النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: افكار حول مؤتمر جانفي (كانون الثاني ) * ثامر الزغلامي بعيدا عن حديث الحقائق و الظرفية و الخلفيات الذي ميز ردود الفعل حول بعث نقابة للصحفيين, اصبحت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين واقعا قانونيا و مهنيا في الساحة الاعلامية التونسية من واجب الاعلاميين على اختلافهم, الامساك به ووضعه على الطريق الواضح و الصحيح الذي يخلصه من منعرجات الحسابات الشخصية و الاجندات السياسية تشريفا لعدد من الزملاء عملوا في صلب جمعية الصحفيين التونسيين او خارجها من اجل المهنة و حرية الصحفي و كرامته . لقد بات واضحا لدى شباب المهنة ان القطاع الاعلامي تنازعته في السنوات الاخيرة طرق شتى , بين من يتحدث عن الحريات و من يرنو الى مرتب محترم و من اقتصر على النظر في فلسفة الاتصال و فن المقالة و التحقيق ... ولعل بعث نقابة للصحفيين التونسيين و مؤتمرها المرتقب في جانفي(كانون الثاني) القادم سيمثل الصدمة الحقيقية التي ستعيد ترتيب البيت الصحفي بالنظر الى اهمية هذا الهيكل التنظيمي الجديد بالنسبة الى الاعلاميين في تونس. هذا الترتيب يجب ان يكون - في اعتقادي- وفق منهج واضح المعالم يتفق عليه الجميع و ينتصر الى المهنة و يتواصل مع الوان المجتمع المدني و السياسي بجدية و احترام في ظل رؤية تدفع القطاع و البلاد خطوات الى الامام و تؤسس لعمل صحفي مهني و لهيكل نقابي متوازن لا تحركه الايديولوجيات الفكرية و لا النوازع الذاتية الضيقة . كسب الرهانات المطروحة على هذا المؤتمر يرتبط بارادة الصحفيين المؤتمرين في التاكيد على ضرورة المصالحة بين مختلف الاطياف الصحفية استجابة لتغير الفضاء الاعلامي في تونس و ترسيخا لقواعد مهنية و نقابية تلتزم بهوية وطنية غير مشوهة دون تعارض مع القيم الدولية القائمة على اسس الحياد و الدقة و رفض كل اشكال التكبيل و التكميم . ان الفضاء الاعلامي في تونس تخلص من احادية الخطاب في اتجاهين, الاول يتصل بجغرافيا هذا الفضاء حيث توزعت الصحافة السمعية و المكتوبة على كامل البلاد و صرنا نتحدث عن صحفيين و صحافة حاضرة و مؤثرة داخل الجهات.
اما الثاني هو بالتاكيد يهم الاعلام الوطني الخاص السمعي - البصري الذي ظهر في السنوات الاخيرة و افتك حيزا هاما من اهتمامات المتقبل التونسي. هذا فضلا عن ارتباط الاعلاميين التونسيين بالفضاءات الرحبة التي اتاحتها التلفزات و الاذاعات و الصحافة المكتوبة و الالكترونية في بعض البلدان العربية و العالم عموما . هذا التغيير يقتضي رؤية اخرى للعمل الصحفي تراعي هذه الخصوصيات الجديدة و تنطلق بالقطاع بتشريعات متطورة و مواثيق اعلامية شاملة نحو افق ارحب تحدد فيه الواجبات و الحقوق بدقة بمشاركة كل المهنيين . وهو امر موكول الى اعضاء النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في اول اختبار لهم بعد مؤتمر جانفي (كانون الثاني ) الذين تنتظرهم و من ورائهم كل الصحفيين ملفات هامة تنطلق من الوضعية المادية و الادارية لبعض الصحفيين و تنتهي عند مسائل الحرية في التعبير مرورا بالعلاقة مع الاحزاب و المنظمات الوطنية و الممارسة العلمية لمهنة الصحافة . ** صحافي من تونس