وزير الحرب الأمريكى: لا خطوط حمراء بملف فنزويلا    عاجل.. غلق هذه الطرق بسبب الضباب    هل تنجو «نورهان» من الإعدام؟.. تطور جديد بشأن قاتلة أمها ب «بورسعيد»    الصحة العالمية: اللاجئون والنساء أكثر عُرضة للإصابة ب«سرطان عنق الرحم»    أستاذ طب الأطفال: فيروس الورم الحليمي مسؤول عن 95% من حالات المرض    دراسة تكشف عن علاقة النوم العميق بعلاج مشكلة تؤثر في 15% من سكان العالم    أخبار فاتتك وأنت نايم | إغلاق الطريق الصحراوي بسبب الشبورة.. قائمة منتخب مصر في كأس العرب    زد يفاوض كهربا للعودة للدوري المصري عبر بوابته (خاص)    هو صريح وعلى الصحفيين تقدير ذلك، متحدثة البيت الأبيض تبرر وصف ترامب لمراسلة ب"خنزيرة"    فلسطين.. قوات الاحتلال تعتقل شابًا من طولكرم شمال الضفة الغربية    محمد منصور: عملت جرسونا وكنت أنتظر البقشيش لسداد ديوني.. واليوم أوظف 60 ألفا حول العالم    الأزهر ينظِّم مهرجانًا ثقافيًّا للطفل المبدِع والمبتكِر    البابا تواضروس: مصر واحة الإيمان التي حافظت على وديعة الكنيسة عبر العصور    أوقاف القاهرة تنظّم ندوة توعوية بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب    رئيس مياه البحيرة يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات «حياة كريمة»    محافظ البحيرة تلتقى أعضاء مجلس الشيوخ الجدد وتؤكد على التعاون المشترك    أبرز مواجهات اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025 في مختلف الدوريات العالمية    البث المباشر لمباراة الاتحاد ضد الرياض في دوري روشن السعودي    غلق الطريق الصحراوي بالإسكندرية بسبب شبورة كثيفة تعيق الرؤية    التحقيق 4 موظفين لاتهامهم بالتعدي على عدد من الأطفال داخل مدرسة دولية    المؤشر نيكي الياباني يتراجع بفعل هبوط أسهم التكنولوجيا    عمرو مصطفى بعد تكريمه من مهرجان ذا بيست: اللي جاي أحلى    نجوم «صديق صامت» يتألقون على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة    «المهن التمثيلية» تحذر من انتحال اسم مسلسل «كلهم بيحبوا مودي»    فضل سورة الكهف يوم الجمعة وأثر قراءتها على المسلم    دعاء يوم الجمعة.. ردد الآن هذا الدعاء المبارك    ما الأفضل للمرأة في يوم الجمعة: الصلاة في المسجد أم في البيت؟    أسعار العملات أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    عراقجي يؤكد جاهزية إيران لهجوم إسرائيلي جديد بصواريخ مطوّرة    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    إحالة المتهم بقتل مهندس كرموز ب7 رصاصات في الإسكندرية للمحاكمة الجنائية    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    محمد رمضان يغنى يا حبيبى وأحمد السقا يشاركه الاحتفال.. فيديو وصور    لأسباب إنتاجية وفنية.. محمد التاجي يعتذر عن مشاركته في موسم رمضان المقبل    بعد 28 عاما على وفاتها، الأميرة ديانا تعود إلى "متحف جريفين" في باريس ب"فستان التمرد" (صور)    القرنفل.. طقس يومي صغير بفوائد كبيرة    بعد علاقة دامت 10 سنوات، إعلان موعد زواج النجمين شين مين آه وكيم وو    بنك مصر والمجلس القومي للمرأة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الشمول المالي وتمكين المرأة    أسامة كمال: نتنياهو يتجول في جنوب سوريا.. وحكومتها لا هنا ولا هناك تكتفي ببيان «انتهاك خطير».. وبس كده!    نائب رئيس الألومنيوم يعلن وفاة مدرب الحراس نور الزاكي ويكشف السبب    سبب غياب راشفورد عن تدريبات برشلونة    كاسبرسكي تُسجّل نموًا بنسبة 10% في المبيعات وتكشف عن تصاعد التهديدات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط    تجديد حبس سيدتين بسبب خلاف على أولوية المرور بالسلام    تجديد حبس المتهمين بسرقة طالب بأسلوب افتعال مشاجرة بمدينة نصر    ضياء السيد ل dmc: الرياضة المصرية بحاجة لمتابعة دقيقة من الدولة    ستارمر يستعد لزيارة الصين ولندن تقترب من الموافقة على السفارة الجديدة بدعم استخباراتي    وزير الرياضة يطمئن على وفد مصر في البرازيل بعد حريق بمقر مؤتمر المناخ    مستوطنون يشعلون النار فى مستودع للسيارات بحوارة جنوبى نابلس    دعما للمنتخبات الوطنية.. وزير الرياضة يلتقي هاني أبو ريدة في مقر اتحاد الكرة    "عائدون إلى البيت".. قميص خاص لمباراة برشلونة الأولى على كامب نو    غلق باب الطعون الانتخابية بعدد 251 طعنا على المرحلة الأولى بانتخابات النواب    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    هل عدم زيارة المدينة المنورة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح    الجبهة الوطنية يكلف عبد الظاهر بتسيير أعمال أمانة الجيزة عقب استقالة الدالي    رئيس الوزراء: مشروع الضبعة النووي يوفر 3 مليارات دولار سنوياً    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تردي الاوضاع داخل فتح / شاكر الجوهري
نشر في محيط يوم 11 - 06 - 2009


آخر التطورات الداخلية الفتحاوية



* شاكر الجوهري - عمان

توجه محمود عباس الرئيس الفلسطيني إلى الولايات المتحدة الأميركية، مرورا بكندا، مثقلا بعوامل احباط متنوعة، تلح في التساؤل عن مدى النجاحات التي يمكن أن تحققها هذه الزيارة، خاصة وأن آخر عوامل الإحباط تمثل يوم مغادرته العاصمة الأردنية بتصريحات بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، التي قال فيها إنه لن يتم وقف الإستيطان.. ذلك الشرط الذي وضعه معارضي عباس في حركة "فتح" لاستئناف المفاوضات مع حكومة اليمين الإسرائيلي المتشدد الجديدة..!

عوامل الإحباط ليست كلها بطبيعة الحال اسرائيلية، بل إن القسم الأغلب منها فلسطيني وعربي، طالما ظلت الخيارات الإستراتيجية لرئيس السلطة الفلسطينية منحصرة بالتفاوض والحوار مع اسرائيل.
عامل الإحباط العربي الرئيس تمثل في فشل زيارته الأخيرة لدمشق، التي راهن عليها كثيرا، بأمل أن تضيف ثقلا إلى زيارته، لعله يعوض الإخفاقات التي حققها فلسطينيا قبيل توجهه للقيام بزيارته التاريخية للعاصمة الأميركية في عهدها الجديد.

المصادر تحدد تاريخية هذه الزيارة بثلاثة أسباب:

الأول: احتمال أن تسفر عن نجاحات على طريق الحل الفلسطيني، ما دام الرئيس الأميركي الجديد، بدأ يستشعر أن حل القضية الفلسطينية أصبح مصلحة استراتيجية اميركية، كما يؤكد على ذلك الملك عبد الله الثاني، وفقا لمن التقوه مؤخرا.

الثاني: أن عباس قد يعود مثقلا بمزيد من الإحباط، وهذا هو المرجح، فينقلب على خياره الإستراتيجي الأوحد، إلى خيار استراتيجي آخر بديل، أو على الأقل يبدأ بالحديث عن وجود خيارات استراتيجية أخرى، وهذا مجرد افتراض نظري.

الثالث: أن يقرر في ضوء فشل الزيارة تقديم استقالة فورية من موقعه، متخليا عن مبدأ "الحياة مفاوضات"..! وهو عنوان الكتاب الأخير لكبير مفاوضيه، ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات.

وكان عباس أصدر آخر تهديد له بالإستقالة من منصبه قبيل توجهه لواشنطن، وذلك ما لم تدفع الدول المانحة الأموال المترتبة عليها لموازنة السلطة..!

كوامن فشل زيارة دمشق

ما هي مظاهر ومكامن فشل زيارة عباس الأخيرة للعاصمة السورية..؟

يكمن هذا الفشل فيما يلي:

أولا: بيان المقاطعة الذي صدر عن فصائل المقاومة الفلسطينية قبيل وصوله دمشق، وأعلنت فيه أنها قررت مقاطعة عباس وعدم التقائه.

صحيح أن عباس سبق أن صرح ناطق بلسانه في رام الله، أنه لا يعتزم التقاء أحد من قادة الفصائل الفلسطينية في العاصمة السورية، وأنه ذاهب فقط لالتقاء الرئيس الأسد، لكن الصحيح أيضا، كما تؤكد المصادر، هو:

1. أنه كان قرر مسبقا التقاء حليفه التاريخي نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية.
2. أن الدكتور ماهر الطاهر مسؤول قيادة الخارج في الجبهة الشعبية طلب مقابلته، وأنه كان يعتزم التقاءه.
3. أنه طلب من محمود الخالدي مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق تلقي طلبات الفصائل التي تريد التقاءه، وإبلاغه بها، كي يوافق على التقاء من يريد التقاءه منهم.

ومع ذلك، غضب الرئيس، وأصيب بحالة اكتئاب، جراء، ليس فقط بيان المقاطعة الذي صدر عن ثمانية فصائل مقاومة (تحالف القوى الفلسطينية)، والذي أشعره بضيق شديد، وإنما كذلك بسبب:

1. الإعتصام الذي نظم أمام مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، وتم خلاله تسليم رسالة احتجاج على زيارة عباس، وتنازله المفترض عن حق العودة للاجئين الفلسطينين، وطلب المعتصمين تسليم الرسالة لعباس.

2. صدور تصريح حاد عن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" قبيل وصول عباس، تضمن انتقادات حادة للرئيس الفلسطيني.

3. التقاء وليد المعلم وزير الخارجية السوري مشعل، قبل بضعة أيام من وصول عباس.

مجمل ما سبق، لا يمكن لعباس المشبع ابتداء بحساسية مفرطة حيال سوريا، فهمه إلا بكونه تم برضا، وموافقة سوريا، إن لم يكن بتنسيق مسبق معها.

وزاد طين عباس بلة، رفض الرئيس السوري تحميله أية رسالة للإدارة الأميركية الجديدة..!
وهنا كان مربط فرس الزيارة.

فعوامل الإحباط الفلسطينية، أراد عباس أن يعوضها برسالة سورية يحملها لإدارة الرئيس الأميركي الجديد، باراك اوباما، على نحو يشي بأنه قادر على القيام بأدوار عربية تتماهى مع المصالح الأميركية في المنطقة، عربيا، إن كان لا يستطيع القيام بذلك فلسطينيا..!

الرد الذي سمعه من الرئيس بشار الأسد، حين سأله عباس ما الذي يمكن أن ينقله للرئيس الأميركي خلال زيارته القريبة، مبديا استعداده لتقديم خدماته، كان الرد أن هناك اتصالات مباشرة بين دمشق وواشنطن، تعفي عباس من هذه المهمة..!

نقلة نوعية بعلاقات دمشق و"حماس" بأميركا

أكثر من ذلك، علم عباس قبل أن يغادر العاصمة السورية أن علاقات اميركا مع سوريا مقدمة على نقلة نوعية مهمة، بعد الإنتخابات البرلمانية اللبنانية في السابع من حزيران/يونيو المقبل، حيث سيزداد عدد، وترتفع أهمية تشكيلة الوفود الأميركية التي تتقاطر على دمشق، حيث من المقرر أن يزورها قريبا جورج ميتشل، المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط، ومبعوثين آخرين أرفع مستوى منه.

وما يبدو أنه أزعج عباس أكثر هو التأكيدات التي تلقاها في سوريا بأن جيمي كارتر الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق سيصل دمشق هو الآخر بعد انتهاء الإنتخابات البرلمانية اللبنانية، التي شارك في الإشراف عليها، حاملا رسالة من الرئيس اوباما إلى خالد مشعل، ردا على الرسالة التي سبق أن حملها كارتر من مشعل للرئيس الأميركي.

مضمون رسالة مشعل تلخص في حينه بوثيقة الوفاق الوطني (الأسرى)، التي ترى "حماس" أنها تلبي متطلبات الحوار مع واشنطن، وهي متطلبات أقنعت الأوروبيين.

أما الرد الأميركي الذي سيحمله كارتر، وبغض النظر عن مضمونه، فإنه سيمثل بداية اجرائية اميركية على طريق فتح علاقة مباشرة مع "حماس"، وهذا يشكل خبرا بالغ السوء لعباس، الذي لطالما حارب حركة المقاومة الإسلامية ارضاء لواشنطن..!

تضيف المصادر أن كارتر الذي كان مفترضا أن يعود برد اوباما إلى مشعل في شهر آذار/مارس الماضي، أجل زيارته لدمشق إلى ما بعد الإنتخابات اللبنانية، وعقده لقاء تم بالفعل مع الرئيس الأميركي.

كل هذه الأخبار السيئة، التي تلقاها عباس على جرعات متسارعة، أدت إلى اتخاذه قرارين سريعين، يعبران عن ضيق صدره بالتطورات الجارية من تحت قدميه:

الأول: طلب من محمود الخالدي مدير مكتب منظمة التحرير في دمشق إبلاغ نايف حواتمة وماهر الطاهر إعتذاره عن استقبالهما. وقد هدف من ذلك أيضا التأكيد على أن زيارته كانت لأغراض سورية محضة، وأنه لم يكن مدرجا على جدول زيارته التقاء أحد من قادة الفصائل الفلسطينية.

الثاني: مغادرة دمشق بعد تناول طعام الغداء مباشرة، وعدم المبيت في المدينة التي عاش فيها أيام شبابه الأول، حيث اكتفى فقط باستقبال الدكتور سمير الرفاعي أمين سر تنظيم حركة "فتح" في سوريا، وعدد من مساعديه.

ومع ذلك، تؤكد المصادر أن الرئيس الأسد أحسن وفادة عباس، والتقاه على انفراد لمدة أكثر من ساعة، أعقبت لقاء الوفدين، تحدث عباس خلالها عن همومه، محاولا تحميل سوريا جانبا من مسؤولية معالجة هذه الهموم، عبر الضغط على حركة "حماس"، وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، التي يعتقد عباس أنها تناكفه.

في هذا السياق حاول عباس اقناع الرئيس السوري أنه ملتزم بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وأنه متمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ولن يفرط بها، أو بالأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967.

عوامل احباط فتحاوية

عوامل الإحباط الفلسطينية، وخاصة الفتحاوية منها، كانت تراكمت على صدر عباس، قبل زيارته لدمشق، وبعد عودته إلى رام الله، وتمثلت فيما يلي:

أولا: اخفاق عباس في جمع مسؤولي تنظيم حركة "فتح" في رام الله، للتشاور معهم بشأن عقد المؤتمر، ما اضطره إلى استبدال الإجتماع الذي أراده، بإلقاء خطاب حدد فيه موقفه.

ثانيا: البيان الذي اصدرته اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس لحركة "فتح"، على نحو مخالف لقرار عباس، وقضى بعقد اجتماع كامل العضوية للجنة المركزية للحركة، ليقرر مكان وزمان المؤتمر، واعتماد أسماء المشاركين فيه، بخلاف ما قرره الرئيس.

ثالثا: اجتماع اللجنة المركزية في عمان، برئاسة فاروق القدومي أمين سرها، والتأكيد على ذات الموقف الذي عبّر عنه بيان اللجنة التحضيرية.

رابعا: التفاف أمناء سر تنظيمات (أقاليم) "فتح" في قطاع غزة، والضفة الغربية حول مؤسسات الحركة القيادية (اللجنة المركزية والمجلس الثوري)، في موقفهما المخالف لموقف عباس من آليات ومكان وزمان عقد المؤتمر السادس.

فقد وجه أمناء سر الأقاليم العشرة في قطاع غزة رسالة للرئيس بهذا المعنى، فيما عارض قرارات وتوجهات الرئيس أحد عشر أمين سر إقليم في الضفة الغربية من أصل أربعة عشر اقليما، وذلك خلال اجتماع عقده معهم الثلاثاء قبل الماضي (19آيار/مايو الجاري). وحين تحدث أمين سر الإقٌليم في نابلس مؤيدا قرارات الرئيس، متحدثا بإسم الحضور، تم التصدي له، وإفهامه، وإفهام الرئيس بأنه يتحدث بإسمه فقط، ولا يمثلهم، ولم يفوضه أحد التحدث بإسمهم. بل قال أمين سر أحد اقاليم الخليل بوضوح بالغ، إن أمناء سر الأقاليم في الضفة الغربية مجمعون على تأييد والإلتزام بالمؤسسات الحركية ممثلة في اللجنة المركزية، واللجنة التحضيرية، والمجلس الثوري، وأن على الرئيس الإلتزام بمؤسسات الحركة وقراراتها.

ولم يشذ عن هذا الموقف غير أمناء سر الحركة في نابلس، وجنين، وقلقيلية.

وكان هذا آخر ما أغضب الرئيس فتحاويا، قبل توجهه إلى دمشق، أما بعد عودته من العاصمة السورية، فقد أغضبه موقفان لا يقلان أهمية عن هذا الموقف لأمناء سر الأقاليم.

الأول: مقاطعة الكتلة البرلمانية لحركة "فتح" حكومة سلام فياض، وصدور تصريحات بذلك عن عزام الأحمد رئيس الكتلة.

تكشف المصادر هنا عن أن عباس كان سعى خلال الشهرين الأخيرين إلى استبدال الأحمد بغيره على رأس الكتلة، لكنه أخفق في مسعاه بسبب التفاف الكتلة حول رئيسها.

وقد نجح الأحمد، ضمن عوامل أخرى في تأجيل تشكيل حكومة فياض إلى ما بعد انتهاء جولة الحوار الخامسة مع حركة "حماس" في القاهرة.

وحين أعلن تشكيل الحكومة، سارع الأحمد، والكتلة إلى اتخاذ اجرائين علنيين معارضين:

1. عقد مؤتمر صحفي تم فيه الإعلان عن مقاطعة الكتلة لحكومة فياض، ومعارضتها بمختلف السبل.

2. اتخاذ الكتلة قرارا برفض مشاركة عضويها ربيحة ذياب، وعيسى قراقع في حكومة فياض، وتخلفهما عن قسم اليمن أمام عباس.

هذا الموقف المتشدد، سبب ارباكا وإحراجا كبيرين للرئيس، ما استدعى من الرئيس طلب اللقاء مع عزام الأحمد الإجتماع به، حيث حاول معه حل هذه المشكلة، وسحب اعتراض الكتلة على حكومة فياض، والتحاق الوزيرين ذياب وقراقع بوزارتيهما.

الأحمد أبلغ الرئيس أن عليه مراجعة الكتلة قبل أن يرد عليه، وعلى ذلك عقد اجتماع آخر في اليوم التالي بين الأحمد وعباس، أبلغ الأحمد الرئيس خلاله أنه سيوافيه برد الكتلة بعد عودته من زيارته لواشنطن..!

التعبئة والتنظيم ترفض قرار عباس

الثاني: اجتماع مفوضية التعبئة والتنظيم في رام الله يوم الأحد الماضي (23/5/2009)، برئاسة أحمد قريع مفوض التعبئة والتنظيم في الداخل، حيث تمت إعادة التأكيد على الإلتزام بقرارات اللجنتين المركزية والتحضيرية للمؤتمر العام، المخالفة لقرارت عباس، وذلك لجهة عضوية المؤتمر البالغة 1550 عضوا، وليس 1200 عضو كما قرر عباس، والتمسك باللجنة التحضيرية، التي سبق أن صرح حكم بلعاوي بحل عباس لها، وذلك عبر التأكيد على "إن المؤتمر العام السادس بات استحقاقا يجب إنجازه وهذا ما تعمل لتحقيقه اللجنة التحضيرية بعدما تجاوزت المعضلة الأساسية المتمثلة في عضوية المؤتمر".

ولفت قريع إلى أنه تم الإتفاق على زمان عقد المؤتمر في الأول من تموز/يوليو، مشددا على "إننا ما زلنا نبحث في الإجماع على مكان عقده".

ما يعني أن مفوضية التعبئة والتنظيم في الداخل توافق عباس فقط على زمان عقد المؤتمر في الأول من تموز/يوليو، وهو ما يمكن عدم الإلتزام به في حالة عدم تحقق الإجماع على مكان عقده..في الداخل كما يريد عباس، أو في الخارج كما قررت اللجنتان المركزية والتحضيرية.

وفي إشارة ذكية إلى أن عباس سيتم الزامه في نهاية المطاف بقرار المؤسسات الحركية، يقول قريع "إن من يراهن على خلافنا داخليا وخارجيا، لا يعرف "فتح" وثقافتها في القيادة والنضال، "فتح" ستبقى موحدة، وسنذهب للمؤتمر موحدين ومتوافقين، لأن قيادة "فتح" الأكثر ادراكا لتضحيات الحركة ودماء قادتها ومعاناة اسراها وجرحاها، وأهميتها للوطن والشعب، و"فتح" أكبر من أي فينا، وصمام الأمان لمشروع الشعب الفلسطيني بالتحرر والإستقلال".

وقد شارك في اجتماع مفوضية التعبئة والتنظيم رؤساء لجان التعبئة، وأمناء سر الأقاليم في الضفة الغربية، والفريق نصر يوسف عضو اللجنة المركزية، وأعضاء المجلس الثوري، عدنان سماره نائب المفوض، وعزام الأحمد رئيس كتلة "فتح"، وجمال محيسن محافظ نابلس، ومروان عبد الحميد مستشار عباس.

زيارة غير مدعومة فتحاويا

الأمر الهام الآخر في هذا الإجتماع هو تأكيد قريع، وهو رئيس الوفد المفاوض مع اسرائيل، على حتمية استمرار وقف المفاوضات ما لم تقر حكومة الإحتلال بوقف تام وشامل للإستيطان، وبالهدف الأصيل لعملية السلام لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإنهاء الإحتلال الواقع على أرضنا سنة 1967، واعتبار ما هو خلاف ذلك عمل اسرائيلي مبرمج يستهدف جهود الإدارة الأميركية والرئيس أوباما القاضي بمبدأ حل الدولتين والأرض مقابل السلام".

واعتبر قريع كل ما عدا ذلك، غير معبر عن موقف "فتح".

على ذلك، فإن عباس توجه إلى واشنطن غير مسلح بموقف فتحاوي داعم له، بل بموقف فتحاوي مخالف له، ولمواقفه، التفاوضية، كما التنظيمية، حيث أن المؤتمر العام السادس لحركة "فتح"، وعقده في الداخل، هو استحقاق اسرائيلي اميركي، وكذلك حكومة فياض، وقد ذهب عباس لواشطن غير ممثل لحركة "فتح" في مواقفه التي يتبناها، وإن كانت مفروضة عليه من واشنطن، كما يؤكد خصومه..!

ولأن المؤتمر استحقاق اميركي، وفشله في تلبية هذا الإستحقاق ينعكس سلبا على المصالح الأميركية، تكشف مصادر فلسطينيةموثوقة ل "المستقبل العربي" عن أن القنصل الأميركي في القدس نصح الرئيس الفلسطيني بعدم عقد المؤتمر، الذي كان يلح الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على ضرورة عقده، ذلك أن المؤتمر بات مرجحا أن يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال، بدلا من شطب هذا الحق، كما هو مطلوب منه، وانتخاب قيادة شابة ومتشددة وفاعلة للحركة، مع اسقاط محمد دحلان وأنصاره.



*صحفي فلسطيني -
27/5/2009- صحيفة المستقبل العربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.