اوباما " قبل الفوز ".. بعيون اسرائيلية!! محمد خرّوب حتى قبل ان يقوم باراك اوباما بتعيين ''المواطن الاسرائيلي'' والمولود في اسرائيل والمالك حتى الآن لشقة في تل ابيب رام عمانوئيل في منصب رئيس طاقم البيت الابيض وهو المنصب الأهم والاكثر تأثيراً من نائب الرئيس، والذي يقول والده الدكتور بنيامين عمانوئيل عن ابنه ''انه يعرف باراك اوباما منذ سنين طويلة، وليس هناك ما يدعو للقلق في اسرائيل، فلدينا دولة رائعة (يقصد اسرائيل)، فمع اننا نعيش في الولاياتالمتحدة، الا اننا نفكر فيكم'' على ما نقلت عنه صحيفة ''معاريف'' يوم اول من امس الخميس. نقول حتى قبل هذا ''الحدث'' المثقل بالايحاءات والدلالات والرسائل السياسية المباشرة، التي اراد اوباما ارسالها قبل شهرين ونيف من جلوسه في المكتب البيضاوي، والذي سبق له ان أرسل في خطاب النصر الذي القاه غداة فوزه، اشارة التقطتها الدوائر الصهيونية في الولاياتالمتحدة واسرائيل بارتياح وتقدير كبيرين عندما قال: ''اننا سنقف مع الذين يواجهون خطراً من خارج حدودهم''، فان أحداً في اسرائيل ساسة وقادة احزاب ومؤسسات عسكرية واستخبارية، لم يبد قلقاً من وصول اوباما الى البيت الابيض، كما هي الحال، من ماكين، وهو الذي عبّر عنه ايهود اولمرت باختصار شديد ولافت، وهو ان اسرائيل لا تساورها الشكوك في صداقة أي من المرشحين للرئاسة في الولاياتالمتحدة لها.. لهذا يرصد المراقب للمشهد الاسرائيلي الاهتمامات التي يبديها كاتبو المقالات والافتتاحيات (ومعظمهم تنبأ بفوز اوباما) قبل اربع وعشرين ساعة من اعلان النتائج (صحف يوم 4/11 الجاري) حيث كتبت صحيفة معاريف تحت عنوان ''تغيير عالمي'': ''.. الانتخابات في الولاياتالمتحدة تحدث انفعالاً شديداً، ليس فقط بسبب الأمل الكامن في شخصية باراك اوباما بل وايضاً بسبب إحساس التخفيف عن النفس، النابع من انه كائناً من يكون الفائز، فإن جورج بوش سينصرف من البيت الابيض. وهذه ستكون نهاية الادارة المسؤولة عن التنكيل بالسجناء في سجن ابو غريب او حبس المعتقلين دون محاكمة في خليج غوانتانامو، الفرنسيون ؟ تواصل الصحيفة الاسرائيلية ؟ لم يكلفوا انفسهم عناء الكياسة في هذا الشأن، احدى الحفلات البارزة في باريس هي (غود باي جورج)'' ختمت معاريف. اما اسرة تحرير صحيفة هاآرتس فقد كتبت في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي 5/11 ''الانتخابات جرت في ظل ازمة اقتصادية واجتماعية عميقة، جيش لا ينجح في تخليص نفسه من ميادين المعركة في العراق وفي افغانستان، وتآكل مقلق في نفوذ الولاياتالمتحدة في العالم، الاجواء الصعبة دفعت نحو صناديق الاقتراع ملايين المواطنين، ممن تنازلوا في الماضي عن حقهم في التأثير. بيض وسود، يهود ومسلمون، قرروا اعطاء صوتهم لمرشح أسود، شاب وعديم التجربة الحكومية. شيوخ وشبان، بينهم من سكان (الولايات الجمهورية) واضحي الانتماء، سجّلوا بمجموعهم كي يحدثوا التغيير، يمكن القول (التحول) سيكون في البيض الابيض والكونغرس ايضاً''. اللافت ان أحد الكتّاب الرئيسيين في صحيفة يديعوت احرونوت وهو ناحوم برنياع كتب مقالاً من شيكاغو (مقر حملة اوباما) يوم فتح صناديق الاقتراع قال فيها ''.. سيكون للنتائج تأثير كبير في نزاعنا، التقدير المُلح هو انه سيكون أسهل للحكومة الاسرائيلية القادمة التعامل مع ماكين، فموقفه الاساسي مشجع وخبرته كبيرة وهو فعّال، أما الأمور مع اوباما فستكون اكثر تعقيداً (...) إن موقفه الاساسي لا يقل تشجيعاً، لكنه جديد على هذه الموضوعات وغرائزه مختلفة، مع ذلك كل تنبؤ مسّ تدخل هذا الرئيس او ذاك في شؤون الشرق الاوسط بدا وهمه. كان نيكسون (يواصل الكاتب) مملوءاً بمعاداة السامية لكنه انقذ اسرائيل من ضيق كبير في حرب يوم الغفران، وكان كلينتون ورابين مختلفين أشد اختلاف، لكن كلينتون تمسّك برابين.. وأجلّه'' قال ناحوم برنياع. المراسل السياسي لصحيفة هاآرتس ''الوف بن'' وجه أربع نصائح للمنتصر (الذي لم يتكهن باسمه)، جاء في احدى هذه النصائح ''لتنس أمر الشعارات المقولبة، الرأي السائد هو ان جورج بوش قد ''سحب يديه'' من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ولم يفعل شيئاً غير الكلام. وفقاً لهذا النهج، لو أن بوش تدخل وأجبر اسرائيل على الانسحاب من المناطق لكنا منذ زمن في شرق اوسط جديد ومزدهر ومحب لاميركا. ولكن بوش تجاهل ذلك فصعد المتطرفون وابتعد حلم الدولتين وضعفت شرعية اسرائيل كدولة يهودية اكثر فأكثر، ثم ينتهي للقول مناقضا النهج الذي تحدث عنه ''تأثير بوش على هذه المجريات كان ثانوياً باستثناء تأييده لفك الارتباط واسهامه (غير المقصود) بفوز حماس في الانتخابات الفلسطينية''، الى ان يصل الى استخلاص مفاده ''.. إن الشرق الاوسط لا يبدو مثيراً للأمل، إلاّ انه ينطوي على فرصة ايضاً''. أما عوفر شيلح في معاريف فكتب مقالاً يوم الاربعاء الماضي (بدء الاقتراع) تحت عنوان ''بين الأمل والخوف'' جاء فيه ''في الاشهر الاخيرة تحدثت الصحافة الاميركية غير مرة، عن انه في معظم دول العالم، باراك اوباما اكثر شعبية بكثير من جون ماكين، لا اعرف إذا كان هذا القول مسنوداً باستطلاعات مصداقة، ولكنه لا يبدو مدحوضاً، الكراهية لاميركا في السنوات الاخيرة كانت بقدر كبير كراهية لاميركا جورج بوش، الذي قد يكون ماكين مفضلاً عليه بشكل شخصي، ولكنه لا يختلف عنه كثيراً من حيث المذهب. وبالمقابل، هاكم أمراً آخر لا يمكن اثباته، يخيل لي انه لو كانت انتخابات الرئاسة الاميركية تجري في اوساط مواطني اسرائيل، لكان ماكين انتصر على اوباما بفارق كبير''. .. هذه عينة من آراء المحللين الاسرائيليين قبل معرفة اسم المرشح الفائز. ماذا قالوا بعد فوز اوباما؟. .. للحديث صلة. عن صحيفة الرأي الاردنية 8/11/2008