رام الله : أبدت حركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأثنين استعدادها للقاء ممثلين عن حركة حماس لتحقيق المصالحة الفلسطينية. ونقل راديو " سوا" الامريكي عن ممثل حركة فتح في المفاوضات مع حماس عزام الأحمد قوله"انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا فان حركة فتح تؤكد على ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني بإنهاء الانقسام حتى نستطيع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف: "أننا على استعداد للقاء مع حركة حماس من اجل انجاز التوقيع على الورقة المصرية من قبل حركة حماس وبقية الفصائل، الورقة التي هي في معظمها صياغة فلسطينية". وجرت عدة تظاهرات مؤخرا في رام الله مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية للمطالبة ب"إنهاء الانقسام الفلسطيني". وتقوم مصر منذ أكثر من عام بوساطة بين الحركتين وأفضى الحوار إلى "اتفاق مصالحة" برعاية القاهرة وقعته حركة فتح في أكتوبر/ تشرين الأول 2009 فيما ترفض حماس حتى الآن توقيعه بسبب خلافات لا تزال قائمة ولا سيما حول الملف الأمني. وفي حين كانت حركة حماس أعلنت أن ورقة المصالحة الفلسطينية التي وضعت في مصر أصبحت لاغية مع سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك، قال عزام إن الورقة "لم ولن تسقط او تفقد قيمتها كآلية للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية رغم الأحداث الأخيرة في مصر". وتنحى الرئيس المصري حسني مبارك وكلف الجيش بتولي السلطة في 11 شباط/فبراير اثر انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما. ودعا الأحمد حركة حماس إلى البدء بتنفيذ الورقة "بإشراف جامعة الدول العربية كما كان مقررا أو اللقاء لبحث آليات التوجه لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ضوء قرار اللجنة التنفيذية وفق الالتزام بالقوانين الفلسطينية المعمول بها وبإشراف عربي وإسلامي ودولي". وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت عن انتخابات محلية في التاسع من يوليو/ تموز وانتخابات عامة قبل سبتمبر/ أيلول. وقال الأحمد "إننا نأمل من حركة حماس الاستجابة لهذه الدعوة الصادقة بعيدا عن الشخصية والموسمية وإضاعة الوقت وخلط الأوراق ونؤكد على شفافية اللقاء المقترح وعلنيته". وتأتي دعوة فتح هذه بعد الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الجمعة على مشروع قرار عربي ضد الاستيطان الإسرائيلي، ما أثار غضب الفلسطينيين. يذكر ان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية " حماس " موسى أبو مرزوق اعلن في وقت سابق أن ورقة المصالحة التي طرحتها مصر لإنهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي وحالة الانقسام لم يعد لها أي موقع بعد تنحي الرئيس المصري حسني مبارك. ونقلت "بوابة" الاهرام الالكترونية عن مرزوق قوله خلال افتتاح مركز زهر الحنون للمرأة والتراث الفلسطيني ان ئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل شف النقاب عن مبادرات مهمة ستقدم في الأيام المقبلة. واتهم أبو مرزوق السلطة الفلسطينية بأنها لا تتمتع بالشرعية التي تؤهلها للإشراف على الانتخابات لافتاً إلى استحالة إجراء الانتخابات من الناحية العملية نظرًا للانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن جهته أيضًا أعلن المسؤول الفتحاوي نبيل شعث أن طريقة التعاطي مع الورقة المصرية قد تغيرت في ظل الاحداث الأخيرة. ويعود الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس إلى يونيو/ حزيران 2007 حين سيطرت حماس على قطاع غزة بعد مواجهات مسلحة مع ناشطي حركة فتح.