ستون عاماً للنكبة! فخري قعوار يصادف العام الحالي مرور ستين عاماً على النكبة التي شنها الصهاينة ضد الفلسطينيين، من اجل اغتصاب الارض، وجمع اليهود من الكثير من دول العالم، في ظل دولة جديدة، حيث حصل تدمير مواطني فلسطين وطرد كثيرين من وطنهم، ومنذ ان بدأ العنف الصهيوني قبل عام النكبة 1948، وارتفع الى درجة الحدة في شهر النكبة، وما يزال الكيان الصهيوني يمارس العنف، ويرفض حقائق الفلسطينيين، ويضيف من الاغتصاب الاول السيطرة على مدينة القدس، وضمها الى كيان العدو، كما يضيف ضم بعض مساحات ارض الضفة الغربية، ليس بحكم العدالة والانصاف، وانما بحكم القوة والهيمنة الاسرائيلية، بالاضافة الى احتلال قطاع غزة والضفة الغربية وممارسة عمليات القصف والارهاب منذ عام النكسة 1967 وحتى الوقت الحالي. وما دام العنف الاسرائيلي مستمراً من اكثر من ستين عاماً، ضد الشعب الفلسطيني، وضد بعض الشعوب العربية في الاقطار المجاورة للأرض الفلسطينية، فاننا نتساءل: ما الذي تغير في النظرة الاسرائيلية بالنسبة لوجودها في المنطقة العربية بالمعنى الاستراتيجي، وبالنسبة لرؤية السلام مع الفلسطينيين والعرب عموماً؟ وهل توجد عوامل وعناصر في البنيتين، المجتمعية ومئات السنين، بامكانية قيام تعايش حقيقي بين دولتين: فلسطينية واخرى اسرائيلية، خاصة ان اسرائيل تضع على رأس اولوياتها الاستراتيجية، طموحها الاساسي بوصول كيانها الى الدولة اليهودية؟ ونتساءل ايضاً: هل تمثل الديمقراطية الاسرائيلية ديمقراطية حقة في المنطقة؟ وما هي النظرة العامة بالنسبة لمستقبل اسرائيل في المنطقة؟ وهل ستتوفر امكانية التعايش الفلسطيني - الاسرائيلي في ظل دولة علمانية ديمقراطية واحدة؟ وهل ستتوفر امكانية ابتعاد الولاياتالمتحدة الاميركية عن الصف الاسرائيلي، والميل الى الحكم النزيه في الصراع العربي-الاسرائيلي؟ ونتساءل في النهاية: هل تصل الاستراتيجيتان الحاليتان، الفلسطينية والاخرى العربية الى مستوى مجابهة الخطر الذي تمثله الاستراتيجية الاسرائيلية؟. فالارض الفلسطينية الممتدة من البحر الابيض المتوسط الى نهر الاردن، لم تكن في أي وقت سابق تابعة للصهاينة، وكل ما حصل فعلياً، ان اليهود انتشروا في معظم مناطق العالم، وكانوا منتشرين في فلسطين والمغرب واليمن والعراق ومصر وغيرها من الاقطار العربية، ولم تثبت مسألة الضم الاسرائيلي في ارض واحدة او في مكان واحد، الا من خلال ابناء الامة العربية، وتعاطفهم مع اشقائهم الفلسطينيين، وعدم تجاوبهم مع الحدة الاسرائيلية، كما نثق بان اجابات هذه التساؤلات ستكون ايجابية، وستكون ضد الاغتصاب وضد القوة غير المبررة. عن صحيفة الرأي الاردنية 17/2/2008