التاريخ قد يعيد نفسه في زيمبابوي جابو شوكو في الوقت الذي تبدأ فيه " الحركة من أجل التغيير الديمقراطي " في زيمبابوي في المحادثات بشأن اتفاق لمشاطرة السلطة مع الحكومة الزيمبابوية، يحذر المحللون السياسيون حزب المعارضة من ألا يسمح لنفسه بأن يتم انتقاؤه واحتواؤه وتعريضه للشبهة أو الفضيحة. وفي اجتماع غير مسبوق في منتصف شهر يوليو الماضي، وافق الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي وكبيرا معارضيه، مورجان تسفانجيراي وآرثر موتامباير، اللذان يمثلان الفصائل المختلفة في " الحركة من أجل التغيير الديمقراطي"، وافقا على إجراء مفاوضات رسمية لتأسيس إدارة انتقالية لقيادة البلد وإخراجه من أزمته السياسية والاقتصادية الحالية. إن الاتفاق على إجراء محادثات كان تراجعا مذهلا في المواقف السابقة لكلا الجانبين. ويصر موجابي على أنه هو رأس الحكومة. على أنه ألمح في الماضي إلى أنه قد يعين بعض السياسيين من المعارضة في مواقع حكومية. ويصر تسفانجيراي، على الجانب الآخر، على أنه يجب أن يكون هو رأس الدولة، مثبتاً زعمه على حقيقة أنه حصل على معظم الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في أوائل هذا العام. ويقول المراقبون إنه إذا كان تسفانجيراي يحتاج إلى درس في مخاطر التفاوض مع موجابي، فإنه يحتاج فقط إلى نظرة على التاريخ. في عام 1980، ظهر جوشوا نكومو كمنافس ذي مصداقية أمام موجابي. وفي ردة فعل على ذلك، أطلق موجابي وحزبه " زانو " عملا عسكريا كبيرا للقضاء على قاعدة دعم وتأييد نكومو في إقليمي " ميتابيلاند " و " ميدلاندز ". ويُعتقد أن 10.000 شخص على الأقل قد قُتلوا فيما أصبح يُعرف ب" عملية جوكوراهوندي ". ومع كون المؤيدين والأنصار إما تم قتلهم أو تم تهديدهم باستخدام العنف ضدهم، لم يكن أمام نكومو وحزبه " بي إف " خيار إلا التوقيع على اتفاق مع قوات موجابي الفائقة. وتم تعيين نكومو نائبا للرئيس، وهو موقع شغله حتى وفاته في عام 1999، ولكنه حاز القليل من السلطة الحقيقة. ويقول إلدريد ماسونونجور، وهو محاضر في مجال السياسة بجامعة زيمبابوي، يقول إن الوضع الراهن والوضع الذي كان في فترة الثمانينيات من القرن الماضي " متقاربان جدا ". وفي الوقت الحالي، لجأ حزب " زانو-بي إف " الحاكم إلى استخدام سلطات وصلاحيات مرشحه الرئاسي من أجل الضغط في المحادثات ما بين الحزبين.. إن ما يجري من ناحية الوضع الأمني هو مماثل لما حدث في إقليمي " ماتابيلاند " و " ميدلاندز " خلال أواخر الثمانينيات من القرن الماضي". ويقول تسفانجيراي وحزبه " الحركة من أجل التغيير الديمقراطي " إن أكثر من 100 مؤيد ونصير قد قُتلوا منذ الجولة الأولى للتصويت في مارس الماضي. ويوافق جوردون مويو، المدير التنفيذي لمجموعة " بولاوايو أجندة "، يوافق على أن أساليب وحيل موجابي مماثلة للأساليب والحيل التي كشف عنها في فترة الثمانينيات من القرن الماضي. ولكنه يصر على أن تسفانجيراي وفصيله في حزب " الحركة من أجل التغيير الديمقراطي " مدركان جيدا للعثرات والزلات، وسيحرصان على تجنبها. ويقول مويو:" إن تسفانجيراي يحاول أن يتصرف على نحو مختلف. وتحاول " الحركة من أجل التغيير الديمقراطي " جاهدةً ألا تقع في شرك حزب " زانو- بي إف "، لأن الأخير يريد أن يعيد التاريخ نفسه".. إن استراتجية حزب " زانو-بي إف " كانت ومازالت استخدام العنف والتكتيكات. على سبيل المثال، كما يقول مويو، فإن تسفانجيراي قال إنه لن يوقع على أي شيء حتى يتوقف العنف ضد مؤيديه وأنصاره ويتم توسيع نطاق فريق الوساطة ليشمل مبعوثا من الاتحاد الأفريقي. وترفض " الحركة من أجل التغيير الديمقراطي " " السير في عرين الأسود " طواعيةً، كما يقول مويو. عن صحيفة " الوطن العمانية" 4/8/2008