المصالح والمصالح أولاً أنور صالح الخطيب تكفي رؤية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلي جانب مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي في طهران لمعرفة أن إيران سجلت نصرا أوليا في وجه الضغوط الأمريكية والفرنسية عليها وفي وجه التهديدات بفرض عقوبات جديدة عليها بسبب برنامجها النووي. لقد أثبتت قمة دول بحر قزوين أن المصالح والمصالح أولا هي التي تحكم توجهات دول العالم وان علينا في العالم العربي أن نفهم ذلك ونبدأ بنسج علاقاتنا علي أساس مصالحنا الإستراتيجية. احمدي نجاد رئيس إيران كان نجم قمة بحر قزوين حيث حقق من خلالها انجازا تمثل في الوعد الروسي القوي وجوب تجنب استخدام القوة لحل أزمة الملف النووي الإيراني واستمرار موسكو في تعزيز تعاونها مع طهران وفي مقدمتها مواصلة العمل في بناء مفاعل بوشهر لتوليد الطاقة الكهربائية. وحق طهران في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم للبحوث العلمية. كما أن تعهد رؤساء روسياوإيران وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان، بعدم السماح باستخدام أراضي دولهم منطلقاً لشن عدوان علي أي من هذه الدول، - في إشارة إلي احتمال توجيه أمريكا ضربة إلي إيران - يعد انجازا شخصيا للرئيس احمدي نجاد ولسياسته في الملف النووي الإيراني وإغلاقا للباب أمام واشنطن في خطب ود دول آسيا الوسطي إلي جانب سياستها حيث اجمعت هذه الدول علي أن سفنها وقواتها العسكرية هي وحدها التي يؤذن بوجودها في هذا البحر . أصداء قمة الدول المطلة علي بحر قزوين يمكن معرفتها في واشنطن من خلال تصريح وزير الدفاع الأمريكي أن أمريكا غير قادرة وحدها علي إيقاف الملف النووي الإيراني وفي تصريحات الوزير الألماني السابق يوشكا فيشر ل بي بي سي الذي اعتبر أن خيار توجيه ضربة عسكرية أمريكية محدودة إلي إيران سيعود بنتيجة عكسية ويدفع بطهران إلي التشدد وان أبقي الشكوك قائمة حول نوايا طهران الحقيقية في ملفها النووي التي تقول إنه لأهداف سلمية فيما تعتبره واشنطن وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي يشتمل علي شق عسكري. روسيا وجدت مصالحها في طهران فشاركت عبر رئيسها في قمة الدول المطلة علي بحر قزوين والدول المتشاطئة الأخري وجدت أن عمقها الاستراتيجي ومصالحها تكمن في روسيا وفي إيران فشاركت في القمة وأجمعت علي رفض الاستهداف الأمريكي لإيران ورفض استخدام أراضيها ومياهها الإقليمية لضرب جارتها فكان أن نجحت إيران المتهمة أمريكيا بدعم الإرهاب في دبلوماسيتها وفي تجريد واشنطن من حلفاء مفترضين لها في آسيا الوسطي. في القراءة الأولية لا يمكن الجزم بقوة تحالف الدول المطلة علي بحر قزوين ومستقبل هذا الحلف وقدرة واشنطن أيضا علي التأثير علي هذه الدول وجعلها تحت إغراء المساعدات الاقتصادية والعسكرية تعود عن قرارها بعدم السماح لواشنطن باستخدام أراضيها أو مياهها لتهديد إيران لكننا يمكن الجزم أن طهران كسبت أصدقاء حقيقيين خلال هذه القمة بحيث باتت تشعر أن ظهرها مسنود جيدا وأنها ليست معزولة دوليا بل هي علي وشك تحقيق الاعتراف بها كلاعب إقليمي قوي ومؤثر في المنطقة. عن صحيفة الراية القطرية 18/10/2007