ارحموني, النجدة, رأسي يتأرجح, قلبي يتألم, الدنيا تضيق بي, الأخرة هدفي الأسمي, مصر عشقي, الله يعلم صدق سريرتي .
وهذه قصتي : فانا ومن أنا, أنا المهمش أنا الصامت أنا المستباح رأيه أنا الصابر منذ ولدت ولأجلك أنتي عبرت وفي الغنائم ما اقتسمت وفي سبيل الله احستبت ودمي سال فداك فرحتُ ما حزنتُ.
ومن أجلك تعلمتُ دروسا في الخوف ولكني ندمتُ لأنهم اوهموني أن الخوف عليكي هو صمتي وسكوتي ولكنهم خدعوني وسرقوكي, اقسم لكي بأغلي الأيمان (والله خدعت فالسكوت ليس من ذهب ولن اسكت مرة اخري).
فانا عشت عمري كله خائفا إما من أمن النظام الفاسد الذي هددني بقوت أولادي, وحرمة نساءي وترويع اطفالي, أو خائفا علي أمنك من الخارج وهما وكذبا فأنت يا مصر أنت المسالمة, البريئة المطمع , انت التي ذاقت مرارة اليتم في حياة أبويها (الازهر والجيش) .
انت يا مصر الولادة التي تلد الشرفاء نكاحا, انت مصر التي أبت وتأبي وستظل تأبي أن ينسب لها ولدا سفاحا, أنت من استشهد من اجلك (شعبا وجيشا وشرطة) اخلاصا وايثارا وكفاحا.
أما اليوم, وبعد أن رحمنا الله من طغاة أمن النظام الفاسد, بقي في قلبي خوفا واحدا لم ولن أندم عليه ما احياني الله سبحانه وتعالي, هو الخوف الأنبل والخوف الابقي, الخوف علي امن مصر الحقيقي.
فخرجت مثل غيري أبحث في الميادين عن التاج المفقود لاهديه الي من اخطأت في حقها اكثر من ثلاثين عاما علها تسامح وتغفر اساءتي لها بخوفي المزيف المزين بيد فناني النظام السابق بكل ما هو قذر ومضلل.
فذهبت الي الميادين ابحث مع الباحثين ولكني رايت ما لا أحب ان أراه خصوصا انه كان مختلفا كثيرا عن اجمل 18 يوم اراهم بعيني في مصرالربيع الزاهي الزاهر.
فرأيت الميادين كثيرا ما تشبه مواقف السيارات ولكن وجه الاختلاف الوحيد أن للسيارات لوحات مرورية معدنية بارقامها.
وأن المنادي يكون واضحا فمثلا, تري منادي يقول عتبة , عتبة , عتبة وأخر يقول شبرا شبرا شبرا واخر يقول رمسيس رمسيس رمسيس .............. الخ.
اما في هذا الميدان العربات بلا ارقام معدنية مرورية شرعية, والمنادين كلهم ينادي كلمة واحدة, أمن مصر أمن مصر أمن مصر.
ورغم اني لا اشكك في نوايا احد منهم واحسبهم كلهم وطنيون مخلصون ولكن كنت في حيرة كبيرة جدااااااااا من امري حيث أني ما كدت اصدق اني خرجت من عباءة النظام الكاذب المستبد فمن حقي ان اخاف وافكر كثيرا مع من اركب.
فالكل يقسم أن سيارته أكثر أمانا, وطريقه مختصرا, ومدينته اكثر رخاءا .... الخ.
ويحاول المنادي أن يقلل من شأن باقي العربات ويتهمها بأنها ماركة لا تناسب مصر الان هذه المرحلة المعتمة المظلمة علي الاقل بالنسبة لي ولن تصل الي أمن مصر.
فمثلا منادي الليبرالية واليسارية من يطالبون بمدنية الدولة او علمانيتها او اشياء اخري, يتهم عربة الاسلاميين بأنها ماركة (ملاكي قريش) .
أي بلا امكانيات حديثة وبلا مكيفات وليس بها أي وسائل ترفيه ولا مدنية حديثة, وسوف تأخذ الطريق الصحراوي حيث لا ظل ولا ماء, ولا حتي شجرة يستظل بها راكبها من حرارة الصيف الحارقة, والماء فيها للوضوء فقط والعطش جهادا, والبعد عن متعة الدنيا عبادة, والحصان اهم من الطائرة.
ومنادي الاسلاميين يتهم عرببة الليبرالية واليسارية, بأنها (ملاكي تل أبيب) وبها وسائل غربية محرمة وعُري وخمور, وسوف تأخذ طريق شارع الهرم, حيث المسارح والسينما ولا يوجد بها حتي سجادة صلاة .
وان كنت اري بعض الاسلامين وبعض الليبرالين ليس هذا كلامهم وهم كثيرون البعد عن هذا المنطق وهذا كلام العامة من الاسلاميين والليبرالين.
الا انه صدقوني كلام الكثير من العامة .
ولا اتهم احد مرة اخري وأكن احتراما لكل وطني يخاف الله.
أما باقي المنادين لبعض الائتلافات الصغيرة والمجاميع الغير منظمة فهم لا يملكون عربات بل كل منهم ينادي من اجل توكتوك صغير.
مبررين صغر حجمهم أنك يجب تكون صاحب قرارك وتأخذ توكتوك ملاكي وحدك وتكون الامر الناهي صاحب قرارك من نفسك دون مرجعية أي ان كانت......... وانا لست معهم بالطبع.
فعندما احسست الخوف الايجابي الذي احسه بكل حواسي اهمها عقلي لاول مرة...... جلست بعيدا عن الميدان تحديدا بجوار النيل, النيل الملهم المعطاء, الجواد, باعث الامل, مجدد الدماء واهب الحياة, بأمر ربه سبحانه.
وقررت في هدوء وطمأنينة ألا أركب الا سيارة واحدة لها لوحات معدنية مرورية ولسائقها هوية ورخصة قيادة ذات شرعية يطمئن لها قلبي.
فرجعت مرة اخري الي الميدان وسألت مدير عام مواقف سيارات الميدان, عن عربة اخري تنادي بامن مصر لكن ذات شرعية اثق بها ولوحات معدنية.
فأرشدني أن أخرج خارج الميدان ووصفها لي انها عربات وسطية بلا كلاكسات وسائقها يلبس الملابس المصرية المعروفة المعتادة .
فذهبت وعندما رأيتها عرفتها وايقنت انها بلا كلاكس حقا,لكني حزنت لأني احسست انها كانت السبب لهدوئها القاتل هذا, بأني اتمرمت في الميدان وأن مناديها حتي الان لم يعلن عن مكان وقوفها.
واني كنت من السهل ان اركب عربة اخري لا تصل بي الي الامان الذي اشتاقت اليه نفسي وروحي, وكانت المفاجاة ان رايت سيارتين اثنتين وليست سيارة واحدة.
والاثنتين ذواتا شرعية لا يستطيع احد أن يشكك فيهما اما العربة الاولي تحمل لوحات رقم (مصر:الازهر:1432) والثانية تحمل لوحات رقم (مصر:الجيش:1973).
فكان لي عتاب عليهما وأرجو الرد
العتاب الاول لعربة الازهر الشريف: أين انت من تعليمنا بوضوح وشفافية وبساطة وتوضيح الفرق لنا بين (مدنية الدولة واسلامية الدولية وما هو الافضل لنا الان من وجهة النظر الوسطية التي سوف يسألكم الله عنها يوم القيامة).
وأين عربة الازهر في الميدان وأين صوت المنادي, ولماذا عرباتكم لا تجوب الشارع المصري من اقصاه الي ادناه برسالة واضحة .
العتاب الثاني للمجلس الاعلي: لماذا انا المواطن البسيط اسمع مقولات كثيرة لا افهمها تفسر لي بتفسيرات كثيرة ايضا لا افهمها مثل مبادئ الفوق دستورية والحكم الرئاسي والحكم البرلماني وغيرهم الكثير.
ولما لم توفر قناة مخصوصة لمصر الان توضح للعامل البسيط والفلاح وربة المنزل بكل سهولة لو حتي كانت بالتمثيل او المسرح او أي طريقة حتي اعرف ان كنت اوافق أو ارفض بعقلي أنا وارادتي أنا لا بعقل وارادة غيري.
وانت المسؤل امام ضمير مصر ان خدعني احد مرة اخري سواء ليبرالي او اسلامي
وايضا اين عربة المجلس الاعلي في الميدان والشارع المصري كله.
ارجو من الله سبحانه وتعالي ان يميز الخبيث من الطيب وعاشت مصر.