حائط البراق وبالنسبة لحائط البراق فقد عرف بهذا الاسم لان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ربط دابته البراق فيه على الأرجح يوم إسرائه إلى المسجد الأقصى المبارك. و اعتبارا من النصف الأول من القرن التاسع عشر، بدأ اليهود يزعمون أن حائط البراق، هو البناء المتبقي من معبدهم الخرافي, وأطلقوا عليه اسم حائط المبكى حيث يبكون حزنا على هيكلهم المزعوم. و اخيرا فلقد أكدت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية بعض جولة ميدانية وثقتها بالصور الفوتوغرافية للمنطقة الوسطى للجدار الجنوبي للمسجد وجود تشققات خطيرة في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى . المخطط الصهيوني
و لنا ان نعلم ان مؤتمر الصهيونية الأول في مدينة بال بسويسرا عام 1897 قد تمخض عن مشروع «تيودور هرتزل» العقل المؤثر في تاريخ الحركة الصهيونية، وهذا المشروع يتلخص في إقامة دولة "إسرائيل" من النيل على الفرات خلال مدة زمنية قدرها مائة عام تنتهي في عام 1997. ويستند هذا المشروع على أوهام توراتية، لكنه استطاع بالفعل أن يرى النور من خلال خطوات "عشرية" أي تتم كل عشر سنوات من أبرزها: 1907م اي بعد عشر سنوات من المؤتمر بدأت عملية تنفيذ مخطط منظم لزيادة الهجرة من دول أوروبا الشرقية إلى أراضي فلسطين, في 1917م صدر تصريح «بلفور» الشهير بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني, و هلم جر حتي عام 1967 حيث بسطت "إسرائيل" سيطرتها على القدس وسيناء والجولان. و اذا اتينا الي الاعتداءات الصهيونية علي المسجد الاقصي سنجد ان الكنيست الصهيوني بدأ باصدار قراراً بجعل المسجد الأقصى ملكاً عاماً لدولة الكيان الصهيوني و استولوا على الجدار الغربي للمسجد الأقصى «حائط البراق» وأطلقوا عليه تسمية حائط المبكى كما شرعوا منذ عام 1967 و حتى يومنا هذا في إجراء حفريات تحت المسجد الأقصى وساحاته مما ادي الي تصدع بعض الأساسات وتشقق بعض الأبنية والمرافق. مراحل هدم الأقصي و حتى الآن تم لليهود الانتهاء من عشر مراحل تمهد لهدم الأقصى وإزالته نهائياً في غفلة من زعماء الأمة العربية والإسلامية ولا مبالاة من الهيئات الدولية وتتلخص المراحل العشر كما يلي: المرحلة الأولى, من أواخر عام 1967 و حتى نهاية عام 1968 وتميزت بحفر 70 متراً أسفل الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى خلف المئذنة. المرحلة الثانية: من عام 1969 حتى 1970 وتميزت بحفر 80 متراً من سور المسجد الأقصى, المرحلة الثالثة, من عام 1970 و حتى 1973 وصلت الحفريات الصهيونية خلالها إلى أسفل المحكمة الشرعية وخمسة أبواب ، إضافة إلى أربعة مساجد ومئذنة قايتباي وسوق القطانين. وأدت الحفريات وأعمال التهويد إلى تحويل قسم من المحكمة الإسلامية إلى كنيس، وتصدعت المعالم التاريخية لرباط الكرد والمدرسة الجوهرية. المرحلتان الرابعة والخامسة امتدتا من عام 1973 حتى أواخر 1975 وشملتا المنطقة الواقعة خلف الحائط الجنوبي الممتد أسفل القسم الشرقي للمسجد، وسور المسجد الأقصى الشرقي بطول 80 متراً، كما شملتا الأروقة السفلية للمسجد الأقصى. المرحلة السادسة, بدأت عام 1975م وهدفت إلى إزالة قبور الصحابة وإقامة جزء من المتنزه الوطني الصهيوني عليها. المرحلة السابعة جاءت تطبيقاً لمشروع اللجنة الوزارية الصهيونية لعام 1975 القاضي بضم الممتلكات الإسلامية نهائياً إلى حائط البراق (المبكى) واستمرار الحفريات تحت المحكمة الشرعية والمكتبة الخالدية وزاوية أبو مدين الغوث، وقد انهارت كلها إضافة إلى 35 بيتاً. اما المرحلة الثامنة فتعتبر المرحلة التي انطلقت مع بدايات الثمانينيات تحت شعار كشف مدافن ملوك «إسرائيل» من أخطر الحفريات التي طالت المسجد الأقصى. ثم كانت المرحلة التاسعة التي بدأ تنفيذها عام 1981 وفيها بدأ الحفر باتجاه المسجد الأقصى الشريف في الجانب الأسفل في منطقة المطهرة بين بابي السلسلة والقطانين مخترقاً باب المغاربة. .و اخيرا المرحلة العاشرة حيث توجت بافتتاح جزء من نفق الحشمونائيم عشية عيد الغفران اليهودي عام 1996 و بطول 250 متراً. وعليه فإننا إذ نعلن ونردد مكررين صرختنا أن المسجد الأقصى في خطر ، فإننا نوجه نداءنا لكل الأمة الإسلامية والعالم العربي ، شعوبا ، حكاما ومؤسسات للسعي الحثيث والتدخل السريع لإجراء الترميم المطلوب للمسجد الأقصى في هذه المنطقة وحيثما يجب ، ونقولها بصراحة إنّنا لا نستبعد أنّ ما تسعى اليه المؤسسة الإسرائيلية هو خلخلة بناء المسجد الأقصى وإضعاف قوته في مضمار سيناريوهات طرحت أكثر من مرة بإمكانية وقوع إنهيارات في المسجد الأقصى أو أجزاء منه في مضمار الخطوات المتدرجة لبناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك. أن عزم اليهود على تدمير المسجد الأقصى لن يتوقف أبداً. فثمة جماعة يهودية أنجزت تصميم هيكل سليمان وهو موجود الآن في إحدى مناطق البحر الميت بانتظار نقله إلى القدس، كما انة ليس مستبعدا أن يأتي يوم نسمع فيه أحد "المختلين" اليهود نسف المسجد الأقصى وسوف تستنكر حكومة "إسرائيل" بالطبع هذا العمل لكنها ستشرع فورا في جرف الركام و تتركنا نذرف الدمع و تدمي قلوبنا من الحسرة, فهل لنا ان نقف وقفة رجل واحد و لو لمرة حتي نتدارك الامر قبل فوات الاوان؟. [email protected] المزيد من مقالات رانيا حفنى