هددت إسرائيل بمهاجمة أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة وقامت بتنفيذ تهديداتها بذات السيناريو الذي أعلنته بمذبحة حقيقية ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي ضد قافلة الحرية فأسقطت عديد الشهداء والجرحى واقتادتها إلى موانئها لتنفيذ باقي الجريمة النكراء باعتقال بعض المتضامنين وطرد الآخرين.
يقول أمير قطر في تعليقه على الجريمة الإسرائيلية أن ساعة الحقيقة قد أزفت، فهل حقاً يمكن للحقيقة في ثوبها الجديد أن تدفع باتجاه رفع الظلم الواقع على أهلنا وشعبنا في قطاع غزة؟ هل حقاً يمكن للحقيقة التي كانت دائماً واضحة أن تدفع العالم لكبح جماح العنجهية الإسرائيلية ووقف جرائمها ضد الإنسانية؟
ساعة الحقيقة دقت بقوة منذ عشرات السنين وكررت إسرائيل مجازرها ضد الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري وكل من وقف إلى جانب الحق والعدل ولم تجد من يوقفها أو حتى يدينها بشكل رسمي أو يستطيع أخذ ولو قرار إدانة بالحد الأدنى في مجلس الأمن الدولي، ليس لأن إسرائيل فوق القانون.
بل لأن هناك دولة عظمى كأمريكا ودولاً غربية أخرى تتعامل بمعايير مزدوجة فتوفر الحماية للكيان الصهيوني وتمنع تطبيق القانون حين يتعلق الأمر بجرائم إسرائيل الفاضحة.
العيب ليس في الآخرين، وليس علينا أن نعيب زماننا والعيب فينا، فنحن تضربنا إسرائيل وتهيننا وترفض إعادة حقوقنا وترتكب المجازر بحقنا ثم نذهب إلى عناق زعمائها والتفاوض معهم.
ألم يحن الوقت فعلاً لكي يتخذ العرب قراراً ينفذوه ضد العدو الإسرائيلي؟
ألا يكفي ما وقع فجر اليوم الاثنين لقافلة الحرية و أبطالها الميامين كي نتخذ قراراً شجاعاً بكسر الحصار عن غزة، وهل تركيا وحكومتها باتت أكثر عروبة من بعض العرب وأحرص على مصالحنا؟
اليوم برغم الحزن والغضب بدأ عهد جديد في المنطقة ولن تفلت إسرائيل هذه المرة من العقاب بصورة أو بأخرى وعلى أكثر من صعيد.