سليمان نمر افتى رئيس مجلس القضاء الاعلى في السعودية بجواز قتل اصحاب ومالكي القنوات الفضائية العربية بصفتهم مفسدين في الارض ودعاة فتنه. ورغم ان الشيخ اللحيدان عاد واوضح في حديث للتلفزيون السعودي انه اشترط جواز القتل بصدور حكم وقرار من القضاء حين قال ''قضاءا''، الا ان الافتاء بمثل هذا الموضوع وبهذه الفتوى التي تجيز القتل امر خطير لا يثير قلق الاوساط التيلفزيونية فقط، بل امر يعطي المبررات لمن يعملون على النيل من سمعة ديننا الاسلامي. وتصويره بانه دين قتل وارهاب، والاخطر من هذا ان هذه الفتوى تدعم المتطرفين الذين يكفرون الاخرين ويعملون على قتلهم. لاشك ان فتوى الشيخ صالح اللحيدان لا تعبر عن راي اهل الحكم واهل العلم في السعودية،وان كانوا مستائين من المستوى الذي وصلت اليه بعض القنوات التلفازية الفضائية ولاشك ان العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الذي يرعى الحوار بين المذاهب الاسلامية وبين الاديان، والذي يهدف من سياسته الاصلاحية محاربة فكر التطرف والارهاب، لن يكون راضيا عن مثل هذه الفتوى التي مبعثها فكر متشدد ، وسبق ان كتبنا ان الفكر المتشدد هو الذي يقود الى التطرف والارهاب. وان مواجهة هذا الفكر واصحابه هو الطريق لمحاربة الارهاب والتطرف. ولم تكن هذه الفتوى لرئيس مجلس القضاء الاعلى في السعودية هي الاولى من نوعها له بل ان الشيخ اللحيدان سبق وان عارض الحوار الوطني، وعارض مشروع العاهل السعودي لتوسعة المسعى في الحرم المكي الشريف. اي انه معروف بفكره المتشدد، وهذا الفكر له اتباعه ومريدوه الكثيرون في السعودية ،ومن الممكن ان يكون لكل مسلم من اهل العلم في الاسلام رايه متزمتا كان ام وسطيا - ولكن الخطورة في اراء الشيخ صالح اللحيدان انه رئيس مجلس القضاء الاعلى وهو عضو هيئة كبار العلماء، وبالتالي فان اراءه قد تحتسب على المملكة وعلى اهل القضاء والعلم بها. رغم ان عديدا من علماء المملكة استنكروا فتوى الشيخ اللحيدان ومنهم الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان المستشار بوزارة العدل الذي صرح'' بان الفئة الضالة والارهابيين سيعملون على استغلال هذه الفتوى استغلالا سريعا لتجنيد شبابنا لازهاق الانفس وتفجير المحطات الفضائية''. لقد وضع العاهل السعودي خطة لاصلاح القضاء والنظام القضائي في المملكة منذ نحو عام، وتبنى ورعى خادم الحرمين الشريفين مؤتمر مكة للحوار بين المذاهب الاسلامية وكذلك مؤتمر مدريد للحوار بين الاديان وسبق ان اطلق الحوار الوطني في السعودية ولكن -برأينا- ان مثل هذه الفتوى لرئيس اعلى سلطة قضائية في السعودية، وهو عضو هيئة العلماء يحرج المملكة ويسيئ الى جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاسلامية وتأكيد بان الاسلام دين التسامح والوسطية ولان القيادة في السعودية ادركت ذلك بعد ان اطلعت على الضجة التي احدثتها فتوى الشيخ اللحيدان طلبت منه ان يصحح فتواه، وهذا ماتم حين بث التلفزيون السعودي مقابلة معه فجر الاحد الماضي. عن صحيفة الرأي الاردنية 15/9/2008