انتزاع الشرعية بالتفاوض! أحمد ذيبان ترفض الولاياتالمتحدةالامريكية مبدأ التفاوض مع تنظيم القاعدة،او اي فصيل آخر تصنفه في قائمة" الارهاب"ومن بين هذه الفصائل حركة حماس وحزب الله،لكنها مستعدة للتفاوض المباشر مع انظمة وحكومات تضعها ايضا في لائحتها السوداء للدول الراعية للارهاب ،مثل كوريا الشمالية وايران ،وذلك التناقض يندرج في اطار ازدواجية المعايير في السياسية الامريكية وهو ما تفرضه المصالح!. وليس ببعيد عن السياسة الامريكية فان اسرائيل طالما اعتبرت حركة حماس وحزب الله ضمن منظمات"ارهابية"،وتعتبرهما عدوا لدودا يتطلب مكافحته ،بل ان اسرائيل تضع بند مكافحة ارهاب هذه الفصائل في مقدمة اولوياتها خلال التحركات والاتصالات السياسية والمفاوضات التي تجري في اطار عملية التسوية ،وتحت هذه الذريعة،تعرضت حماس لحملة شرسة بغرض عزلها بعد ان فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية اواخر عام الفين وخمسة، ومن ثم تشكيلها حكومة فلسطينية ،وجراء ذلك خضع قطاع غزة لحصار وحشي،وعقوبات جماعية ،من قبل اسرائيل وبدعم امريكي غربي وصمت او مشاركة عربية ،وكان من نتائج ذلك ،ان تعرض الشعب الفلسطيني في القطاع لمعاناة انسانية واقتصادية واجتماعية هائلة فضلا عن التداعيات السياسية الكارثية علي الساحة الفلسطينية ،التي تجسدت بالانقسام الداخلي ووجود حكومتين واحدة في غزة واخري في رام الله! اسرائيل تعتبر حماس تنظيما ارهابيا وغير شرعي وحماس من جانبها لا تعترف بشرعية الدولة العبرية،وبين الطرفين حرب مفتوحة، لكن المفارقة ان الطرفين اضطرا او اختارا طريق التفاوض تحت ظرف معين ،وان كان تفاوضا غير مباشر بوساطة مصرية اسرائيل تريد طي ملف الجندي الاسير شاليط،بعد المرحلة الاولي من المفاوضات التي افضت الي التهدئة ،وكان هدف اسرائيل المركزي منها وقف الصواريخ الفلسطينية المحدودة الفعالية ،لكنها مزعجة لسكان المستوطنات والقري القريبة من القطاع وتزرع الخوف في قلوبهم ،اما حماس فربما تكون بحاجة الي التهدئة اكثر ،للتخلص من الحصار الذي تسبب في احداث تآكل في شعبيتها ،نظرا لنتائجه الكارثية من حيث نقص الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة الاساسية ،بالاضافة الي القصف والتوغلات وعمليات الاغتيال المتواصلة التي تقوم بها قوات الاحتلال وقد كان الثمن باهظا بالارواح منذ اسر شاليط! . وثمة امر بالغ الاهمية ايضا،فحماس بحاجة ماسة لفك طوق العزلة السياسية المزدوجة عنها ، واحد جوانبها يتمثل بالمقاطعة الدولية والاقليمية ،والاخر داخلي يتمثل بالتنازع علي السلطة مع الرئيس محمود عباس وحركة فتح ،ويمكن القول ان حماس من خلال المفاوضات غير المباشرة ،استطاعت كسب اعتراف سياسي ضمني بالحد الادني ،من قبل اسرائيل والدول التي تساندها ،وقبل ذلك كانت مبادرة الرئيس عباس الاخيرة لاستئناف الحوار مع حماس بدون شروط مسبقة مكسبا سياسيا للحركة،وبالنتيجة فان حماس صمدت اما عواصف الحصار والمقاطعة والعدوان العسكري ،وبقيت تسيطر علي غزة،لكنها بدأت اول خطوة باتجاه الاعتراف باسرائيل فقبول التفاوض مع اي طرف عمل سياسي له ثمنه! عن صحيفة الراية القطرية 7/7/2008