قلق إيراني من التقارب الأردني السوري طهران تحتج على علاقات الأردن بالولايات المتحدة وإسرائيل محيط - وكالات بشار الاسد مع الملك عبد الله عمان: أكد مسؤول أردني رفيع أن بلاده فوجئت تماما برسالة إيرانية نقلها الى عمان السفير الأردني لدى طهران أحمد جلال المفلح، تتضمن الاحتجاج على مساندة الأردن للولايات المتحدة واسرائيل في جميع التصريحات والقرارات التي تصدر عن واشنطن. وقال المسؤول لجريدة "الجريدة" الكويتية: " انه يبدو واضحا أن طهران مهتمة منذ الآن فصاعدا باستفزاز الأردن والتشويش على مواقفه، بسبب التقارب الأردني-السوري الذي تكلل السبت الماضي بزيارة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى عمان". ووفقا لمعلومات المسؤول الأردني فإن رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية علي اصغر محمد سيجاني استدعى الى مكتبه قبل ظهر أمس السفير المفلح، وطلب منه نقل الاحتجاج الرسمي لحكومة إيران الى الحكومة الأردنية، لتأييدها المفرط للسياسات الأميركية المناوئة لإيران. الى ذلك أكدت مصادر أردنية أخرى أن السفير الأردني يستعد للسفر الى بلاده في غضون الساعات المقبلة، من دون استدعاء رسمي لوضع وزير الخارجية الأردني صلاح البشير في صورة استدعائه، ومضمون الرسالة الإيرانية. يشار الى ان متظاهرين إيرانيين قاموا الشهر الماضي برشق مقر السفارة الأردنية في طهران بالحجارة، وتوجيه شتائم الى الأردن ونظامه السياسي، الأمر الذي احتجت عمان عليه بشدة. العاهل الأردني يؤكد على تعزيز العلاقات الاردنية السورية كان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استقبل الأحد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد له حرص الرئيس بشار الأسد على توطيد وتطوير علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وأكد عبد الله الثاني خلال اللقاء على أهمية البناء على نتائج المباحثات التي أجراها مؤخرا مع الرئيس الأسد في دمشق، مشيرا إلى أن انعقاد أعمال اللجنة العليا الأردنية السورية قريبا سيسهم بتعزيز العلاقات بين البلدين. كما بحث عبدالله الثاني مع المعلم نتائج لقاء أنابولس الدولي للسلام الذي عقد في مدينة ميرلاند الأمريكية، منوها الى أهمية تعزيز العمل العربي المشترك وتنسيق المواقف بين الدول العربية خلال المرحلة المقبلة خصوصا فيما يتصل بالعملية السلمية وصولا إلى تحقيق السلام العادل والدائم والشامل الذي يفضي في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية بما فيها الجولان. وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني زار دمشق الشهر الماضي بصورة مفاجئة وأجرى محادثات قمة مع الأسد تركزت حول العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة ومؤتمر أنابوليس، ليجري بعدها الرئيس الأسد اتصالا هاتفيا مع عبد الله الثاني تناولا خلاله مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط . وتناول لقاء عبد الله والمعلم التطورات الجارية على الساحة اللبنانية، حيث أكد العاهل الأردني على "أهمية تعزيز أمن واستقرار وسيادة لبنان". ... والمعلم يؤكد على متانتها وليد المعلم وكان المعلم قد أكد على متانة العلاقات السورية - الاردنية مشيرا الى ان تبادل الزيارات بين الطرفين يهدف الى توطيدها ومعالجة المسائل الاقليمية القائمة بين البلدين الشقيقين.
وقال المعلم في تصريح للصحافيين بعد وصوله الى الاردن يوم الأحد الماضي "نحن بلدان شقيقان جاران وتربط شعبينا علاقات متميزة" مؤكدا ان تبادل الزيارات بين البلدين سيستمر لكونها "تغني العلاقات الثنائية وتعالج المسائل الاقليمية القائمة". ووصف زيارة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى سورية اخيرا "بالاخوية لشقيقه الرئيس بشار الاسد الذي استقبله بحرارة".
وأجرى المعلم مباحثات مع رئيس الوزراء الأردني المهندس نادر الذهبي تم خلالها تبادل وجهات النظر إزاء التطورات في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك التحضير لعقد اجتماعات اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة قبل نهاية العام الحالي. وأعرب الذهبي عن ارتياحه للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات السورية الأردنية مؤخرا، مؤكدا الحرص على تعزيز تلك العلاقات. وكانت سورية والأردن اتفقتا على عقد اجتماع اللجنة العليا الأردنية السورية المشتركة في عمان الأسبوع الأخير من الشهر الحالي. جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي مع المهندس محمد ناجي عطري رئيس الوزراء. وأصدر الذهبي والمعلم في ختام القمة السورية الأردنية بيان مشترك أكدا فيه أن "هذه القمة تأتي في إطار حرص الزعيمين على تمتين وتوطيد أواصر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة والتوصل إلى حلول عملية وجذرية للعديد من القضايا الثنائية الهامة، إضافة إلى دور البلدين في تعميق التعاون العربي المشترك وتغليب المصالح العربية العليا وحمايتها في مواجهة التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة". وكان وزير المياه والري الأردني المهندس رائد أبو السعود وصل إلى دمشق الثلاثاء الماضي لإجراء محادثات مع المهندس نادر البني وزير الري حول بعض المشاكل المائية العالقة بين البلدين. يذكر أن توترات شابت العلاقات السورية الأردنية بعد التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الأردني السابق هاني الملقي من لبنان وإسرائيل ضد سورية حول تطبيق اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1559. كما تفاقمت هذه التوترات بعد تفجيرات عمان التي استهدفت ثلاثة فنادق أواخر عام 2005 وتصريح الملك الأردني آنذاك أن منفذي التفجيرات دخلوا عبر الحدود السورية إلى الأردن، بالإضافة إلى اتهام سورية بتسهيل دخول أسلحة وعناصر من حركة حماس للأردن من أجل تنفيذ عمليات وهجمات ضد المسؤولين هناك.