه يعلم أنه لو ظهر في التليفزيون سيترك المذيعين كل شيء ويتفرغوا للحوار معه، بل ربما ينسون جدو ويعتبرون أن حضور أبوتريكة هو سر النصر وأن أحاديثه مع جدو وزيدان هي التي جعلتهم يكررون سيناريو البطولة الأفريقية الماضية، وكأن المعلم حسن شحاتة كان متفقاً معهم علي موعد الهدف في حضور أبوتريكة. ظهور جمال مبارك في ملاعب كرة القدم بدأ مع انتصارات المنتخب القومي بقيادة حسن شحاتة التي قفز الكل عليها دون تفكير مع بطولة كأس الأمم عام 2006 ليصبح نجل الرئيس ضيف شرف كل المباريات المهمة فيظهر وهو متأثر بالنتيجة ويجلس بجواره أخيه علاء الذي لا يبحث عن الشهرة فهو يشجع نادي الإسماعيلي - رغم أنه أقل شهرة من الأهلي والزمالك - ويذهب لمبارياته ولا يراه أحد ولا تقوم الكاميرات بالتركيز عليه لكن بدأت الكاميرات تذهب إليه بعد أن أصبح جمال يجلس بجواره الذي احتفل بالفوز وكأنه مدير الكرة بالمنتخب المصري وليس أمين سياسات الحزب الوطني.