في استقبال الذهبي لفياض محمد الشواهين الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الفلسطيني لعمان والتقاؤه برئيس الوزراء المهندس نادر الذهبي، حملت أكثر من دلالة، حيث أصبح القاصي والداني يدرك ان الاردن كان وسوف يبقى الصدر الحنون للشعب الفلسطيني، الذي تجمعهما أكثر من صلة وتربطهما وشائج ومصالح مشتركة يصعب فكها أو القفز عنها، فكان لا بد من القيام بمثل هذه الزيارات واللقاءات المتكررة التي تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، مستمدة من رؤى جلالة الملك الذي يتابع بكل اهتمام التطورات والمستجدات على القضية الفلسطينية من كافة جوانبها. الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكما هو واضح للمراقب والمتابع للشؤون الفلسطينية والعربية، يحرص في كل مرة على لقاء القيادة الاردنية، بقصد تعزيز العلاقات الثنائية من جهة، وكذلك التشاور واطلاع جلالته على سير المفاوضات الدائرة منذ عام تقريبا، وما وصلت اليه وما يعتريها من مشاكل وأزمات، هذا التعاون هو ثمرة نتاج التوجيهات العليا بضرورة دعم ومساندة الاشقاء في فلسطين في محنتهم تحت الاحتلال الغاشم. في هذا السياق جاء اللقاء المثمر بين رئيسي الوزراء في كلا البلدين الذهبي وفياض في عمان، دولة الرئيس ومن أول يوم لتسلمه منصبه الحالي، كان حريصا على تنفيذ الرغبة الملكية بالوقوف الى جانب الحق الفلسطيني، لاستعادة حقوقه المشروعة في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف، وحل كل المسائل العالقة بين الطرفين المتنازعين الفلسطيني والاسرائيلي، من اجل احلال سلام عادل وشامل في المنطقة بأسرها، بما في ذلك هضبة الجولان السورية المحتلة، ومزارع شبعا اللبنانية . الموقف الاردني من هذه القضايا ثابت ومعروف، فكانت القيادة الفلسطينية ولا زالت تتلقى الدعم والمساندة من الجانب الاردني وعلى كافة المستويات والمنابر المحلية والدولية، وما فتئت القيادة الفلسطينية بالافصاح عن بالغ التقدير والعرفان لجلالة الملك ورئيس حكومته الرشيدة، الذي وعد نظيره الفلسطيني في لقائهما الاخير، بتقديم كل الدعم والتسهيلات للشعب الفلسطيني ضمن اقصى امكانيات الاردن المتاحة، وعلى كل الصعد في المحافل الاقليمية والدولية، لتخفيف أعباء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته على ارضه، وفي نفس الوقت لم يخف الذهبي قلقه من الاجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب، في التعدي على الحقوق الفلسطينية، سواء فيما يتعلق بالحواجز والاستيطان ومصادرة الاراضي او الحفريات بجوار وتحت المسجد الاقصى، وكافة الاجراءات المرفوضة، التي من شأنها تغيير المعالم التاريخية والديموغرافية،أو المس بالمقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة. دولة الذهبي من جانبه حث الجانب الفلسطيني على حسم الخلاف بين فتح وحماس، وضرورة رص الصفوف، من منطلق الحرص على المصلحة الفلسطينية العليا لدعم المفاض الفلسطيني، وفي ذات الشأن لفت انظار اسرائيل الى اهمية تطبيق قرارات الشرعية الدولية دون ابطاء او تلكؤ،وذلك بانهاء الاحتلال ومنح الشعب الفلسطيني حريته وحقه في تقرير مصيره، علما أن الجانب الاسرائيلي يدرك ان الصوت الاردني هو مسموع في كل المحافل الدولية، ويحظى بالاحترام والتقدير، والاردن كان نبّه أكثر من مرة من مغبة الاستمرار في هذا الوضع المتردي، واشار الى مسألة غاية في الاهمية، وهي أن المنطقة قد تشهد مزيدا من العنف والتطرف والارهاب ما لم يتحقق السلام العادل الشلمل في المنطقة. اللقاءات الاردنية الفلسطينية، تشكل في مجملها فرصة طيبة لتنسيق المواقف حيال الاتصالات التي تجري مع الاطراف الدولية ذات العلاقة، كأمريكا والاتحاد الاوروبي ولجنة الرباعية الدولية، وسوف تؤتي اكلها لصالح القضية العربية الاولى التي هي همّ أردني كما هي همّ فلسطيني، وأستغرب جدا كما يستغرب معي كل اردني وعربي حر تلك الاصوات النشاز التي تصمت دهرا وتنطق كفرا واشاعة، ازاء مثل هذه اللقاءات الخيرة التي تتم بين المسؤولين في البلدين الشقيقين. عن صحيفة الرأي الاردنية 13/10/2008