الشيخ يوسف القرضاوي العالم الإسلامي المصري الأصل والقطري الجنسية رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يخوض حاليا معركة شرسة يحاول فيها خصومه النيل منه بأي طريقة والتشكيك في عروبته وأفكاره. فالشيخ فجر قنبلة هائلة عندما حذر علانية من "الغزو الشيعي للمجتمعات السنية"، وهو حديث كان يدور همسا ولكن الشيخ الأزهري علي ما يبدو لم يجد أن هناك فائدة من الحوار وراء الأسوار فقرر أن يطلق تحذيره وليكن بعدها ما يكون! وتلقي الشيخ بعدها نقدا جارحا قاسيا خارجاً عن كل الحدود من بعض المسئولين في إيران ومن بعض القيادات الشيعية في دول أخري مثل الكويت وهو ما دفع علماء المسلمين السنة من مصر وباكستان ودول عربية أخري إلي الإسراع لمساندته وتأكيد مخاوفه. ولأن إيران أدركت أن الهجوم علي الشيخ القرضاوي بهذه الحدة قد أكسبه تعاطفا وشعبية وأسهم في نشر تحذيره من الغزو الشيعي علي أوسع نطاق فإنها سارعت إلي ارسال وفد إيراني إلي قطر للاعتذار للشيخ ومحاولة انهاء القضية بسرعة. ولكن القرضاوي الذي فهم المغزي من الاعتذار رفض إصدار بيان مشترك مع الوفد الإيراني ينهي الأزمة وقال إنه لن يغير موقفه من الغزو الشيعي للمجتمعات السنية وسيتوقف عن المشاركة في جهود التقريب بين المذاهب إذا استمر الطرف الشيعي في اختراقه البلاد السنية، مؤكدا أن موقفه الذي أثار القضية ليس شخصيا!! ولأن الوفد الإيراني قد فشل في مهمته ولم يستطع زحزحة القرضاوي عن مواقفه أو إسكات صوته فإن إيران عادت إلي الهجوم عليه من جديد بشكل أكثر عنفا..! غير أن الغريب والمثير هو أن بعض علماء السنة قد انقسموا بشكل واضح في موقفهم تجاه تحذير القرضاوي، فبينما سانده البعض بقوة فإن البعض الآخر وجد فيها معركة وهمية وسارعوا إلي مهاجمة الشيخ معتبرين أن تحذيره يعمق الانقسام..! ولا يوجد في الحقيقة في هذا القضية ردا أبلغ مما قاله القرضاوي نفسه ردا علي منتقديه من الطائفة الشيعية إذ قال: كيف يكون هناك تقارب وهم يسبون ويلعنون كبار الصحابة والخلفاء الراشدين، ونحن السنة نقدس ونحترم هؤلاء..! ورغم أنه رد منطقي وواضح، ومع إيماننا بالدوافع الدينية البحتة للشيخ القرضاوي في تحذيره فإننا نتخوف أن تكون بداية لانقسام إسلامي جديد مدمر وعنيف بين السنة والشيعة يكون كفيلا بالقضاء علي ما بقي للمسلمين من قوة ووجود ليكتمل بذلك مشروع بوش في القضاء علي كل ما هو إسلامي.. وهذه هي القضية التي يجب أن يدركها الشيخ القرضاوي جيدا ويدركها خصومه أيضا بنفس الدرجة..! [email protected]