في حوار هادئ مع صديقنا إبراهيم التميمي "الشيعي" ومجموعته..!! فاضلي محمد يزيد - شرق الجزائر الإخوة الأحباب...سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته....
الكاتب الجزائري فاضلى محمد يزيد هذا حديثٌ-عَلِمَ اللهُ-أني أجد فيه نوعاً من الكراهة المستهجنة وأنا أعرضه عليكم،لعلمي أن التجربةَ الجادةَ دلت على أن من الخير تجنُّبَ مثلِه في هذه الظروف العصيبة التي تعصف بكيان الأمة الإسلامية وتكاد تطيح-لا سمح الله-بِخَرَسانات وحدتها ولحمتها وأخوّة أبنائها..!!. إنه طرحٌ ممجوجٌ،صار من الكراهة بحيث أنه أصبح ممقوتاً بغيضاً،حتى غدت رائحتُه-واستسمحكم على اللّفط-نَتِنَةً،تُزكِمُ الأنوفَ...!!. لكن،ما حيلتنا،ونحن نجد أنفسَنا-أحياناً-بين مطرقة الصمت وسندان الكلام..؟؟!!.
فإما أن نسكتَ على هذا (العُوَاء) الذي ينطلق في جنبات الأمة دون رادعٍ من دينٍ ولا رقيبٍ من خُلُقٍ أو ضمير..نسكتُ حفاظاً على مصلحة وحدة الأمة العليا التي هي فوق كل اعتبار،ونضطر إلى ابتلاع الإهانة والقدح والتجريح والتدليس الموجه لتاريخنا وسلفنا الصالح وموروثنا الحضاري نحن أهل السنة والجماعة،فنتكتم على غيظ دفين..!!أ
و نتكلم بصوت عالٍ،نرد به على هذه الجراءة(السافرة)وهذا الإفك الذميم الموجه إلينا-زوراً وكذباً وبهتاناً-بأننا أغمطنا أهل البيت النبوي الكريم-رضوان الله وصلواته عليهم أجمعين-حقَّهم،وبأننا وَالَينا الظَّلَمة المجرمين (الملاعين)،ممن ارتكبوا الجريمةَ الشنعاءَ في ملحمة كربلاء الخالدة؛قَتَلَةَ الإمام الشهيد السبط سيدنا أبي عبد الله الحسين-عليه من الله الرضوان-وأهله(أخواته وبناته وأولاده وأتباعه السبعين الأبطال الأتقياء الأختياء الأنقياء الشهداء)..فنخشى أن يُفَسَّرَ كلامُنا بأنه مثارٌ للفتنة وشقٌّ لعصا الوحدة والأخُوَّة بين أبناء الأمة الواحدة..(والأمة كما يعرِف الكُلُّ مُش ناقصه تمزيق وتفتيت)..!!!.
ما حيلتُنا والأمر هكذا..؟؟!! إننا نشبه الحالَ الذي قال فيه الشاعرُ الحكيم: إذا لَم تكن إلا الأسِنَّةُ مركباً. فلا يَسَعُ المضطرُّ إلا ركوبَها..!!. بِمعنى؛(مُكرَهٌ أخاكَ لا بطل)..!!!. جاءت هذه المقدمة-التي ما منها بُدٌّ-بمناسبة مشاركة أخينا العراقي إبراهيم التميمي،الذي أثارَ بطرحه حفيظتي وحفيظة بقية إخواننا وأخواتنا-رواد المشاركات-حين شعر الكلُّ أن مشاركتَه تستبطن قدحاً وذماً وتدليساً لنا ولتراث سلفنا الصالح،نحن (السواد الأعظم في الأمة الإسلامية)أتباع النبي عليه الصلاة والسلام من أهل السُّنَّة والجماعة..!!.
وحقَّ لإخواني أن ينتفضوا على هذا الهراء الذي يطفوا على السطح-من بعض القاصرين من إخواننا المسلمين الشيعة-وأن يستنكروا هذه الهرطقة الجوفاء التي لا هدفَ من ورائها في الحقيقة إلا تمزيق شمل الأمة وتوسيع الشُّقَّةُ الفكرية والعقائدية والمذهبية بين أبنائها،لِذا سعى بعضُهم-بإلحاح-إلى مشرف الموقع الفاضل،أن يتجاوزَ هذا اللَّغوَ بإلغائه ومحوه..!! ويبدو أن الأمر قد حصلَ للأسف..!!!.
وأول ما سأبدأ به جوهرَ مشاركتي المتواضعة هذه،هو تحفظي-أحبابي-على إلغاء مشاركة أخينا التميمي..!!! فالرجل-عفا الله عنه-مع نَزَقِهِ وانزلاق قلمه في وهاد التخبط والغَلَط واللَّغَط والهَذَر،إلا أنني-من وجهة نظري-لم تصل به مشاركتُه لحد الحكم عليها بالإلغاء..!! ولي سببان: أولاً/لأني اطَّلَعتُ على المشاركة فلم أجد فيها-على حِدَّتِها-لفظاً واحداً(فاحشاً أو بذيئاً أو أحمراً)يقتضي المونتاج..!! فالمشاركة الساخنة كانت مقبولة من هذه الناحية..
ثانياً/حتى تكون رأياً قابلاً للرد،فحين تبقى المشاركة،ثم نقوم نحن بما نراه،فإن الرأي العام العربي والإسلامي والإنساني،أكيد له من البصيرة والألمعية ما سيجعله يقرأ كل الآراء الواردة-بتجرد وموضوعية-وهو الذي سيقرر في النهاية مايراه،ومن جهتنا-والحمد لله-لا توجَد لدينا أيةُ عقدة نقص تجعلنا في ضعف وانكفاء وعجز في مواجهة هذا النوع من الاتهامات والآراء الشاذة،لأن مشاركة أخينا التميمي ليست الأولى ولا الأخيرة وقد تعودنا هذه النغمةَ سَلَفاً..!!!.
وسكوتنا علي هذا الهراء (المتشيِّع)لا يعني البتةَ الهروبَ أو التنصل من المناقشة والمحاورة والمناظرة... لذَانَيكَ السببين،لَم أر داعياً لحذف مشاركة أخينا-غفرَ الله لنا وله وَرَدَّنَا لجادة الحق والصواب-أوالحجر عليها..!!
والحقُّ-أحبتي-أني من ناحيتي،لا أذيعكم سِرًّا،إن كشفتُ لكم أني لم أفاجأ بالمشاركة ولا ما ورد فيها،لأنها ليست المرة الأولى التي نسمع فيها هذه النغمة المستَهلكة إسلامياً وتاريخياً وإنسانياً..،فياما قرأنا وسمعنا واطلعنا..بل-والله الذي لاإله غيره-ما أثارت حفيطتي لدرجة الهَيَجان والغَلَيَان الذي ربما رتب له صاحبنا العراقي التميمي في توقعاته..وصدقوني أن الشعور الوحيد الذي اختمر في جَنَاني هو الإشفاق والعطف والتحنان عليه وعلى حالته المزرية الفكرية والعقائدية والعلمية والنفسية،التي يعاني منها هو وأمثاله..!!.
مساكين هؤلاء الدراويش ،كان الله في عونهم..واللهِ يُثيرون الشفقة..!!. وأحب في البداية أن أسألَ أخاناَ النابغة الجهبذ المتعلم المتفيقه المؤرخ النحرير..أين-بالله عليك-قراتَ أو اطَّلعتَ أو نُمي إلى سمعك المحترم أن في مراجعنا ومصادرنا (وأنت أكيد تعرف الفارق اللغوي والاصطلاحي والعُرفي بين المرجع والمصدر) وفي مضاننا (الأكاديمية)الرئيسة الثقة الحجة المعتَمَدة لدينا،الموروثة عن أسلافنا العلماء الفطاحل كابراَ عن كابر،التي أجمعَ أخلافُنا وأسلافُنا على حُجِّيَّتِهَا واعتمادها في علوم السِّيَرِ والتراجم والرجال والتاريخ والوقائع والأحداث وعلوم السيرة والسنة النبوية وما يُعرف (بالجرح والتعديل)تحقيقاً وتمحيصاً ومتناً وسنداً ودرايةً وروايةً وتواتُراً وإرسالاً..
كآثار الصحاح(الشيخين والستة) وكسيرة ابن شهاب الزهري وابن إسحاق وابن هشام وزاد المعاد لابن القيم،وكالبداية والنهاية للحافظ ابن كثير والكامل في التاريخ لابن الأثير والتاريخ الكبير لمحمد بن جرير الطبري والتاريخ الكبير للإمام أبي عبد الله البخاري وتاريخ الفخر بن عساكر ووافيات الأعيان لابن خلكان والمرجع الثقة(العواصم من القواصم)لمن أراد بحق أن يستعرض بإنصاف ومصداقية ما وقع بين الإمام علي ومعاوية رضي الله عنهما، لفقيه الأندلس والمغرب أبي بكر ابن العربي-ولا أعني هنا ابن العربي المتصوف صاحب كتاب الفتوحات المكية-وكإعلام الموقعين عن رب العالمين للإمام ابن القيم وكسير أعلام النبلاء للحافظ شمس الدين الذهبي،وغيرهم..وغيرهم،رحمهم الله جميعاً....
أين قرأتَ يا أخاناَ-عفا الله عنك-وهذه التي ذكرتُ أهم وأخطر وأوثق مراجعنا ومصادرنا التاريخية الإسلامية-نحن أهل السنة والجماعة-فيها،أننا أسأنا لأهل البيت الكرام؛الخُلَّصِ من عِترة النبي صلى الله عليه وآله(السيدة الزهراء وزوجها الإمام وولديهما الأسعدين النيرين السبطين،سيِّدَا شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين وأبي عبد الله الحسن والسيدة الجليلة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد الكبرى والأبناء والأحفاد الكرام الأطهار البررة)
أو أننا بررنا لعبد الرحمان بن ملجم-ألجمه الله في النار-جريمته الشنعاءَ في قتل الإمام علي كرم الله وجهه في الكوفة من رمضان سنة أربعين للهجرة،أو بررنا لقطام المجرمة تآمُرَها،أو تساهلنا أو بررنا ليزيد بن معاوية ولابن زياد ولابن ذي الجوشن المجرم فعلتهم النكراء بتعطيش وقتل الحسين وآل الحسين وأخوات الحسين وأبناء الحسين وأتباعه الأبطال الثمانين الصناديد-رضي الله عنهم أجمعين-في ملحمة كربلاء الخالدة وما جرى فيها في المحرم من سنة اثنتين وستين للهجرة..؟؟؟!!!!.
وكم وددنا أن لو كان لنا شرفُ الجهاد مع الحسين وآله والدفاع عنه وعن أهل بيته الأطهار،بل والسقوط بين يديه في كربلاء شهداء...إنه شرفٌ عظيمٌ تتقاصرُ دونه الأعناق..!!!. فمن يا أخانا قال من علمائنا ومؤرخينا الثقة باللغو المقيت الذي تصيح به في أسماع الأمة؟؟!!!إني أتحداك أن تستخرج سطراً واحداً من مضاننا الموثوقة قال بالذي تهرف به..!!
،ومن أين جئتم بهذه النغمة المسمومة التي تلوثون بها أسماعنا صباح مساء..؟؟!!!. ستقول لي ؛إن هناك بعض(الكتب) التي تباع في الدكاكين هنا وهناك تقول بالذي قلتُ..,أردُّ سريعاً؛وهل كل من كتبَ في تاريخنا تلقيناه بالقَبول..؟؟!!. أنا أعلم يقيناً أنه في تلك العصور الإسلامية الأولى(زمن أواخر الأمويين وكثير من زمن الخلافة العباسية وحتى في عصور الضعف والانحطاط أيام العثمانيين وقبلهم بقليل)اختل ميزان النقل والتدوين عند الوراقين وأهل المداد بسبب الفرق الضالة التي دخلت خِلسةً في الفكر الإسلامي،فأخذت تعمل لصالح من يريد تمزيق البنيان الإسلامي من القواعد(ولهذا قصة طويلة أخرى)فنحلت ودلّسَّت،وعانت حركةُ النقل التاريخية ما عانت من شرها(خذ كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ومروج الذهب للمسعودي كنموذجين)...
إن هذه الكتب وما شابهها،لا تساوي عندنا ثمن خيط حذاء...!!وإنما أتحداك بموروثنا الحقيقي.. بل العكس تماماً،اذهب ونقب-يا صاحبي الكريم-في بطون مراجعنا بعلمٍ وتمحيصٍ وتجردٍ،ثم عد لي بما ترى من إجلال وإعظام وتقدير وتوقير وهيبة لآل بيت رسول الله ومن دار في فلكهم،وحتى لو وجدتَ من التبسَ عليه الأمرُ-لظروف ما-راقب كيف يعود علماؤنا إلى الجادة والصواب فيستغفرون وينوبون ويصححون ويستدركون،ولا يتساهلون أبداً بحزمٍ وحسمٍ مع كل من خدشَ قدر محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام،لأنهم جزءٌ أصيلٌ في عقيدتنا وأصالتنا..!!.
وبدل أن تتهمنا-يا صاح-بهذه التهمة الشنعاء،ما رأيك أن تحدثني قليلاً عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم(الخلفاء الراشدين الثلاثة والبقية من ذلك الجيل الفريد)،وما موقفكم من باقي المراحل من التاريخ الإسلامي وحركته..؟؟!!!. لأننا نرى أن أخطر ما تقع فيه،وما وقع فيه الفكر العام الذي تتبناه وتعطي له ولاءَك وبراءَك،أنك تقدم الإسلام وتاريخه فقط وفقط وفقط مُختَزَلاً في مرحلة معينة ثم لاشيء..!!! الإسلام في حِسِّكَ بدأ برسول الله-صلى الله عليه وسلم- ثم شيء من بدر،وشيء من خيبر،ثم تقفزون إلى إمارة علي-كرم الله وجهه-وماحدث فيها..والتاريخ الإسلامي كله هو صفين والنهروان والجمل وكربلاء...أما قبل ذلك وبعد فلعبٌ ولهوٌ وتفاخرٌ وتكاثرٌ في الأموال والأولاد..!!!!!!!!!!!!!.
هذا فقط هو الإسلام الذي تدندنون عليه صباح مساء،وتثيرون مشاعر الأمة على ثاراته(التاريخية)وكأن تاريخ الأمة الحافل ليس إلا(مندبةً لاهبةً)من النحيب الذي لا ينقطعُ حُداؤُه إلى يوم القيامة... وكأن إنجازات الأمة بنشر الدعوة الإسلامية والفتوحات التي أوصلت الإسلامَ إلى ثلثي مساحة الأرض،والتراث الحضاري الضخم الذي نعتز به خلال ثلاثة عشر قرناً على الأقل...كأن هذا كله في حسك سرابٌ من الخداع يزيغُ الأبصار والعقول...!!!.
إننا-صاحبي-ننظر بإيمانٍ وعلمٍ ورسوخ يقينٍ،إلى أن التاريخ الدعوي والفقهي والحضاري للأمة لا يتجزأ،والكلُّ بالنسبة إلينا مهمٌ ويجب الاحتذاء والاحتفاء به والاستفادة منه(بإيجابياته وغربلة سيآته)،ولا يمكن حصر مستقبل الإسلام العظيم في مرحلةٍ لا نتعداها..!!. نعم..أنا معك بأن مرحلة الإمام علي-كرم الله وجهه-ومرحلة ولديه الحسن والحسين-رضي الله عنهما-مرحلة مهمة وحاسمة،بل إن أولوية التبجيل والتشريف والإكبار والتأثر لآل البيت أولاً..لا يختلف في ذلك اثنان..ولكن-وهذا هو الفارق الجوهري للأسف بيننا وبينكم-أننا لا نرى الإسلامَ في تاريخه الحافل المضيء عند هذه المرحلة المشرفة فحسب..!!!!.
فأين -ياترى-ياصاحبي الفترة المكية وأهلها المهاجرون عند الجماهير الشيعية..؟؟!! أين عمار وخباب وبلال وصهيب ومصعب وعبد الله بن مسعود وسلمان..؟؟!!أين بيعة العقبة الأولى والثانية وملابسات الهجرة وصحبة الصِّدِّيق-رضي الله عنه-فيها..؟؟!!أين الأنصار جميعا بأوسهم وخزرجهم،أين سعد بن معاذ والبراء بن عازب والهيثم بن التَّيهان وسعد بن الربيع وأبو هريرةو..و..رضي الله عنهم جميعاً..؟؟!!.
أين أبوبكر وحروب الرِّدَّة التي لولا وقفته بحزم في موقعة اليمامة لانتهى الإسلام يقيناً..؟؟!!!. أين عمر..؟؟!!وما أدراك ما عمر..عُمَرُ الذي لولاه لما كان أصحابك اليوم في العراق وكامل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسلمين..؟؟!!!!.فهل تستطيع أنت-أو من وراؤك -أن تنكروا ذلك...؟؟؟!!إني أتحدى...!!.
من هي إيران(الإسلامية)اليم التي تشمخ بين الأمم بإسلامها،لولاَ أمير المؤمنين الفاروق سيدنا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه،الذي جمع الجيوش سنة خمسة عشر للهجرة وبعث بها إلى جبهتين لتأديب الأمبراطوريتين الكافرتين المعتديتين(بيزنطا القيصرية في بلاد الشام،وفارس المجوسية الخسروية الزراداشتية الساسانية اليزدجردية في بلاد العراق وما وراءها)،فكان نصيبُ بلاد الرافدين وفارس أن جاء إليكم سعد بن أبي وقاص والمثنى بن حارثة الشيباني والنعمان بن مقرِّن،وكانت ملاحم القادسية ونيهاوند الخالدة،وتم الفتح ودخلَ سعدٌ المدائن وأوصل الإسلام إليكم الذي-باسمه-اليوم تفتحون أفواهكم به علينا..!!؟؟
من هم الشيعة-كمسلمين بالأمس واليوم وغداً-لولا عمر وقادته الفاتحين..؟؟!!. إن الذي أوصلَ لكم الإسلامَ-يا مسكين-هو عمر رضي الله عنه،وليس الأمام الحسين-رضي الله عنه-فهل لديك في تاريخك الفارسي والإيراني والعراقي من يقول غير ذلك..؟؟!! فأين-ياترى-مكانة عمر في حسكم ومجامعكم ومدارسكم وحُوَزِكُم وقمكم وطهرانكم ونجفكم وكربلائكم وحسينياتكم وفضائياتكم..؟؟!!. أين نصيبُ الرجل العملاق في تبجيلكم وتوقيركم واهتمامكم،والذي لولاه-بعد الله تعالى-لكنتم اليوم جميعاً في إيران وغيرها مجوساً تلتفون بالعبادة حول النار المقدسة..؟؟!!!!.
من هم الشيعة المعتزون اليوم بإسلامهم،لولا الرجل الذي أوصل لهم الإسلامَ في بداية القرن الهجري الأول،هو وقادته الفاتحون،والذين للأسف لا يذكرون إلا بما نعرف جميعاً ما يذكره الشيعة-إلا من رحم ربي- عنهم..؟؟!!!. حدثني-ياصاحبي-عن موقفك الصريح،كما موقف علمائي الصريح عن يزيد بن معاوية وأذنابه،عن موقفك من العبد الكافر المجوسي أبي لؤلؤة-مولى المغيرة-الذي فجعنا في عمر غدرا،فطعنه وهو قائمٌ في المحراب يصلي صلاة الفجر..؟؟.!!.
حدثني بعد ذلك عن علمك وتأثرك بمواقف الإسلام الخالدة،والتي تمثل كربلاء جزءً مهماً منها...حدثني عن ملاحم اليرموك ومواقف الأبطال؛خالد وأبي عبيدة وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل...حدثني عن ملحمة ذات الصوارئ البحرية زمن ذي النورين عثمان رضي الله عنه...حدثني عن قتيبة بن مسلم الباهلي ومحمد بن القاسم اللذين فتحا السند والهند وما بعدهما إلى الصين وبحر قزوين شرقاً زمن الوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيزرضي الله عنه...
حدثني عن فتح عمورية زمن المعتصم..حدثني عن صلاح الدين الأيوبي العملاق وملحمة حطين الخالدة...حدثني عن عماد الدين زنكي والشهيد نور الدين والمظفر قطز وملحمة عين جالوت الخالدة...حدثني عن فتح الأندلس وطارق بن زياد وعن موقعة الزلاَّقة الباسلة بقيادة البطل يوسف بن تاشافين المرابطي...حدثني عن ملحمة بلاط الشهداء وبطلها الإسلامي العظيم عبد الرحمان الغافقي.... حدثني عن مأساة سقوط الأندلس،وما ترتب عن هذا السقوط من تداعيات مازال المسلمون يتجرعون ثمنه...حدثني عن السلطان العثماني العظيم محمد الفاتح وإنجازاته الإسلامية الخالدة.... وحدثني....وحدثني....وحدثني.......
هذا كله عندك أنت لعب عيال،وهؤلاء الأبطال الذين صنعوا التاريخ الإسلامي الحافل،وصنعوا مستقبلَه وامتدادَه،كانوا-في نظرك-يلعبون،ولا يستأهلون ذكراً ولا تمجيداً،بل يجب إهالة التراب عليهم،وليس في الإسلام ولا تاريخه إلى يوم القيامة غير الجمل وصفين وكربلاء والائمة الإثني عشر والإمام زين العابدين والإمام جعفر الصادق والإمام موسى الكاظم والإمام علي بن موسى الرضا والسجاد والعسكريين،رضي الله عنهم أجمعين ومع تقديرنا العظيم لما حدث في هذه الوقائع ومع الفارق في المكانة بين أصحابها الأماجد وبقية المسلمين-لكن في نظركم العظيم؛الإسلام بدأ بهؤلاء وانتهى عندهم،وما عداهم خواء...!!!.
هذا باختصار-سيدي الكريم-نظرتنا المنصفة لآل البيت الأطهار الأماجد...وهذه عقيدتنا المجردة لهم وللصحابة جميعاً وللأمة في تاريخها الحافل العريض.... أما ما يمكن أن نقوله في الخلاف الذي دار بين علي ومعاوية،فقد يكون معك حديث آخر،هذا إذا استمر هذا اللمز والغمز في عقيدة إخوانك من أهل السنة والجماعة،وأهيب بك وبمجموعتك الكريمة أن تقرأ لنا قليلاً حتى إذا تحدثت(بعلم وخلق ومستوىً رفيع)أرخينا السمع والعقل والانتباه..... أسأل الله أولاً وآخراً أن ينزه قلوبنا من الأحقاد وسواد القلوب...وأسأله أن يتجاوز عنا جميعاً يوم القيامة،وأن يجعلنا ممن قال فيهم:(ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سرر متقابلين)......