روسيا تهدد من جديد بشأن كوسوفو د.هاني شادي قبل ساعات قليلة من وصول المرشح الصربي القومي الراديكالي توميسلاف نيكوليتش إلى موسكو أمس الثلاثاء ، حذرت الخارجية الروسية من مغبة تحرك الدول الغربية خارج إطار مجلس الأمن الدولي في ما يتعلق بمشكلة كوسوفو. ودعت الخارجية الروسية الدول الغربية إلى عدم الإقدام على سابقة مدمرة للأمن في أوروبا والبلقان ، وتوعدت في حال منح كوسوفو الاستقلال من طرف واحد وخارج مجلس الأمن الدولي بالرد بطرق مناسبة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء لقائه بنظيره الصربي بوريس تاديتش في الكرملين في الخامس والعشرين من الشهر الجاري أكد على أن بلاده ترفض استقلال وانفصال كوسوفو من جانب واحد. ويرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف أن روسيا مستعدة لتأييد أي قرار يتخذ من خلال الحوار بين بلغراد وبريشتينا بشأن تحديد الوضع القانوني لإقليم كوسوفو بشرط أن يكون هذا القرار مقبولا للطرفين. وقال كوساتشوف في جلسة نقاش عقدت في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما الروسي حول مسألة كوسوفو بمشاركة دبلوماسيين من صربيا، إن روسيا ستقاوم أي قرار يحقق مصالح أي طرف على حساب الطرف الآخر. وأضاف أن مسألة كوسوفو تعتبر من أكثر القضايا حدة في مجال العلاقات الدولية حاليا . وذكر أن الجهود الحثيثة التي بذلها الجانبان الروسي والصربي أثمرت عن إدخال تعديل على قرار الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يؤكد على ضرورة مواصلة المحادثات حول احتمال استقلال كوسوفو، وعدم اتخاذ أي قرار لا يرضي كل المشاركين في تلك المحادثات. ويشير المندوب الخاص لوزارة الخارجية الروسية لشؤون البلقان الكسندر بوتسان - خارتشينكو بأن الخارجية الروسية أعدت مجموعة من الإجراءات الجوابية تحسبا لاحتمال الاعتراف باستقلال كوسوفو من جانب واحد، ولكنه لم يفصح عن طبيعة هذه الإجراءات . وتجدر الإشارة الى أن مشكلة كوسوفو أصبحت بجانب مشكلة نشر الدرع الصاروخي في أوروبا من القضايا الحادة في علاقات روسيا مع الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية . ويبدو أن هذه المشكلة تحولت إلى خط أحمر للسياسة الخارجية الروسية التي من الصعب التنازل فيها . ولكن ماذا يمكن لروسيا أن تفعل في حال استقلال كوسوف بالفعل عن صربيا ؟ في الفترة السابقة كان البعض يعتقد أن روسيا في هذه الحالة يمكن لها الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا . غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في مؤتمره الصحفي في الخامس عشر من الشهر الجاري أن بلاده لن تفعل ذلك . ويعتقد مراقبون أن موسكو يمكن لها عدم الاعتراف باستقلال كوسوفو وزيادة الدعم للصرب كرد على استقلال الإقليم . وهناك من يرى أن روسيا قد تلجأ إلى إنشاء قواعد عسكرية روسية في البلقان . فالجنرال ليونيد إيفاشوف رئيس أكاديمية الدراسات الجيوبوليتيكية بموسكو لا يستبعد إمكانية إقامة قاعدة عسكرية روسية في البلقان. ويرى الجنرال اناتولي خرامتسوف الخبير العسكري الروسي أن روسيا تستفيق من إخفاقات سابقة لسياستها العسكرية وبدأت بإرسال سفنها وطائراتها العسكرية إلى مناطق العالم البعيدة، الأمر الذي يستوجب إيجاد قواعد لوحدات متقدمة من القوات المسلحة الروسية في الخارج . وهكذا يتوقع الكثيرون أن تشتد الخلافات بين موسكو والعواصم الغربية خلال الأسابيع المقبلة مع اقتراب العد التنازلي لإعلان ألبان كوسوفو عن استقلاله من طرف واحد . عن صحيفة الوطن العمانية 30/1/2008