فى إطار التشاور المستمر بين الجانبين ،شهد قصر رأس التين بالإسكندرية اليوم لقاء القمة بين الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لبحث التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط ، وبحث علاقات التعاون الثنائي وسبل تفعليها في شتى الميادين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية. المباحثات تناولت المستجدات السياسية على الساحتين العربية والاقليمية وجهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة اضافة الى سبل تفعيل علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة . الزعيمان اعربا عن املهما بأن تفضي الجهود المبذولة حاليا لتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط الى نتائج حقيقية وملموسة على ارض الواقع لا سيما بما يتصل بتهيئة الظروف الملائمة امام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة الى طاولة المفاوضات . وفي هذا الإطار اعتبر الزعيمان ان اللقاء الدولي للسلام المقرر عقده في الخريف المقبل بدعوة امريكية خطوة ايجابية لتحريك العملية السلمية وتحقيق السلام العادل والشامل الذي يوفر الامن والاستقرار في المنطقة استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية . واكد الزعيمان خلال المباحثات التي تخللها مأدبة غداء اهمية الاعداد الجيد لهذا اللقاء لضمان نجاحه والخروج بنتائج تعزز من فرص وضع حد للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يؤدي الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الاراضي الفلسطينية . كما اكد الزعيمان دعمهما ومساندتهما للخطوات والاجراءات التي تتخذها السلطة الفلسطينية لبناء مؤسساتها الوطنية وحماية مصالح ووحدة الشعب الفلسطيني . القمة الاردنية المصرية تطرقت أيضاً الى الازمة السياسية التي يشهدها لبنان حيث دعا الزعيمان جميع القوى والتيارات السياسية في لبنان الى الحوار وتجاوز الخلافات لتعزيز الوفاق الوطني بين جميع فئات الشعب اللبناني وتفادي اي ازمة تهدد مصالح لبنان الوطنية وسيادته. فيما يتعلق بمستجدات الاوضاع في العراق دعا جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس مبارك جميع العراقيين الى التعاون والمحافظة على وحدة الصف العراقي وضمان مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية باعتبارها الاساس لنجاح الجهود المبذولة للمحافظة على امن ووحدة العراق وسيادته. وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين ابدى الزعيمان حرصهما المشترك على المضي قدما في تعزيز وتوثيق علاقات التعاون في شتى الميادين وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، معربين عن ارتياحهما للمستوى المتميز الذي وصلت اليه هذه العلاقات والتي تصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. المباحثات حضرها عن الجانب المصري رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف ووزير الخارجية احمد ابو الغيط ورئيس اركان حرب القوات المسلحة الفريق اول سامي عنان ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي.كما حضرها عن الجانب الاردني رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي والسفير الاردني في القاهرة عمر الرفاعي. وكان الملك عبد الله الثاني قد توجه إلى مصر اليوم في زيارة قصيرة تستمر عدة ساعات ، تأتي في اطار التشاور المستمر بين القيادة السياسية في البلدين لبحث سبل دفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات،وكان الرئيس مبارك على رأس مستقبليه وسار الزعيمان فى موكب اخترق شوارع الأسكندرية الى قصر رأس التين مقر إنعقاد القمة . وتأتى زيارة العاهل الاردنى لمصر فى اطار زيارات وجهود عربية تتعلق بتطورات الاوضاع فى المنطقة خاصة القضية الفلسطينية والعلاقات العربية العربية حيث قام العاهل الاردنى الثلاثاء بزيارة ليبيا التقى خلالها الرئيس معمر القذافى ..فيما زار بعدها جده التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين ثم قام بزيارة فرنسا والتقى رئيسها نيكولاى ساركوزى الاثنين الماضى. يذكر ان العاهل الاردنى قام منذ بداية العام الحالى باربع زيارات الى مصر كانت الأولى في العاشر من يناير والثانية فى 25 فبراير والثالثة 12 يونيو والرابعة لحضور القمة الرباعية فى 25 يونيو بشرم الشيخ ، فيما عقدت خلال عام 2006 خمسة لقاءات بين الزعيمين فى مدن القاهرة وشرم الشيخ والعقبة وعمان. ويذكر أن الرئيس مبارك قد قام بزيارة الأردن مرتين خلال العام الماضى. سفيرا البلدين يؤكدان أهمية القمة الاردنية المصرية سفيرالمملكة الأردنية في القاهرة الدكتور عمر الرفاعي ،وسفير مصر في عمان احمد رزق أكدا على اهمية قمة الأسكندرية المنعقدة اليوم بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك لاسيما في ظل الظروف الحالية التى تعيشها المنطقة، واجمع السفيران في تصريحاتهما على ان هذه القمة تأتي في سياق التشاور المستمر والمتواصل بين قيادتي البلدين لما فيه خدمة القضايا لعربية المصيرية والعلاقات الثنائية بين البلدين. من ناحيته ،أشاد الدكتور الرفاعي بمستوى التنسيق المتواصل بين البلدين لخدمة قضايا الامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والسبل الكفيلة باقامة السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وقال ان زيارة جلالة الملك للقاهرة تأتي في اطار الجهود الحثيثة والمتواصلة التى يبذلها جلالة الملك لخدمة القضايا العربية والتنسيق مع الاشقاء العرب لكل ما فيه خدمة قضايا الامة. كما اشاد الرفاعي بمستوى التعاون القائم بين الاردن ومصر في محتلف المجالات سواء منها السياسية او الاقتصادية او غيرها من مجالات التعاون المختلفة وقال ان لقاءات جلالة الملك المتكررة والرئيس مبارك تتركز دائما على خدمة الهم القومي وتعزيز العلاقات الثنائية وهي دائما تستهدف خير العرب جميعا وخير الشعبين الشقيقين الاردني والمصري. السفير المصري في عمان احمد رزق الموجود في القاهرة حاليا ،أكد من ناحيته على وجود تنسيق كامل بين البلدين الشقيقين في جميع الملفات السياسية كما ان هناك متابعة منهما مستمرة للموقف المتأزم في العراق وفلسطين ودفع جهود العملية السلمية. ووصف رزق العلاقات بين البلدين الشقيقين بأنها استراتيجية وقال ان هناك حرصا من الطرفين على تعزيزها وان تحسين العلاقات الثنائية يخدم الوضع العربى العام. وفيما يتعلق بموعد انعقاد اللجنة العليا المصرية - الاردنية المشتركة، توقع رزق ان يتم عقد الدورة الحادية والعشرين للجنة اواخر العام الحالي معتبراً هذه اللجنة من اكثر اللجان بين مصر واي دولة عربية او اجنبية التزاماً بالانعقاد. وأشاد رزق بزيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين وحجم التبادل التجاري الذي بلغ حوالي 520 مليون دولار خلال العام الماضي.وقال ان حجم التبادل التجارى بين مصر والاردن في تصاعد دائم وان التعاون يشمل مختلف المجالات التجارية والاستثمارية والصناعية والعقارية إضافة الى مجالات الغاز والكهرباء. وفيما يتعلق بالإستثمارات المتبادلة أشار سفير مصر بالأردن الى أن وجود استثمارات متبادلة فى مجال العقارات حيث توجد شركات مصرية تعمل بالأردن وكذلك فى مجال الورق والألومنيوم مشيراً الى أن هناك رأسمال لمشروع كبير للغاية فى سهل حشيش بالغردقة لمستثمر أردنى بقيمة مليارى دولار. ويصف المراقبون العلاقات بين مصر والأردن بأنها تعد نموذجا مثاليا سواء على مستوى القيادة السياسية أو المستوى الشعبي. العاهل الأردنى كان قد أشاد فى تصريحات لصحيفة الاهرام فى شهر مايو الماضى، بالعلاقات التى تربط بين مصر والأردن ،ووصفها بأنها متينة وراسخة، ولها جذورها القوميّة المبدئيّة والثّابتة مشيراً الى أن التعاون والتنسيق الثنائي بين البلدين في تطوّر نوعي مستمر وقد وصلت إلى مرحلة متقدّمة من التعاون الثنائي ظهرت في مدى الانسجام والاتفاق بين البلدين حول العديد من القضايا العربيّة الإقليميّة وبشكل الخاص القضيّة الفلسطينية، وتوظيف علاقات الدولتين - مصر والأردن - مع المجتمع الدولي، لما فيه مصلحة القضيّة الفلسطينية ومجمل القضايا العربيّة. وأشار الى أنه ما يتعلق بالمجال الاقتصادي، فهناك العديد من المشاريع الاقتصاديّة بين الدولتين تدلل على نضوج التعاون الاقتصادي الثنائي، فمشاريع الربط الكهربائي، ونقل الغاز واعتبرها كلها مؤشرات اقتصادية إيجابيّة، ودليل على إمكانيّة تطوير العلاقات والتعاون الاقتصادي بين البلدين نحو آفاق جديدة. العلاقات المصرية الاردنية ذات أوجه مختلفة العلاقات الثقافية تشهد العلاقات الثقافية بين مصر والأردن نشاطاً مستمراً يتمثل في تبادل الزيارات على مدار العام بين الأكاديميين والمتخصصين، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل متخصصة وبرامج تدريبية في إطار المساعدة الفنية وتبادل الخبرات في العديد من المجالات، كما تستضيف المنتديات الثقافية والسياسية الأردنية مثل منتدى عبد الحميد شومان ومنتدى الفكر العربي والمنتدى العربي ومراكز البحوث المتنوعة، العديد من الشخصيات المصرية التي تمثل رموزاً في مختلف مجالات الفكر والثقافة، حيث تحظى مصر بفنانيها ومثقفيها بحضور ومكانة خاصة على الساحة الأردنية. يتواجد في الأردن حوالي 7 آلاف طالب مصري مقيدين في مراحل التعليم المختلفة، ويتواجد في مصر حوالي 870 طالب أردني ما بين دارسين في المدارس الحكومية والخاصة، تعتبر المنح التعليمية المتبادلة من أبرز مظاهر التعاون بين الجانبين حيث يحصل الطلبة الأردنيون في الجامعات المصرية على 10 منح مجانية في كلية الطب و15 منحة مجانية للدراسات العليا في تخصصات مختلفة فضلاً عن 15 مقعد في الطب البشري كل سنة، بينما تمنح الحكومة الأردنية الطلبة المصريين 100 منحة سنوياً منها 20 منحة مجانية في الجامعات الحكومية المختلفة. التبادل التجارى ترتبط مصر والأردن باتفاقية للتبادل التجاري الحر تم التوقيع عليها في ديسمبر 1998 ودخلت حيز النفاذ في ديسمبر 1999 حيث تضمنت التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الأخرى ذات الأثر المماثل على مدار سبع سنوات وصولاً إلى الإلغاء الكامل في يناير 2005، ذلك بالإضافة إلى ارتباط البلدان بكل من اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري الحر بين الدول العربية والتي وصلت إلى حد الإعفاء الجمركي الكامل في يناير 2005، واتفاقية منطقة التبادل التجاري الحر بين الدول العربية المتوسطية (اتفاقية أغادير) والتي تم التوقيع عليها في فبراير 2004 ودخلت حيز النفاذ اعتباراً من أغسطس 2006. - بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والأردن ما قيمته 404 مليون دولار في عام 2005 بزيادة نسبتها 22% عن عام 2004 كما أنه يمثل حوالي خمسة أضعاف مستواه في عام 2001 حيث تضمنت تلك الصادرات في عام 2005 ما قيمته 102 مليون دولار غاز طبيعي و47 مليون دولار طاقة كهربائية فضلاً عن الزيادة في الصادرات السلعية الأخرى التي بلغت قيمتها 214 مليون دولار. يلغت الواردات من الأردن 28 مليون دولار في عام 2004 ، وبلغت 40 مليون دولار في عام 2005 بزيادة نسبتها 43%. مشروع الغاز المصرى للأردن بدأ ضخ الغاز المصرى إلى الأردن فى مرحلته التجريبية والأولى فى عام 2003 حيث ساهم فى نقل الغاز المستخرج من حقول المياه من البحر المتوسط والدلتا من العريش إلى طابا بطول 265 كيلومتراً ومن ثم إلى الأردن عبر خليج العقبة بواسطة خط بحرى. وقد ساهم فى تزويد الغاز لمحطة العقبة الحرارية التى تبلغ استطاعتها 650 ميجاوات. بدأ فى يناير 2006 التشغيل التجريبى للمرحلة الثانية وذلك من مدينة العقبة فى الجنوب إلى منطقة رحاب شمال الأردن على الحدود الأردنية السورية، ويبلغ طول هذا الخط حوالى 395 كيلومتراً وقطره 36 بوصة من العقبة حتى الرحاب، ويشمل محطة لضواغط الغاز ونظام تحكم آلى متطور، وتقدر طاقاته ب10 مليار متر مكعب سنوياً وبلغت تكلفته 300 مليون دولار. الرئيس حسني مبارك كان قد أكد فى تصريحاته أن تحركاته السياسية الحالية تهدف إلى تنسيق المواقف العربية والأوروبية لإنجاح المؤتمر المقرر عقده بدعوة أمريكية في الخريف القادم حول السلام في الشرق الأوسط ،وذلك منطلقاً من مسئولية مصرفي المنطقة والتى تقتضي العمل على دفع الدول الكبرى في هذا الاتجاه.ومع تعدد اللقاءات مابين الزعيمين مبارك-عبدالله التى تؤكد على تميز العلاقات المصرية الأردنية يظل لمصر دوراً محورياً فى المنطقة لقيادة عملية السلام ومحاولة حل المشاكل المشتعلة فى المنطقة 4/9/2007