ساركوزى والجزائريين * محمد بوكحيل في السادس من مايو 2007،كنا قد نبهنا إلى أن الرئيس الفرنسي اليميني ساركوزي يقوم بشطحات وخرجات استهلها بتصريحه في حصة زيارة خاصة لقناة الجزيرة العام الماضي حين استصغر الثورة الجزائرية وقال عنها أنها من صنع المخابرات الفرنسية في عهد الجمهورية الرابعة، وقلنا حينها إذا كان يريد أن بكون فرنسيا أكثر من الفرنسيين هو حر في ذلك ولكن أن يتطاول على الجزائر فهذا ما لا يتحقق له لسببين هما: إن الذين حاربوا الاستعمار الفرنسي مازالوا هاهنا، وأبناؤهم مدركون لما يريده ساركوزي وغيره من الاستعماريين،هذا أمر لا يحتاج إلي شرح طبعا. ساركوزي الاستعماري،لم يتوقف عند الدفاع عن القانون الذي يمجد الاستعمار،ولم يقتنع بأدبيات الدبلوماسية الفرنسية على لسان رئيس الدولة الفرنسية، السابق التي رأت ضرورة تعديل ذلك القانون حفاظا على العلاقة مع الجزائر وراح يسيء الى الجزائر بقوله الوجود الفرنسي في المغرب والجزائر على الخصوص كان حلما حضاريا، وكأن الجزائر راح أبناؤها يتسولون عند ساركوزي الاستعماري؟. إذا، الحلم الحضاري الذي تحدث عنه ساركوزي قد تحقق فالجزائريون وأموال الجزائر عوامل أساسية في تكوين الحضارة الفرنسية،وهي نعمة أرادها ساركوزي دون شك أن تحيا ولن تحيا أبدا،ولا مفر لساركوزي وأمثاله من صناع الموت والاستعمار إلا أن يخضعوا للاعتراف بجرائمهم مثلما خرجوا خاسئين من الجزائر عام 1962 بعد حرب سبع سنوات ونصف، وان يعتذروا ويعوضوا للجزائر ما ضيعته ماديا ومعنويا،بسبب الإبادات الجماعية، والتجهيل والقهر والتخويف، والتفقير. هذا ما قلناه قبل ستة أشهر،واليوم يتعمد ساركوزي ويعلن أن زيارته المبرمجة للجزائر ستكون للمجاملة،ودون شك أنه سيعلن أنه لا يريد تغضيب الشعب الفرنسي مثلما فعل في زيارته السابقة،فهو مقبل للاستفزاز ما دام مصر على أن يصطحب معه أنريكو ماسياس المعروف بمعاداة العرب والجزائريين على الخصوص.غير أنه على يبدو يجهل إيباء الجزائريين وشهامتهم ولا يعلم قولة رائد النهضة الشيخ عبد الحميد بن باديس(من كان يبغي ودنا فعلى الكرامة والرحب ومن كان يبغي ذلنا فله المهانة والحرب) وهو موقف الجزائريين الصحيح.فإذا كان وزير المجاهدين قد عبر عن رفض مقابله المستفز*بكسر الفاء*فلأنه يذرك حقيقة الأمر تمام الإدراك، ويعرف الشعب الجزائري صحيح المعرفة،وكابن شهيد أقول : نعم لا أهلا و لا سهلا بمن أراد أهانتنا،. وعلى الشعب الفرنسي أن يمعن النظر في مواقف زعيمه ومعاداته للمسلمين والجزائر خاصة،وليعلم الشعب الفرنسي أيضا أن الجزائريين يحترمون الشعوب التي تحترمهم وفقط. المهم إذا، الأمر محسوم بالنسبة لنا ولا يحق لأي كان أن يعطينا درسا في الدفاع عن كرامتنا، وستتعامل الجزائر مع كل الشركاء على أساس مبدأ الندية لا على أساس التبعية.والجزائر حرة مستقلة ذات سيادة ،قوية بأبنائها وشخصيات قادتها. ** الجزائر