إطلاق موقع «بوصلة» مشروع تخرج طلاب قسم الإعلام الإلكتروني ب «إعلام جنوب الوادي»    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالمنيا    مستشار الرئيس الفلسطيني يرد على الخلاف بين محمود عباس وشيخ الأزهر    السفارة المصرية بالتشيك تقيم حفل استقبال رسمي للبابا تواضروس    الدولار ب50.59 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 8-5-2025    ارتفاع 1060 للجنيه.. مفاجأة في أسعار الذهب اليوم الخميس بالصاغة محليًا وعالميًا    وزارة التموين تكشف موعد التحول للدعم النقدي    الرئيس الفرنسي يؤكد ل «الشرع» ضرورة حماية كل السوريين دون استثناء    باكستان تعلن أحدث إحصائية لعدد ضحايا الضربات الهندية    100 شهيد خلال 24 ساعة.. الاحتلال يواصل جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة    بنك التنمية الجديد يدرس تمويل مشروعات في مصر    سول: بيونج يانج أطلقت صاروخا باليستيا واحدا على الأقل باتجاه البحر    كشف حساب صافرة الغندور الصغير مع الأهلي والمصرى قبل لقاء الليلة    «مفاجأة كبرى للجماهير».. ميدو يعلن موعد حل أزمة القيد    «عتاب الحبابيب قاسي».. رسالة نارية من إكرامي ل الخطيب    زحام مرورى بسبب حادث تصادم أعلى الطريق الدائري بمنطقة السلام    طقس اليوم الخميس.. شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 34    دور العمارة الداخلية في تنشيط السياحة، رسالة ماجستير للباحثة هالة الزيات بكلية الفنون الجميلة    لمدة 3 أيام.. بدء سريان هدنة فلاديمير بوتين بين روسيا وأوكرانيا    قاض يمنع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين إلى ليبيا.. ما السبب؟    نقيب المحامين: زيادة رسوم التقاضي مخالفة للدستور ومجلس النواب صاحب القرار    «نصيحة أعادت زيزو إلى الزمالك».. ميدو يكشف تطورات أزمة نجم الأبيض    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    إعلام حكومة غزة: نرفض مخططات الاحتلال إنشاء مخيمات عزل قسري    رسميًا.. انطلاق سيارات Lynk & Co لأول مرة في مصر - أسعار وتفاصيل    أسفر عن إصابة 17 شخصاً.. التفاصيل الكاملة لحادث الطريق الدائري بالسلام    الرابع.. بلاغ بتعرض طفل جديد لهتك عرضه على يد "بعرور كفر الدوار"    حدث ليلًا| مدبولي يعلق على توقف الهجمات بالبحر الأحمر وموعد استطلاع هلال ذي الحج    طلب إحاطة بالبرلمان لمحاكمة مافيا سماسرة وشركات الحج    بوسي شلبي ردًا على ورثة محمود عبدالعزيز: المرحوم لم يخالف الشريعة الإسلامية أو القانون    لا حاجة للتخدير.. باحثة توضح استخدامات الليزر في علاجات الأسنان المختلفة    مدير مستشفى بأسوان يكشف تفاصيل محاولة التعدي على الأطباء والتمريض - صور    واقعة تلميذ حدائق القبة.. 7 علامات شائعة قد تشير لإصابة طفلك بمرض السكري    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    خريطة العام الدراسى المقبل: يبدأ 20 سبتمبر وينتهي 11 يونيو 2026    تفاصيل اعتداء معلم على تلميذه في مدرسة نبروه وتعليم الدقهلية يتخذ قرارات عاجلة    "أولياء الأمور" يشكون من جداول امتحانات الترم الثاني: تؤثر على نفسية الطلاب    سحب 116 عينة من 42 محطة وقود للتأكد من عدم «غش البنزين»    تحرك جديد من المحامين بشأن أزمة الرسوم القضائية - تفاصيل    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    «لعبة الحبّار».. يقترب من النهاية    «فستانك الأبيض» تحتفظ بصدارة يوتيوب.. ومروان موسى يطيح ب«ويجز» بسبب «الرجل الذي فقد قلبه»    أحد أبطال منتخب الجودو: الحفاظ على لقب بطولة إفريقيا أصعب من تحقيقه    حدث بالفن| عزاء حماة محمد السبكي وأزمة بين أسرة محمود عبدالعزيز وطليقته    رسميًا خلال أيام.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 بعد قرار وزارة المالية (احسب قبضك)    قبل الإعلان الرسمي.. لجنة الاستئناف تكتفي باعتبار الأهلي مهزوم أمام الزمالك فقط (خاص)    بيولي ل في الجول: الإقصاء الآسيوي كان مؤلما.. وأتحمل مسؤولية ما حدث أمام الاتحاد    "الرعاية الصحية": تقديم الخدمة ل 6 مليون مواطن عن منظومة التأمين الصحي الشامل    بعد تداولها على مواقع التواصل، مصدر يرد على جدل قائمة مصروفات جامعة القاهرة الأهلية    لمدة 6 أيام.. الفرقة القومية المسرحية بالفيوم تقدم ليالي العرض المسرحي «يوم أن قتلوا الغناء» بالمجان    أخبار × 24 ساعة.. التموين: شوادر لتوفير الخراف الحية واللحوم بدءا من 20 مايو    صحة الشرقية تحتفل باليوم العالمي لنظافة الأيدي بالمستشفيات    عمرو الورداني يقدّم روشتة نبوية لتوسعة الخُلق والتخلص من العصبية    المحامين": النقاش لا يزال مفتوحًا مع الدولة بشأن رسوم التقاضي    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نفاصيل مخطط القضاء علي فتح / د. ابراهيم حمامي
نشر في محيط يوم 26 - 05 - 2009


يا أبناء وشرفاء فتح، هذا مخطط القضاء عليكم!



د.إبراهيم حمّامي

الدكتور ابراهيم حمامي
تثبت الأحداث المتوالية أن الخاسر الأكبر وربما الأوحد من السياسات العباسية الدحلانية هي حركة فتح، التي بدأت تترنح تحت وقع ضربات وهزائم متتالية من العيار الثقيل، تأتيها هذه المرة من القاعدة الشعبية التي ضاقت ذرعاً بممارسات سلطة أوسلو ورموزه، حتى أن البعض يوشك أن يصدر شهادة وفاة لحركة تربعت ولعقود من الزمن على مسرح الكفاح والمقاومة وقدمت الكثير من أبنائها وقادتها خلال مشوار حافل، صمدت فيه في وجه عواصف التحديات والإنقسامات التي لم تفت من عضدها، لأسباب كثير أهمها وجود ياسر عرفات على رأس الحركة.

والذي ورغم سياساته الكارثية في كثير من الأحيان، كان وبحق صمام الأمان لحركة فتح، وبرحيله بدأ التصدع داخل حركة فتح وبدأت تتكشف عورات غياب القيادة، على عكس الفصائل الأخرى التي لم تتأثر برحيل قادتها كالجبهة الشعبية وحركة حماس والجهاد الإسلامي.

لكن التحدي الذي تواجهه فتح هذه المرة هو من نوع آخر لم تعرفه من قبل، هو من النوع الأكثر خطورة وفتكاً، إذ أن قيادة الحركة هي التي تقود وبشكل مبرمج عملية تدمير ذاتي مقصود ولأهداف محددة، وعلى مراحل مدروسة، لتمرير مخططات سابقة الإعداد والتجهيز، تصل في نهاية المطاف بالنسبة لحركة فتح بأن تتحول إلى حزب سياسي عاجز وضعيف لايجيد سوى إصدار البيانات دون حول ولاقوة.

قد يعتبر الكثيرون ذلك شطحة من شطحات الخيال طبقاً لنظرية المؤامرة، لكن لنتوقف قليلاً في محطات معينة ترسم ملامح مخطط تدمير حركة فتح الذي يقوده الثنائي عبّاس-دحلان، دون تعصب أو تحزب وبعقل مفتوح:
مقارنة تاريخية: بروسترويكا فلسطينية:

تحت شعار الإصلاح والتحديث والتجديد (بروسترويكا) نجح غورباتشوف وفي فترة وجيزة لم تتجاوز العامين من تفكيك الإتحاد السوفياتي السابق وإخراجه من الساحة الدولية كقوة عظمى، وهو ما عجزت عنه أعتى أجهزة المخابرات والترسانات العسكرية، لينهار الحزب الشيوعي، وتتحول الجمهوريات السوفياتية السابقة لدول مستقلة تتنازع فيما بينها كأذربيجان وأرمينيا، أو داخل الدولة الواحدة كجورجيا وروسيا، ولتسود الفوضى وسيطرة المافيا، بقيادة دعاة الإصلاح ك يلتسين المخمور وغيره من أعضاء الحزب الشيوعي نفسه.

البروسترويكا وافرازاتها تتكرر الآن تماماً في فلسطين فتحت شعار الإصلاح برز دحلان في ثياب الواعظينا، وخرج عبّاس من جديد ليلة تسفير عرفات لباريس ليتسلم زمام الأمور ليصبح المرشح ثم الرئيس الأوحد، وليبدأ بإجراءات "اصلاحية" أبعد ما تكون عن الإصلاح، وبقيادة مشاهير الفساد والإفساد، ولينطلق نحو مرحلة التدمير الذاتي لحركة فتح ومن داخلها، وهو أيضاً ما عجزت عنه آلة الإحتلال لم يكن غورباتشوف أو يلتسين من ذوي "التاريخ النضالي"، كما هو الحال بالنسبة لعبّاس ودحلان، وباسم الإصلاح دمروا كل شيء، كما يفعل أشاوس أوسلو الآن.

لماذا تدمير فتح وبهذه الطريقة؟

المتتبع لمجريات الأمور يعرف تماماً أن فتح ودون تدخل مباشر من عبّاس أو دحلان كانت تعاني من انقسامات وخلافات داخلية كفيلة بالقضاء عليها كحركة تقود الكفاح الوطني، لكن ذلك لم يكن ليُرضي من يخطط لتدمير شعب بأكمله من خلال القضاء على فصائله الصامدة.

لو حدث ذلك لذاب أبناء فتح وشرفائها في الفصائل الأخرى التي أثبتت وجودها على الأرض، لتواصل تلك الفصائل صعودها، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، لكن المخطط يقتضي ضرب الحركات والفصائل جميعها، وإن حدث ذلك تكون جذوة المقاومة قد انطفأت وللأبد، لهذا كان لابد من صحوة فتحاوية عابرة يمكن استخدامها للهدف الأكبر.

جاء الإجماع على ترشيح عبّاس وانتخابه كطوق نجاة لتوحيد صفوف حركة فتح في ظل الخلافات العنيفة التي تعصف بها، ليتنفس أبناء الحركة الصعداء بوعود الإصلاح التي يريدها الجميع، ودُغدٍغت عواطف أبناء الحركة، وزادت حماستهم لخوض الإنتخابات لإعادة الإعتبار لحركتهم في ظل قيادة جديدة إصلاحية ستضمن وعودها وبرامجها لهم الفوز في وجه المنافس والغريم، وهو الهدف الذي سيوحد الجميع.

لكن عبّاس ودحلان كان لديهما رأي آخر، فالإصلاح لم يتم والوعود لم تُنجز والتجاوزات زادت والفساد أصبح أعم وأشمل ووجوه الفساد بقيت كما هي، ففقدت الحركة التأييد الشعبي وبدأت قطاعات كبيرة في التململ، وكانت المراحل الإنتخابية الأولى بمثابة ناقوس خطر لأبناء الحركة، أم قيادتها فكانت أمورها على ما يرام وحساباتها تصيب، فما أن تخسر فتح مكانتها حنى يتحول جام غضبها على المنافس الرئيسي حركة حماس ليصبح الشرخ فتحاوياً-فتحاوياً، وفتحاوياً-حمساوياً، وهو ما بدأت بوادره بالظهور كما سيأتي لاحقاً.

ما أن تضعف فتح ويتم انتخاب قيادات جديدة لها على "الفرّازة" وكما يريد من يمسك بزمام الأمور القيادية والمادية ولمن أرادوا دعمه، حتى تتم السيطرة السياسية على الحركة، لتليها سيطرة عسكرية بدمج المقاتلين في الأجهزة الأمنية ليمارسوا مهام حراسة المحتل، أما من يرفض ويتمرد فسيضرب بكل قوة وقسوة، ليكون مبرراً ومقدمة لضرب باقي الحركات، دون اعتراضات تذكر فقيادة السلطة بدأت بأبناء فتح من الخارجين على قانون السلطة وبالتالي لايوجد ما يمنع ضرب الباقين بحجة الشرعية ووحدانية السلطة، وبهذا تكون أهم المراحل قد أنجزت.

لماذا فتح؟

لو تركت الحركة لتنهار تلقائياً لاستفادت الحركات الأخرى وأفشلت المخطط المعد للقضاء على الجميع، وبالتالي كان من المهم التركيز على الفصيل الأكبر حتى الآن ولعدة أسباب منها:

- فتح هي كبرى الفصائل تاريخياً وشعبياً على الأقل حتى لحظة بداية المخطط

- هي أكثر التنظيمات وفرة في المال الذ ي سيستخدم في تحقيق المآرب

- حركة لها تاريخ نضالي طويل

- هي بمثابة الحزب الجاكم والمسيطر على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وسلطة أوسلو

- هي الحركة التي اختارت وبمحض إرادتها عبّاس مرشحاً ورئيساً لها وأعطته الشرعية المطلوبة دولياً

- الإنقسامات الكبيرة داخل الحركة تسهل تحريك مجموعات ضد مجموعات أخرى

- ضرب فتح يعطي المبرر المطلوب لضرب الباقين، بحجة أن الرئيس وسلطته لا تتوانى حتى مع الحركة التي اختارتهم والتي يمثلونها و ما أن يبدأ قطار الإصلاح المزعوم حتى يجرف في طريقه الجميع فشعاراته الزائفة هي من القوة لدرجة أنه سيصبح من الصعب الوقوف بوجهها مما سيؤدي لحالة غليان داخلية، سيتم استثمارها وقت الحاجة إما لتكون قوة ضاربة مع السلطة ضد معارضيها الذين سيتم تضخيم خطرهم وكأنهم خطر على حركة فتح، أو في مواجهات داخلية تكون الضربة القاضية للبقية الباقية من قوة الحركة.

المخطط ورموزه:

على جبهتين متوازيتين سيتم تنفيذ المخطط الشامل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية فصائلها، فإضافة لما تم ذكره سيكون التركيز على محورين لتنفيذ المخطط:

فتح:

1. تحجيم القيادات المنافسة واستبعادها، وهذا ما تم في تكميم وتحجيم مروان البرغوثي وما يجري الآن لاستبعاد فاروق القدومي من دائرة صنع القرار، وفي هذا الشأن لنسترجع ما جرى للبرغوثي:

• ما أن أعلن مروان البرغوثي نيته ترشيح نفسه لإنتخابات رئيس سلطة أوسلو حتى "داب التاج وبان المرج"، وإنقلبت الموازين "الديمقراطية" ، فأصبح من كان رمزا وطنيا نضاليا أسيرا، وقائد الإنتفاضة وكتائب شهداء الأقصى والمرشح الأوفر حظا لخلافة عرفات، أصبح وبقدرة قادر وبين يوم وليلة خارجا عن الإجماع الفتحاوي، أنانيا يضع مصلحته فوق مصلحة الحركة، خادما لمخططات شارون، مما يستدعي إتخاذ إجراءات صارمة ضده حتى ولو كانت طرده من الحركة التي أجمعت بشيبها وشبابها على المرشح الأوحد "المناضل" أبو مازن!

• أول "الديمقراطيون" كان الفتحاوي الأصيل الطيب عبد الرحيم الذي قال: "هذا الموقف - يقصد موقف البرغوثي - مستغرب ومستهجن ولا ينسجم مع تقاليدنا الفتحاوية ولا ندري ما الأسباب التي دعت مروان إلي التقلبات السياسية؟ قبل أيام بايع أبو مازن لرئاسة السلطة ولكن اعتقد أن هذه التقلبات هي اقرب إلي العبث السياسي ومحاولة بائسة لتشويش على وحدتنا ولا أغالي إذا قلت لتشويش على وحدتنا الوطنية والأخ مروان تخلى عن فتحاويته ليرشح نفسه كمرشح مستقل.

الفتحاوين لا يقبلوا أن يتخلوا عن فتحاويتهم مهما كانت الإغراءات ويبدو أن هناك أوهام ولا ندري ما هي الجهة التي دفعت بالموهومين لفعل ذلك نطمئنكم إن الأطر الفتحاوية تلتف حول مرشحها الوحيد أبو مازن ولا شك أن أي خروج عن الأطر الفتحاوية هو اعتداء على فتح - ويا جبل ما يهزك ريح"، لكن هذا الطيب لم يشرح ما هي الفتحاوية تحديدا. لم يكن موقف "الطيب" مستغربا بقدر ما كانت عباراته، فهو خرج من إجتماع للمركزية ليمارس دوره الذي لا يجيد غيره في التضليل السياسي وهو ما فعله طوال 3 أسابيع هي فترة مرض عرفات، والتي تحول فيها إلى طبيب أخصائي يمارس التمويه المنظم.

• صدرت بعد ذلك بيانات عديدة تهاجم البرغوثي، من أسرى حركة فتح في المعتقلات التي أكدت "أن فتح وقراراتها ليست مزاجية ولا فئوية ولا استرضائية وبناء عليه فإننا نؤكد تأييدنا للأخ المناضل محمود عباس "أبو مازن" مرشحا للحركة في انتخابات رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية"، إلى حركة الشبيبة الفتحاوية الصحفية التي إعتبرت ان هدف خطوة البرغوثي هذه " هو شق الصف التنظيمي وخلق حالة من البلبلة وتشويه الموقف الفتحاوي" مطالبة "باتخاذ كافة القرارات والاجراءات بحقه كمنشق يسعى لتحقيق مكاسب شخصية ".

• أيضا نددت حركة فتح في جمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينية في قطاع غزة بقرار البرغوثي ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية قائلة: "اننا ندين الخطوة غير المسئولة من مروان البرغوثي بترشيح نفسه لهذا المنصب خارج الموقف الحركى ولاعتبارات شخصية بحتة ".هذا الرأي الذي كررته أكثر من جهة وأكثر من بيان وصلت لحد المطالبة بفصل وطرد البرغوثي من حركة فتح.

2. أما القدومي فتم إقصاؤه بطريقة أخرى وهي عقد الإجتماعات في رام الله حتى لايتمكن من الحضور، وتعيين ناصر القدوة في منصب وزير الخارجية، ليبدأ عملية مرسومة في انهاء القدومي سياسياً، ورغم أن فاروق القدومي لازال يقاوم محاولات الإقصاء من خلال سلسلة بيانات ترفض التغييرات والإجراءات إلا وأنه وعلى المدى البعيد ودون دعم جماهيري كبير سيفقد كل تأثير في عملية صنع القرار.

3. إنهاء المرحلة العرفاتية وشخصياتها: وقد تم ذلك بسلسلة من قرارت أصدرها عبّاس من عزل قيادات أمنية، وإلغاء قرارات عرفات، وعزل مستشاريه، وإبعاد آخرين لمناصب خارج مناطق السلطة، وبهذه الإجراءات يضمن السيطرة المطلقة على جميع آليات صنع القرار دون منغّصات.

4. السيطرة على كافة المراكز القيادية من خلال الشعار الذي رفعه عبّاس بأنه لن يعترف بأية قيادات فتحاوية إلا من خلال صناديق الإقتراع، ليضمن ومن خلال السيطرة على أجهزة الحركة ومقدراتها المالية فوز من يريد وإبعاد من يريد، على أن يتولى دحلان هذه المهمة.

5. تشجيع الإنقسامات الداخلية بشكل غير مباشر لإضعاف هذا التيار أو ذاك، وليصبح الجميع تحت رحمة الثنائي عبّاس- دحلان وليسعى الجميع لكسب ودهم ورضاهم بعد أن تتجزأ الحركة وتتشرذم.

6. إطلاق يد "الزعران" من المسلحين لقمع من يريدون من معارضين لنهجهم دون الظهور في الصورة بشكل مباشر، وأيضاً لبث الفتنة وقت الحاجة من خلال افتعال معارك صغيرة ومشاحنات مطلوبة لبسط نفوذ وهيبة السلطة.
7. إحداث هزة داخلية تفقد أبناء الحركة الثقة بحركتهم من خلال سلسلة من الإعلانات عن انتصارات لا تلبث أن تتبدد لتنشر حالة من الإحباط واليأس الشديدين.

8. الإستمرار في أكذوبة الإصلاح وتحسين الظروف المعيشية كصمام أمان أمام كل إدعاء بالفساد.

الآخرون:

هذا بالنسبة لحركة فتح أما باقي الفصائل والحركات فالمخطط لايقل خطورة، وسينفذ بالتوازي مع النقاط السابقة لضمان تدمير الجميع، وهذه بعض الملامح التي بدأت تتبلور:

تعميق الخلاف بين حركة فتح وباقي الفصائل من خلال تصريحات نارية وبيانات معدة سلفاً.

. التشكيك في العملية الإنتخابية برمتها لزيادة الشرخ بين القوائم المتنافسة، وهذه سابقة تاريخية لم يسبق لها مثيل بأن تقوم السلطة التي أعدت قانون الإنتخاب وشكلت اللجنة العليا للإنتخابات ولجان المراقبة، والتي تسيطر على وسائل الإعلام وأجهزة الأمن، والتي استغلت كل ذلك من أجل ضمان الفوز، أن تقوم تلك السلطة باتهام المعارضين بالتزوير، سابقة تثير الإشمئزاز والضحك في آن واحد.

2. تحريك بعض المحسوبين على حركة فتح من عصابات مسلحة لتقتحم وتطلق النار وتهدد وتزيد الأجواء اشتعالاً.

3. عقد المؤتمرات الصحفية أمام سمع وبصر العالم للتشكيك بنوايا الآخرين ومهاجمة قادتهم وتسفيه انتصاراتهم والتغني بفوز موهوم يزيد من تعميق الخلافات.

4. إن اقتضت الضرورة فلا بأس من اشتباكات مسلحة هنا وهناك تنتهي بتدخل "السلطة" وأجهزتها الأمنية المدعومة عربياً ودولياً لفرض سلطة القانون وبالقوة.

5. أما أبناء الشعب فبعد التضييق عليهم في أرزاقهم، وفقدانهم للأمن والأمان نتيجة المشاحنات والصدامات
والزعرنات، فسيصبحوا مهيئين لقبول أي سلطة تعيد لهم بعضاً مما فقدوه من أمن وأمان وبأي ثمن، ودون مشاكل أو اعتراضات تذكر!

النتيجة:

الخاسر الأول هو حركة فتح، والمخطط يبدأ بها دون ضمان لنجاح باقي أجزائه، وهنا أقتبس أجزاءاً مما سبق وكتتبته تحت عنوان "ديمقراطية فتحاوية عتيدة" بتاريخ 05/12/2004:

"لن يعجب رأيي هذا من يعيش في أجواء "غلابة يا فتح غلابة" وشعارات "أنا إبن فتح ما هتفت لغيرها"، لكن الوضع الراهن لم يعد يحتمل المجاملات واللباقات السياسية والتمسك بالشعارات البالية وعقليات جمهورية الفاكهاني.
لا أرى أملا يذكر في قيادات حركة فتح التي عفا عليها الزمان،

لكن الأمل كل الأمل في كوادر وعناصر فتح المتواجدة على الأرض والتي تشكل القاعدة الرئيسية للحركة، والتي تعي جيدا أين هي مصلحة الشعب الفلسطيني، والتي يقع على عاتقها مسؤولية عقد المؤتمر العام للحركة والمؤجل لسنوات طويلة، وإفراز قيادات جديدة تمثل توجهات الحركة، وتعيد لها وجهها القيادي النضالي، ولتحاسب كل من فرط ويفرط، ولتبتعد عن عقليات القيادات الحالية التي لا ترى إلا مصالحها وإمتيازاتها.

ديمقراطية غابة البنادق، والزعيم الخالد، والمرشح الأوحد، والممثل الشرعي والوحيد، والشرعية الثورية، والتاريخ النضالي، وغيرها من الشعارات بإسم الديمقراطية "الفتحاوية" لم تعد تصلح أو ذات تأثير كما في السابق، فمن يطرح هذه الشعارات الديمقراطية بات يطعن في الآخر الذي يطرح نفس الشعارات!

لم يفت الأوان بعد، لكن إن وقعت الفأس في الرأس فستكون حركة فتح أولى ضحايا الزعيم الجديد القادم، وستكون أجنحتها المختلفة كبش الفداء لضرب الآخرين ولتمرير خارطة الطريق التي أعدها بوش وعدّلها شارون (104 تعديلات فقط لاغير) وسوّقتها كونداليزا رايس، والتي تنص تحديدا في مرحلتها الأولى على ضرب مقاومة الشعب".

إن نجاح هذا المخطط يعني عملياً القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني تمهيداً لرضوخه وقبوله بما يعرض عليه من دولة هزيلة دون سيادة، واسقاط لحق العودة وتنازل عما تبقى من حقوق مشروعة، وتحول الجميع إلى قطعان وديعة يسهل اقتيادها في أي اتجاه شاءت سلطة أوسلو.

وأخيراً:

ما ذكرته وسردته ليس أضغاث أحلام بل وقائع عشناها ونعيشها وخطوات تمت فعلياً وعلى الأرض وعلى مرأى ومسمع الجميع و"على عينك يا تاجر"، لم أكتب مؤلفات بل حقائق وكل ما عليكم التفكير بمنأى عن التعصب الحركي والفئوي.
هذا نداء لكل أبناء فتح من شرفاء وعقلاء، المخطط يستهدفكم قبل غيركم، وسياسة دفن الرؤوس في التراب لن تنفعكم، وهذا أملكم الأخير ومن خلال هيكليات حركتكم للفظ هؤلاء والإنتفاضة عليهم، وإلا فعليكم السلام والرحمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.