"خيال المآتة" اصطلاح يطلق على كل صاحب سمعة سيئة وفشل كبير مقترن بعمله، وهو عبارة عن مجسم أو دمية مصنوعة من بقايا الخيش والقش يكتسي غالباً جلباب، في أوروبا يضعون على رأسه برنيطة خوجاتي ليناسب جنسية الطيور ولكنتها الأعجمية.
وفي مصر كان يوضع على رأسه أي شئ في الماضي حيث لا يكترث الفلاح كثيراً لمظهره، ولكن مؤخراً فان خيال المآته صار شيخا بعمة وقفطان واسع فضفاض باتساع كرشه المتمدد دائماً في اتجاه بوصلة السلطة.
أعطاه صانعوه لقب خيال المآتة "الأكبر" للدلالة على قدرتهم في صنع الألقاب وخداع الطيور الغبية، وأوقفوه مصلوباً على منابر النفاق بغرض إلصاق الشرعية على منتجات السلطة اللاشرعية، على هيئة شخص فارد ذراعيه يردد دائماً وابدا يجوز وحلال و"أوك".
وكثيراً ما يدرك الفلاح عدم جدوى خيال المآتة بعدما تتعرف الطيور الغبية بعد مرور وقت على أنه دمية لا اكثر ولا أقل، فتعمد للنهش في بطانة القش وتمزيق الخيش وتندهش من أن هذه الفزاعة لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا، فيعمد الفلاح حينئذ إلى ربط علب السالمون والتونة الفارغة في عنق "خيال المآتة" لتصدر جلجلة حينما تعصف بها الريح، فتعاود الطيور الغبية مرة أخرى خوفها من لا شئ حتى تكتشف الخدعة من جديد وعندها يفكر الفلاح في حيلة أخرى.
هذه باختصار حدوتة "خيال المآتة" التى لا يبدو أنه يقتصر على مجرد هيكل من خيش وقش حبيس الحقول ونقر الطيور، ذلك أننا نستطيع بغير عناء يذكر اكتشاف العديد من "خيالات المآتة"، التى احتلت حياتنا وحازت لوقت مضى على التكريم والتبجيل.
منهم حكام وملوك وأمراء ومسئولين وشيوخ فاشلين يصر صانعوهم على استخدامهم لتخويف الطيور والعصافير حديثة العهد بالحديث عن الديمقراطية والحقوق الشرعية ورفض التوريث ومناهضة جدار العار الفولاذي الذى يذبح شرايين غزة المحاصرة من الوريد إلى الوريد.