في يوم السبت 2006/12/30م الموافق للعاشرمن ذي الحجة 1428 ،والمسلمون يحتفلون بعيد الأضحى المبارك وينحرون الأضاحي اقتداءً برسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، تفاجأ العالم بنبأ إعدام الرئيس العراقي" صدام حسين" ونشر صور المشنقة وأصوات تشفي الأعداء، نبأ الحدث أثارضجة وتساؤلات حول التوقيت والكيفية والمكان،إن بغرض الدفاع عنه أو التشنيع عليه ، وتجاهل معظمها نضال الرجل وظروف أعتقاله وأهداف أعدائه في المنطقة برمتها.
والحقيقة التي لاغبار عليها فألأمريكان لم يكن يعنيهم شخص صدام حسين حين الإعدام ، أحيا هوأم ميتا ، تحدث أم سكت، لأن فعاليته عنده قد أنتهت، وخرج من دائرة الصراع تماماً يوم اعتقاله ، لم يعد له أي تأثيرعلى قرارهم، فهو بالنسبة لهم قد كسب الأتباع بالقوة،وتسلط على الجوارح واستحوذ على القلوب عنوة، وبزوال القوة، تزول تبيعاتها،وكل من نال جاهاً بسبب يفقده بزوال ذلك السبب حتما.
لكنهم يدركون ما وراء صورته،فهو رمز، رئيس عربي مسلم، امتلك القوة العسكرية الرابعة في العالم،وخامس الخمسة العرب(جمال عبد الناصر-الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعودن -هواري بومدين- ياسر عرفات -صدام حسين)الذيم أعلنوا عداءهم للصهيونية،وهو رئيس دولة عربية مسلم هدد أمريكا علنا ،هدد وضرب إسرائيل مباشرة، وألبس الصهاينة وقادتهم ،كمامات الكلاب ،و من جهة أخرى وضع حدا للتطاول الإيراني، والتحرش التركي..
لقد أجتمعت في شخصه معاني التحدي،وشعاع أمل لكل عربي لحظة الياس ،لما يريد لأمته القوة والريادة،إذا أستوعبنا ذلك أدركنا أن أمرالتوقيت وأختيار المناسية والمكان،هو درس أرادت أن تقدمه أمريكا للمسلمين والعرب على الخصوص ورؤسائهم تحديدا،كلما تذكروا قتل ذلك الرئيس أزدادوا استسلاما وانصياعا وزادوا شعوبهم يأسا وإحباطا ، والأسئلة التي تطرح نفسها هي: هل وصلت الرسالة التي أرادت قوى الاستعمار وأعوانهم إيصالها إلى آذان المسلمين والعرب على الخصوص؟أو بعبارة أدق ماهو حالهم اليوم بعد مرور اربعة عشرشهرا على إعدام الشهيد البطل؟ مامدى تحقيق مقولة بوش:"تنفيذ حكم العدالة في صدام حسين لن ينهي العنف في العراق والمنطقة لكنه علامة مهمة على طريق العراق نحو التحول إلى بلد ديمقراطي قادر على الحكم والبقاء والدفاع عن نفسه"؟.
لنبدأ الإجابة من حيث أنتهينا، بالقول :إن مقولة بوش لاتختلف عن هتافات الخونه لحظة الإعدام إلامن حيث النظرة ،هم كانوا ينظرون الى جسد صدام يتدلى ولهيب الحقد ينبعث نت أعينهم ولعابهم يسيل طمعا في مقاعد الحكم،أما بوش فكان يرى سقوط الأمة من خلال سقوط جسم صدام المشنوق. وصورة إسرائيل الكبرى تتحقق في ظل الحكومة العالمية التي وضعت أسسها الصهيونية العالمية ،وما قوله إلا هزءا بمشاعر المسلمين ،واستصغارا لحكام العرب المتقوقعين تحت خمورهم الذين يراؤون ويمنعون التعفف،لسان حاله يقول مات الذي كان يظللكم،.
لقد مكنته زيارته الخليجية من حشرهم كما تحشر النعاج في رواق المسالخ،هاهو "يتسردك " فوق رؤوسهم في- أنا بوليس-،ويقدم لهم دروسا في الأستماع إلى تسيبي ليفني والأنصياع لأولمرت،والتخلي عن القضية الجوهرية في الصراع العربي الإسرائلي مند عقود،التخلي عن القدس الشريف،ومصير الشعب الفلسطيني،لقد جعل بوش من نفسه رجلا بلا منازع وسط الجواري والعبيد فوق أرض العروبة والإسلام، لم يعد في حاجة الى عسكرة الكويت، ولا التخيم في السعودية ولا حتى الحديث عن الإرهاب في المنطقة لقد مكن صديقه أولمرت من السيطرة على فلسطين،وتسيير المنطقة برمتها دون الحاجة الى حماية أمريكا الصليبية، ولم يبقى له إلا مهمة إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وجنوب لبنان.
رايس في مستهل زيارة للمنطقة بهدف "إنقاذ" المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين،من القاهرة تدافع عن المدبحة الإسرائيلية وتتهم حماس بالتصعيد في غزة، إنها تريد تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة،تريد من عباس تخفيض العنف وترفض إدانة "الشتاء الساخن" المحرقة التي يتعرض لها الفلسطينيين،رايس تحب عباس وتكره حماس؟ عباس يحتج بالستقبال الدافئ للسيدة رايس؟ إذا الرسالة وصلت،والأوامر طبقت ولسنا نذري ما سيقدم "أصحاب السمو-والفخامة -والسيادة -والمعالي" شيوخ العرب لبوش عندما يعود للتأكد من موت فلسطين بعدما قدموا له جميلات العرب يوم إعطاء الإشارة لبدء تشغيل المحرقة -الشتاء الساخن- في غزة؟ربما سيدرسون ذلك في أجتماهم المقبل،ونترك لك الوقت أخي القارئ لاستخلاص الإجابة.
من طرائفهم أن رايس في مستهل زيارة للمنطقة بهدف "إنقاذ" المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟..،من القاهرة تدافع عن المدبحة الإسرائيلية وتتهم حماس بالتصعيد في غزة، إنها تريد تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة،تريد من عباس تخفيض العنف وترفض إدانة "الشتاء الساخن" المحرقة التي يتعرض لها الفلسطينيين أبناء غزة،رايس تحب عباس وتكره حماس؟ عباس يحتج لكن بالإستقبال الدافئ للسيدة رايس و..؟لا لوم على الطاغية بوش ولا على مبعوثته قبل الضحك على حكام العرب. مابقي لنا إلا أن نؤمن بأن البلاد العربية ماتزال قادرة على إنجاب أبطال وستدور الدائرة على الأعداء وعملائهم الخونة حين يحين الحين إنشاء الله كما دارت على من كان سبباً في دخول التتار وعاتوا فساد في حضارة ما بين النهرين "العراق"، ومعيناً له ،وصار العميل يأكل يده ندما ،بعد أن كانت له الرتبة الرفيعة أصبح في حالة وضيعة يركب الحمير ويجوب شوارع بغداد. ** الجزائر