تنسيق المرحلة الثالثة.. الفرصة الأخيرة لتسجيل الرغبات عبر موقع التنسيق    مواعيد ومقار توقيع الكشف الطبي على الطلاب المستجدين بكليات جامعة الإسكندرية «2025- 2026»    أسعار الدولار أمام الجنيه فى البنوك المختلفة اليوم الجمعة    أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم    وزير الزراعة: 7 ملايين طن صادرات حتى الآن.. والموالح في المقدمة    أسعار البيض اليوم الجمعة بالأسواق (موقع رسمي)    بكام طن الشعير؟.. أسعار الأرز اليوم الجمعة 5-9-2025 في أسواق الشرقية    أسعار الأسماك والمأكولات البحرية اليوم الجمعة 5 سبتمبر 2025    "رغم عدم جدوى ذلك ".. بوتين: مستعد للتواصل مع الجانب الأوكراني    بعد أكثر من 70 عامًا.. ترامب يسعى لإعادة تسمية البنتاجون    25 شهيدًا منذ الفجر في غزة.. الاحتلال يستهدف المدنيين خلال تسلّم المساعدات    وزير خارجية لبنان: قرار حصر السلاح سيادي ونرفض أي تدخل خارجي    الجامعة العربية: أي طرح يهدد سيادة الدول مرفوض.. والاحتلال الإسرائيلي أصل التوتر في المنطقة    ترامب يتهم الأوروبيين بإبرام صفقات نفطية مع روسيا    ترتيب مجموعة مصر في تصفيات كأس العالم 2026    رسميًا.. خالد بيبو مديرًا للكرة في نادي زد خلفًا لوليد صلاح الدين    مواعيد مباريات الجمعة 5 سبتمبر.. مصر في تصفيات إفريقيا بكأس العالم وبوركينا ضد جيبوتي    بعد إنهاء تجميده.. الأهلي يحيل ملف أحمد عبد القادر إلى وليد صلاح الدين    "الموتوسيكلات بقت رماد".. حريق يلتهم معرض دراجات بالإسكندرية (فيديو وصور)    جثتان و3 مصابين في انقلاب ميكروباص ب"صحراوي الإسكندرية"    بعد تعرضه لوعكة صحية.. سليم سحاب يعلن تعافيه وعودته لمنزله    علي الحجار يحتفي بعبقرية الأبنودي في «100 سنة غنا» على المسرح الكبير    إيطاليا تودع مصمم الأزياء العالمي جورجيو أرماني.. ورئيسة الوزراء تنعاه بكلمات مؤثرة    «صوت هند رجب» يُبهر فينيسيا ويشعل تفاعلًا واسعًا في تونس    السبت.. قصور الثقافة تطلق ملتقى "الشرق الثاني للفرق الفنية" بالزقازيق    فحص 56.501 طفل بمبادرة الكشف عن الأمراض الوراثية للأطفال المبتسرين بالشرقية    وزير الصحة يتلقى تقريرًا حول التقدم التنفيذي ل31 مشروعًا ب 10 محافظات    منها «رشة ملح».. 5 حِيَل لمنع تطاير الزيت أثناء القلي للحفاظ على مطبخك لامعًا    الصحة: اعتماد 18 مستشفى تابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة من ال«GAHAR»    في تحدٍ واضح.. آبي أحمد يؤكد: سد النهضة لن يكون الأخير    نجم الزمالك السابق: فيريرا أمامه فرصة لتصحيح الأوضاع خلال فترة التوقف الدولي    تنسيق المرحلة الثالثة، موعد فتح باب تحويلات تقليل الاغتراب أمام الطلاب    بعد مشاركته فى الإحتفال بالمولد النبوي.. الأقصر تبكي " الجيلاني الصغير"    عودة نارية تجهّز في الكواليس، محمد منير يحضر لأغنية جديدة من كلمات حدوتة    بعد وفاة شخص ..القبض علي 5 آخرين في مافيا التنقيب عن الآثار بالتل الكبير في الإسماعيلية    مباراة مصر ضد إثيوبيا مباشر في تصفيات كأس العالم 2026.. الموعد والقنوات والمعلق والتشكيل    هبوط كبير ل الدولار الأمريكي اليوم الجمعة 5-9-2025 أمام بقية العملات الأجنبية عالميًا    منتخب البرازيل يدك تشيلي بثلاثية فى تصفيات كأس العالم    أمريكا تعاقب ثلاث منظمات فلسطينية حقوقية لمطالبتها بمحاسبة إسرائيل    «زي النهارده» في 5 سبتمبر 1964.. وفاة القمص سرجيوس    4 أبراج تتمتع بكاريزما تخطف الأنظار أينما وجدت (تعرف عليهم)    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل | كتابة وقراءة    جدول صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للموظفين والحد الأدنى للأجور    كيف تتخلص من الكوابيس المزعجة؟ 6 طرق بسيطة لنوم أهدأ    الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد تعتمد 43 مدرسة جديدة بالبحيرة    عبد المنعم: أغلب المجددين في الخطاب الديني في القرون السابقة كانوا من مصر    مفتي الجمهورية يشهد احتفال «الصوفية» بذكرى المولد النبوي بمسجد الإمام الحسين    منتخب إسبانيا يهزم بلغاريا في تصفيات كأس العالم    إصابة 5 أشخاص صدمتهم سيارة بالمحلة الكبرى    سلوفاكيا تهزم ألمانيا في مباراة مثيرة بالتصفيات المؤهلة للمونديال    نزاع ميراث يفتح الجدل.. ابنة وزير سابق تناشد بسرعة الحسم القضائي    بسمة بوسيل تتألق في البندقية بفستان فوشيا وطرحة وردية لافتة.. سر اللوك؟    بحضور نقيب الأشراف.. الأنساب الهاشمية تطلق مؤتمرها العلمي الدولي «خمسة عشر قرنًا على مولد النور» بالقاهرة    مصرع فرد أمن خاص سقط من أعلى مدرسة بالجيزة    إعادة فتح طريق الزقازيق الإسماعيلية الزراعي بعد إزالة شجرة ضخمة ( صور)    بعد وفاة ملاحظ بلوك قطارات المنوفية.. الدفع بأخر لعدم توقف حركه القطارات    التحفظ على أموال البلوجر محمد عبد العاطي في واقعة الفيديوهات خادشة    ما الحكمة من مشروعية سجود التلاوة وما دليله وهيئته؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قاعدة عسكرية مصرية فى الإمارات ! /جمال جابر الملاح
نشر في محيط يوم 28 - 05 - 2009


* جمال جابر الملاح

تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة مفخرة للعرب, فهى بحق أنموذج جيد لصورة العرب أمام العالم, ودائماً ما لعبت الإمارات دوراً محورياً فى توحيد الدول العربية, وتجميع شملها, كما كان لها مواقف مشرفة تجاة القضايا العربية, فمن منا لا يذكر ما قام به صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثناء حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م, عندما أعلن على الملأ وضع كل امكانيات الإمارات تحت تصرف دول المواجهه العربية مع العدو الإسرائيلى.

وقام بقطع النفط عن دول العالم, وتبعته باقي الدول العربية المصدرة للنفط. مما شكل ضغطاً فاعلاً على القرار الدولي بالنسبة لهذه الحرب, وقال مقولتة الخالدة بأن "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".

كان لابد من هذه المقدمة التى تعبر عن دور الإمارات فى الجسد العربى, ولكن الإمارات الشقيق أبى إلا أن يساير أخوانة من العرب الذين أرتضوا الشقاق سبيلاً , فقد أبرزت وسائل الإعلام خلال الأيام الفائتة خبرين متعلقين بتلك الدولة العزيزة علينا جميعاً, وعلى الرغم من أن الخبرين منفصلان نوعياً, فأحدهما سياسى عسكرى, والأخر اقتصادى بحت, إلا أنهما مترابطان للغاية.

سنبدأ بخبر افتتاح الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أول قاعدة عسكرية فرنسية في منطقة الخليج، وفى العالم العربى, والثانية في الشرق الأوسط، بعد تلك الموجودة فى أحدى الدول العربية الأفريقية ألا وهى جيبوتي، فقدرنا دائماً أن نكون نحن العرب قواعد عسكرية لمن يغزونا واحداً تلو الأخر.

إذن افتتح الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أول قاعدة عسكرية لبلده فى الإمارات"بناء على طلب من السلطات الإماراتية نفسها."

ُترى ما الذى دفع اشقائنا فى الإمارات لمثل هذا الإجراء, ألم يكن من الأولى والأجدر أن نحمى نحن العرب أنفسنا بأنفسنا, ألم يكن من الأفضل تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك ؟ أما أن أشقائنا الإماراتيين أدركوا فى ظل الصراع مع إيران على الجزر الثلاث بأن النظام العربى وهن, لم يعد قادراً على مواجهة النفوذ الإيرانى فى المنطقة ؟ أم أنهم رأوا ما ينعم به أشقاؤنا الكويتيين والقطريين من أمن واستقرار "وإستقلالية " فى ظل القواعد العسكرية الأمريكية ؟

وهل تعتقد الإمارات العربية الشقيقة بأن مثل هذا الأمر سيجلب الأمن والأمان إليها وإلى الدول العربية فى الخليج العربى, فى ظل التوتر القائم بين الدول الغربية وإيران حول برنامجها النووى, ووصوله إلى مرحلة التلويح بالحرب ؟ هل يعتقد أخواننا الإماراتيون أنه فى حالة قيام حرب بين إيران من جهه, والمعسكر الغربى, وعلى رأسه فرنسا, سيظل الفرنسيون صامتون دون تدخل منهم, مما يعرض شعبنا فى الإمارت وفى الخليج العربى, لكارثة تصارع القوى, سيستخدمنا الغربيون وسيلة للحرب على إيران , وفى ذات الوقت طعم لها ؟

وهل نسى أشقاؤنا الإماراتيون أطماع فرنسا فى المنطقة, وما تكبدتة شعوبنا من تضحيات حتى تعود دولنا حرة مستقلة ؟ ألم يكن من الأولى أن تجلس الإمارات العربية المتحدة على طاولة مفاوضات واحدة مع الجارة إيران لمناقشة المسائل العالقة بينهما خاصة الجزر الثلاث المحتلة ؟

أما الخبر الثانى, وهو ما كما أسلفنا مرتبط إرتباطا وثيقا بالآخر, فكلاهما لايسهم في تقوية وحدة الامة العربية المنشودة وهذا الخبرهو قرار انسحاب الامارات من مشروع الاتحاد النقدي لدول مجلس التعاون الخليجي, الذى يمهد لقيام الإتحاد النقدي والمصرف المركزي واصدار العملة الموحدة بين دول الخليج العربى. وبررت الإمارات الشقيقة الإنسحاب ,باختيار دول مجلس التعاون للمملكة العربية السعودية لتكون مقراً للمصرف المركزي الخليجي المستقبلي.

وقرار الانسحاب يعنى إبطاء إن لم يلغ مسيرة الإتحاد النقدي, فضلاً عن إبطاء مسيرة التكامل الاقتصادي الخليجي" , خاصة مع ما يمثلة الاقتصاد الإماراتى فى المنطقة بصفه عامة, والخليج بصفة خاصة,من ثقل واهمية حيث يعتبر الاقتصاد الإماراتى ثاني أكبر اقتصاد عربي وخليجي بعد السعودية.

عجيب أمرنا نحن العرب , نستكثر على أشقائنا التمتع ببعض الميزات الإقتصادية, والتى ستعود فى النهاية بالنفع علينا جميعاً, فى الوقت الذى نهب أرضنا لأعدائنا ليقيموا فيها القواعد العسكرية التى يحاربوننا بها.

من منا لا يذكر حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على تقوية أواصر التعاون بين دول الخليج, فهو القائل بأن" السياسة الثابتة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تقوم على رأي وموقف واحد, لا توجد هناك تفرقة ولن تكون هناك مواقف شاذة لأن كل شقيق يطرح بصراحة ما يؤمن به لنفسه ولشقيقه على حد سواء ."

يبقى التساؤل لكل الأقطار العربية لماذا لا يتم ُتفعيل إتفاقية الدفاع العربى المشترك ؟ هل الدول الغربية أكثر حرصاً منا على أمننا واستقرارنا ؟ ألم يكن من الأجدر أن ُتقيم مصر "مثلاً" قاعدة عسكرية فى الإمارات, عوضاً عن فرنسا ؟ ألم يكن من الأجدر أن ُتقيم السعودية "مثلاً" قاعدة عسكرية فى الكويت بدلا من القاعدة الأمريكية الموجودة بها الآن ؟؟

فى النهاية ورغم ما بدر من إماراتنا الشقيقة, والغالية علينا جميعاً, فإنه مازال يحدونا الأمل فى أن تعود الإمارات كما كانت خير معين لإخوانها, وأشقاءها العرب, فى ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وأن تكمل القيادة الحكيمة مسيرة القائد العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله, وعلى دربه فى الوقوف دائماً مع الأشقاء العرب فى خندق واحد.

رحم الله الشيخ زايد بن سلطان عندما قال " إن دولتنا جزء من الأمة العربية يوحد بيننا الدين والتاريخ واللغة والآلام والآمال والمصير المشترك ومن حق أمتكم عليكم أن تشاركوا آمالها وآلامها فكل خير تنالونه لا تقصر قيادتكم في إسدائه إلى أبناء أمتكم وكل شر تتعرض له هذه الأمة لابد أن نسهم في دفعه بأموالنا ودماء شبابنا وسلاح جنودنا ."



* باحث فى الشؤون الإعلامية والاقتصادية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.