في ذكري محرقة غزة: الدفاع عن فلسطين فرض على كل مسلم
* عبد الرحيم ريحان
عبد الرحيم ريحان فى يوم ذكرى الاجتياح الهمجي الصهيوني لقطاع غزة الاثنين 27 ديسمبر أفتى الشيخ يوسف القرضاوى فى برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة بأن:
"الدفاع عن فلسطين فرض على كل مسلم وأن جهاد الفلسطينيين ضد المحتل هو جهاد مشروع حتى يتم طرد المحتل ".
وأن واجب العلماء فى الدول الإسلامية تحريض المسلمين على الدفاع عن فلسطين بكل ما يملكوا من أموال لأن المجاهدين الفلسطينيين فى موقف ضعف أمام الترسانة الحربية الصهيونية والدعم الأمريكي والفيتو لمناصرة إسرائيل" .
هذا فى الوقت التى تخطط فيه 120 منظمة يهودية لهدم الأقصى وترصد لهم الأموال الطائلة منذ عام 1967 وحتى الآن تهدف إلى هدم المسجد الأقصى لتفريغ القضية من محتواها وجوهرها .
وتم ذلك عن طريق أعمال حفريات أثرية مرت بعشر مراحل باءت كلها بالفشل والمحاولات مستمرة ، بدأ فى أعقاب احتلالهم للقسم الثاني من القدس بعد حرب 1967 فى أواخر عام 67 وتم هدم حى المغاربة نهائياً لتكون الأرض جاهزة لأعمال التنقيب واستمرت الحفريات سنة كاملة وصل عمقها 14م .
المرحلة الأولى:
وتمت عام 1968 على امتداد 70م من أسفل الحائط الجنوبي للحرم القدسي خلف قسم من جنوب المسجد الأقصى وأبنية جامع النساء والمتحف الإسلامي والمئذنة الفخرية الملاصقة له ووصل عمقها إلى 14م بهدف كشف مدافن ملوك إسرائيل فى مدينة داود كما يدّعوا .
المرحلة الثانية :
عام 1969 على امتداد 80م آخر من سور الحرم الشريف ابتداء من نهاية المرحلة السابقة ومتجهاً شمالاً حتى أحد أبواب الحرم الشريف (باب المغاربة ) .
ماراً تحت مجموعة من الأبنية الإسلامية التابعة للزاوية الفخرية وعددها 14 مبنى تصدعت جميعها وأزالتها الجرّافات الإسرائيلية وأجلت سكانها بتاريخ 14/6/1969 وفى نفس العام تم حرق المسجد الأقصى .
المرحلة الثالثة:
بدأت عام 1970 حتى 1974 واستؤنفت عام 1975 وامتدت من مكان يقع أسفل عمارة المحكمة الشرعية القديمة وهى أقدم الأبنية التاريخية بالقدس ماراً شمالاً بأسفل خمس أبواب من أبواب الحرم الشريف.
وهى باب السلسلة – المطهرة – القطانين وباب علاء الدين البصيرى ، وامتدت 180م بعمق مابين 10 إلى 14م وتسببت فى هدم عدد من الآثار الإسلامية منها الجامع العثمانى ورباط الأكراد والمدرسة الجوهرية .
المرحلة الرابعة والخامسة :
بدأت عام 1973 حتى 1974 خلف الحائط الجنوبي الممتد من أسفل القسم الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى وسور الحرم الشريف وممتدة 80م إلى الشرق ، وقد اخترقت الحائط الجنوبي للحرم القدسى والدخول منه للأروقة السفلية للمسجد المبارك وللحرم ووصل عمقها إلى 13م وأصبحت تعرض السور والمسجد الأقصى إلى خطر الانهيار .
المرحلة السادسة :
بدأت عام 1975حتى 1976 فى مكان قرب منتصف الحائط الشرقي لسور المدينة ولسور الحرم الشريف والذى يقع بين باب السيدة مريم والزاوية الشمالية الشرقية من سور المدينة ، وأزالوا مقابر للمسلمين تضم رفات الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضى الله عنهما .
المرحلة السابعة :
وافقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية بتاريخ 15/6/1977 على مشروع لتوسيع مساحة البراق الشريف والتي يسمونها ساحة المبكى وهى الملاصقة للحائط الغربي للمسجد الأقصى والحرم الشريف .
ويقضى المشروع بضم أقسام أخرى من الأراضي العربية المجاورة للساحة وهدم ما عليها وحفرها بعمق 9م وكانت هذه الساحة حتى 7/6/1967 تضم حوالى 200عقار عربى إسلامي تشكل القسم الأكبر من الحي المغربي هدمته الجرّافات الإسرائيلية ما بين سنة 1967 إلى 1977 وشردت جميع أهلها ويقدر عددهم 800 نسمة.
المرحلة الثامنة:
خلف جدران المسجد الأقصى وجنوبها وهى استئناف للمرحلة الخامسة والسادسة .
المرحلة التاسعة:
اخترقت الحائط الغربى للحرم الشريف وأعادت فتح نفق كان قد اكتشفه الكولونيل الإنجليزي تشارلز وارين وسمى باسمه ، وتقع ما بين باب الحرم المسماة باب السلسلة وباب القطانين.
وتوغلت أسفل ساحة الحرم من الداخل على امتداد 25م شرقاً وعرض 6م ووصلت أسفل سبيل قايتباى ، وأدت هذه الحفريات إلى تصدع فى الأروقة الغربية الواقعة ما بين السلسلة والقطانين .
المرحلة العاشرة:
فى عام 1988 وهى أخطر مراحل الحفر وكانت تهدف إلى تفريغ الأتربة والصخور من تحت المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة لترك المسجدين قائمين على فراغ ليكونا عرضة للانهيار بفعل أى تقلبات مناخية أو اهتزازات طبيعية أو حتى صوت عالى تسببه طائرة تخترق حاجز الصوت .
ولولا عناية الله لتم هذا المخطط ولكن فطنت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس للمؤامرة فسارعت إلى إقامة سياج حول الأرض المجاورة للحائط الشرقى لمنع أعمال الحفر وفى سبتمبر 1996 تم شق نفق فى عهد نتنياهو .
ولا يزال الحفر مستمراً فى كل اتجاه أسفل الأقصى المبارك جرياً وراء أوهام أثرية عن العثور على أسوار الهيكل الصهيوني المدّعى مهما كانت النتائج من تدمير آثار أى حضارات أخرى .
كما قامت الجماعات الصهيونية منذ عام 1969بعدة محاولات لاقتحام الأقصى حين قام المتطرف دنيس دوهان باقتحام ساحات الحرم وتمكن من الوصول إلى المحراب وأحرقه فى محاولة لحرق المسجد بالكامل إلى أن المواطنين العرب حالوا دون امتدادها إلى مختلف أنحاء المسجد .
وفى عام 1979 حاولت جماعة غورشون سلمون المتطرفة اقتحام الأقصى إلا أن المواطنين تصدوا لها وحاول المتطرف مائير كهانا وجماعته تكرار المحاولة فتصدى له 20 ألف فلسطينى خاضوا معارك ضارية للدفاع عن الأقصى.
وفى نفس العام أطلقت الشرطة الصهيونية وابلاً من الرصاص على المصلين بالأقصى و فى عام 1980 عقد الحاخامات اليهود مؤتمراً عاماً لهم بالقدس خططوا خلاله للسيطرة على المسجد الأقصى .
و فى عام 1982 قام أحد الجنود ويدعى هارى غولدمان باقتحام الأقصى وأطلق النار بشكل عشوائى مما أدى لاستشهاد العديد من المواطنين مما أثار احتجاجات عنيفة فى الضفة الغربيةوغزة وردود فعل عالمية غاضبة ضد إسرائيل.
وفى نفس العام تم إدانة يوئيل ليرنر أحد ناشطى حركة كاخ بتهمة التخطيط لنسف مسجد الصخرة بساحة الأقصى وفى عام 1983 تشكلت حركة متطرفة فى إسرائيل وأمريكا مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل فى موقع المسجد الأقصى تحت اسم كيرن هارهبيت .
وفى عام 1996 أعمال حفر خطيرة تؤدى إلى اهتزازات فى الحائط الجنوبي الغربى للمسجد الأقصى وفى عام 1997 استمرار الحفر باتجاه الغرب بارتفاع من 6 إلى 9م وفى عام 1997 نشر مخطط إسرائيلي لتوسيع ساحة البراق الصغير فى حى الواد الذى يحاذى الحائط الغربى للمسجد الأقصى .
وفى نفس العام عدة محاولات صهيونية لاقتحام الأقصى و فى عام 1999القاضى السابق مناحيم الون يدعو لتقسيم الحرم القدسى ويعتبر أن المسجد الأقصى هو الهيكل.
كما كشف عن مخطط إسرائيلى لهدم القصور الأموية المحاذية للأقصى وتوسيع حائط البراق لتخريب المعالم الإسلامية وكذلك كشف النقاب عن بدء العد التنازلي الإسرائيلي لهدم الأقصى وقامت شركة إسرائيلية للخمور بإلصاق صورة القدس يتوسطها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة على زجاجات الخمور.
وتمنع إسرائيل أى أعمال للترميم والصيانة بالحرم القدسي وتقطع عنهم المياه وتمنع الشاحنات المحملة بمواد الترميم من الدخول ويتظاهر المستوطنون الصهاينة احتجاجاً على أعمال الترميم حتى يقطعوا كل السبل على العرب والمسلمون لحماية الأقصى حتى ينهار.
وتستمر أعمال التدمير وتزوير تاريخ فلسطين ومواقعها الأثرية ورموزها الدينية لإثبات أوهام توراتية لا وجود لها وأن الإحصائيات تشير إلى نهب ما يزيد على 11 ألف موقع أثرى بعد عام 1967 وبيع 100 ألف قطعة أثرية سنوياً بسبب الاحتلال الإسرائيلي .
كما جرى نقل آلاف القطع الأثرية من المناطق الفلسطينية عن طريق سلطة الاحتلال ولم ولن تستجب إسرائيل لأى قرار من قرارات اليونسكو وكأنها حبراً على ورق والأعمال مستمرة حتى ينهار الأقصى
مطالب عاجلة :
وأطالب بمطالب عاجلة ترفع لجامعة الدول العربية والمنظمات الدولية المهتمة بالتراث والمنظمات الحقوقية العربية والإسلامية والدولية وهى :
1- ضرورة التوثيق الأثري لكل الآثار القائمة بفلسطين والآثار المنقولة ويشمل صور فوتوغرافية لكل هذه المواقع الباقية حتى الآن – رسومات تخطيطية تشمل مساقط أفقية ورأسية لهذه الآثار بمقياس الرسم – جمع المادة العلمية عن هذه الآثار والحجج الخاصة بها – عمل أفلام تسجيلية توثيقاً لهذه الآثار .
2- بالنسبة للآثار التى تم تدميرها أو تحويلها لفنادق جمع المادة العلمية مما نشر عن هذه الآثار وإلقاء الضوء عليها إعلامياً عربياً ودولياً.
3- إشراك المنظمات الدولية المهتمة بالتراث يونسكو المنظمة الدولية - اليكسو المنظمة العربية ايسيسكو المنظمة الإسلامية فى إدراج هذه الآثار ضمن قائمة التراث العالمي لحمايتها والمحافظة على ما تبقى منها فى ظل الاحتلال الإسرائيلي .
4- الضغط على سلطة الاحتلال الإسرائيلية بمعاونة المنظمات الدولية السابق ذكرها لتسليم دائرة الآثار الفلسطينية خرائط مساحية موقع عليها المواقع الأثرية التى تم اكتشافها بفلسطين منذ عام 1967 والمواقع التى بها شواهد أثرية ولم يكتمل اكتشافها حتى الآن.
وكذلك المواقع ذات الدلالة التاريخية المعينة والتى تحتاج لأعمال مسح أثرى ودراسة علمية لوضعها ضمن خطة العمل الأثري بفلسطين مستقبلاً ، مع البدء فى عمل هذه الخرائط فى ضوء الإمكانيات الحالية للآثار الباقية أو التى نم تدميرها ومواقعها معروفة .
5- مطالبة سلطة الاحتلال بتسليم التقارير العلمية التى تم نشرها عن هذه الحفائر منذ عام 1967 مع تقديم ملف كامل بصور توضيحية ورسوم تخطيطية عن آثار فلسطين.
6- العمل على عودة القطع الأثرية المنهوبة الموجودة تحت سلطة الاحتلال أو التى تم تهريبها إلى الخارج .
7- الوقف الفوري لكل أعمال الحفر أسفل وبمحيط المسجد الأقصى وضمان رقابة دولية لتحقيق ذلك.
8- إرسال لجنة عاجلة من اليونسكو تشمل علماء آثار ومهندسين معماريين عرب ومسلمين لمعاينة أعمال الحفر والتدمير التى تجرى حالياً بالأقصى.
ودراسة إمكانية الترميم العاجل لما تم تدميره وإجبار سلطة الاحتلال على إزالة أى معوقات فى عمل هذه اللجنة والموافقة على دخول مواد الترميم والصيانة للأقصى.
9- سد جميع الأنفاق أسفل المسجد الأقصى والتى تهدد أساساته وتجعله عرضه للانهيار بفعل أى هزة أرضية بسيطة.
10- الدعم المادى لدائرة الآثار الفلسطينية لتتمكن من حماية المقدسات وصيانتها
وما يحدث هذه الأيام ربما يكون الدور النهائي أو قبل النهائي على الأقل فى طريق هدم الأقصى مع استمرار تخاذل المسلمين فى الدفاع عن المقدسات ولأن الدفاع عن فلسطين فرض على كل مسلم سيكون كل مسلم على وجه الأرض آثم.
*خبير آثار من مصر المدير العام بمنطقة آثار جنوبسيناء أمين لجنة الإعلام بالاتحاد العام للآثاريين العرب
الهيكل مكان المسجد الاقصي
الحفريات الاسرائيلية بجوار المسجد الاقصى المسجد الاقصى اعمال تهويد ساحة البراق اقتحام المسجد الاقصى