قدم باراك أوباما كثيرا من الوعود في خطبه, التي كان يلقيها في أثناء حملته الانتخابية السابقة والتي فاز فيها بمعقد الرئاسة للولايات المتحدة. ونذكر خطابه الشهير الذي ألقاه في جامعة القاهرة بعد فترة وجيزة من توليه الحكم, الذي وعد فيه بتحسين صورة أمريكا في العالم, خاصة العالم الإسلامي, وتحقيق السلام في الشرق الأوسط, وإنهاء التدخلات العسكرية في العراق وأفغانستان, واللجوء إلي الدبلوماسية كمنهج لتشكيل النظام العالمي الجديد, ومد يده لإيران وكوريا الشمالية, ومحاربة الفقر العالمي, وغيرها من الأحلام. فأين نحن اليوم من تلك الوعود وأمريكا تقف بكل قوتها تساند إسرائيل في موقفها الرافض للسماح لإيران بامتلاك سلاح نووي, حيث وضعت أمن إسرائيل في مقدمة خياراتها الاستراتيجية, وهو ما أكده المحلل السياسي الإسرائيلي' ناحوم برنياع' من' أن إسرائيل لن تجرؤ علي قصف منشآت نووية إيرانية دون أن تحظي بتأييد الإدارة الأمريكية'. من جانبه يتساءل الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقاله بصحيفة النيويورك تايمز' الأمريكية عما إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو أكثر الرؤساء موالاة لإسرائيل في التاريخ, أم أنه مجرد واحد منهم؟ وذلك بسبب مساندته الشديدة لإسرائيل في توجيه ضربة عسكرية علي المنشآت النووية الإيرانية, مؤكدا أن هذا القرار جاء ليس من أجل أمن إسرائيل وحده, ولكن من أجل الأمن القومي الأمريكي. فالسماح لإيران بامتلاك السلاح النووي- كما يري الكاتب- سوف يشجع دول المنطقة المحيطة بها علي السعي للحصول علي نفس السلاح, وهو ما يؤدي بدوره إلي وجود شرق أوسط نووي, بينما يري البعض الآخر من المحللين أن الخيار العسكري ليس هو الحل لمواجهة إيران النووية. فمن غير المستبعد أن تلجأ إيران إلي استخدام الصواريخ ضد مدن إسرائيلية, كرد فعل علي هذا الاعتداء. كذلك قد تستهدف الخلايا الإرهابية الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في العالم, أو البنية التحتية للبترول العربي في محاولة لاستخدام أسعار البترول في تدمير الاقتصاد العالمي. وكأن هذا هو حال رؤساء أمريكا جميعا, كلما اقترب منهم موعد الانتخابات الرئاسية, إذ بهم يهرعون إلي مغازلة اللوبي الصهيوني طمعا في تأييده, حتي ولو كان الثمن حربا نووية تدمر العالم بأسره!!