اعتذار إيراني واجب.. للقرضاوي بسيوني الحلواني بعيدا عن العصبية والانفعال يجب أن يقدم الإيرانيون علي تقديم اعتذار واضح للداعية والفقيه الكبير الدكتور يوسف القرضاوي عما ألحقوه به من إساءة أدانها القاصي والداني. عالمنا الكبير ليس سياسيا من عشرات السياسيين الذين اختلف معهم الإيرانيون ووزعوا عليهم الاتهامات وليس مجرد داعية يمكن التغاضي عن الهجوم عليه والإساءة إليه.. بل هو عالم كبير له وزنه وتاريخه المشرف وجهاده المستمر وقيادته للأمة في أحلك الظروف.. وبالتالي لا يجوز لأحد أن يتطاول عليه أو يسيء إليه. ومن يفعل ذلك يجب ان ينال عقابه الرادع مهما كان انتماؤه المذهبي. قرأت بيان السفارة الايرانية بالمملكة العربية السعودية والذي نفت فيه ايران تقديم اعتذار للشيخ عن طريق وفدهم المشارك في مؤتمر القدس الذي عقد بالدوحة الاسبوع الماضي.. وبيان السفارة الايرانية لا يختلف في عصبيته ودرجة انفعاله عن ما صدر عن وكالة الانباء الايرانية "مهر" وما صدر عن العديد من رجال الدين الشيعة في ايران ولبنان والكويت وقطر منذ أن أطلق الرجل تحذيره من المساعي الايرانية بنشر المذهب الشيعي بين المسلمين السنة في عدد من الاقطار العربية. وهو تحذير يستند إلي براهين وأدلة وقرائن ينبغي أن يكون الرد عليها عقلانيا دون تطاول أو إساءة أو اسفاف. لقد أخطأ إخواننا الشيعة في حق القرضاوي.. اتهموه بما ليس فيه. وشككوا في نواياه ومقاصده والأهداف التي يسعي اليها.. قالوا إنه عميل للصهيونية وللقوي المعادية للإسلام. وتطرف بعضهم وأسفّ في وصف الشيخ بأوصاف لا تليق ولا يجوز تكرارها هنا.. بل إن بعض رجال الشيعة في قطر والكويت طالبوا بطرد الشيخ من دولة قطر التي يتمتع بجنسيتها إلي جانب جنسيته المصرية التي يعتز بها. وطالبوا شيخ الأزهر برفع العمامة الأزهرية عن رأس الرجل!! كل ذلك لمجرد أن القرضاوي حذر في حوار صحفي من المد الشيعي داخل المجتمعات الإسلامية السنية إنطلاقا من مسئوليته الشرعية في تنبيه الأمة إلي ما يحدث من مساع تؤدي إلي إحياء الفتن المذهبية. لم يصف القرضاوي أحدا من علماء الشيعة بوصف لا يليق ولم يتهم أحدا منهم باتهامات ظالمة وعشوائية من نوعية الاتهامات التي وجهوها له.. لم يسف ولم ينزلق لسانه. ولم يفقد أعصابه وينحدر إلي الاسلوب الذي تعاملوا معه به.. بل رد عليهم بالعقل وتحاور معهم بالحكمة والموعظة الحسنة. وصبر علي أذاهم له. لذلك ينتظر القرضاوي اعتذارا واضحا عما لحق به من إساءة رفضها جميع المسلمين حتي عقلاء الشيعة أدانوها وعبروا عن غضبهم منها ورفضهم لها. لقد جاء بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي اختتم اجتماعاته في الدوحة منذ أيام وشارك فيه علماء شيعة إلي جانب علماء السنة واضحا وحاسما ومدينا للتطاول علي القرضاوي. وبعث المجلس برسالة واضحة لإخواننا الشيعة تحمل تحذيرا حاسما من استمرار الترويج للفكر الشيعي داخل المجتمعات السنية.. وطالب البيان الاخوة الشيعة في إيران وفي البلدان العربية بضرورة احترام اصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين وآل بيته الطاهرين. وتحريم الطعن فيهم والإساءة إليهم. لابد أن يدرك اخواننا في إيران أن اساءتهم للرموز المصرية لن تقابل من المصريين والعرب بابتسامات. ولن نصفق لهم عليها. ولن نقدم لهم الورود مكافأة علي تطاولهم واسفافهم ضد رموز مصر الوطنية والإسلامية. لقد أساءوا إلي الرئيس الراحل محمد أنور السادات رغم ما حققه من انجازات لبلده ووطنه وقهره لإسرائيل في ساحة المعركة.. بينما اكتفي الايرانيون بالدخول في معارك كلامية لا تحقق نصراً حقيقيا ولن تحرر شبرا مغتصبا.. وعندما هب الشعب المصري كله للدفاع عن رئيسه السابق وطالب الايرانيين بالاعتذار ركبوا رؤوسهم وأصروا واستكبروا استكبارا. ثم جاءت إهانتهم لرمز مصري له قيمته الكبري وكيانه الديني الذي يعترف به جموع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها.. وعندما نشرت بعض وسائل الإعلام نبأ مقابلة وفد إيراني له وتقديم الاعتذار عما ألحقوه به من إساءة هبت السفارة الإيرانية مع وكالة الانباء الرسمية بطهران لتنفي الواقعة وتعلن إصرار الإيرانيين علي استمرار التطاول والإساءة للشيخ. لن يخسر القرضاوي شيئا من غضب الايرانيين عليه. فقد أعلن ان رضا الله عنده أهم من رضا كل البشر.. لكن إيران ستخسر كثيرا من وراء تطاولها علي القرضاوي. فهو رمز إسلامي له تأثيره الكبير في نفوس الناس وكم استفادت إيران وحزب الله اللبناني من دعمه لهما في كل معاركهما وصراعاتهما مع أمريكا والقوي الغربية. اعتذروا للقرضاوي.. فالاعتذار عن الخطأ والرجوع إلي الحق من شيمة الأقوياء.. وأنتم أخطأتم في حق الرجل وأسأتم إليه. يا رب اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من خطاياي كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء البارد. عن صحيفة عقيدتي المصرية 22/10/2008