حافلة الرئيس أحمد ذيبان مع بدء العد التنازلي لانتهاء ولاية الرئيس بوش،بدأت عمليات الحصاد لإرثه السياسي،فقد انفرد الرئيس بإثارة ضجيج هائل وصدمات مرعبة في السياسة الدولية، انعكست باحداث شروخ كبيرة وتعميق الأزمات الاقتصادية،وتغذية نسب التطرف والاحباط في العديد من المناطق الساخنة،كما سجل عهد بوش زيادة غير مسبوقة في منسوب الكراهية للسياسة الاميركية على مستوى العالم!. ولان بريطانيا الدولة الأكثر التصاقا بالسياسة الاميركية في عهد بوش، وخاصة خلال ولاية توني بلير،فقد بدأت الصحافة البريطانية مبكرا في تقييم عهد بوش،وكانت الأبرز في ذلك افتتاحية صحيفة الاندبندنت الأسبوع الماضي،بعنوان ''الإرث المأساوي لرئيس كارثي''، والتي تركزت على'' ان الإرث الأكثر أهمية لجورج بوش فيما يتعلق ببريطانيا هو تدمير الثقة بأمريكا وزعمائها '' وتصنف الصحيفة غزو العراق في قمة العوامل التي أدت الى انعدام الثقة،حيث جر توني بلير بريطانيا خلف إدارة بوش في حروبها المجنونة ضد العراق وأفغانستان والإرهاب، فضلا عن استخدام بريطانيا كمحطة للرحلات التي أقلت بشكل غير قانوني مشتبهين للتحقيق معهم في بلدان مختلفة،واحتجاز مواطنين بريطانيين في معتقل جوانتانامو، وكذلك الدرع الصاروخي المزمع بناؤه في أوروبا والذي أثار حفيظة روسيا، حيث ستستخدم الأراضي البريطانية أيضا لبناء قواعد لهذا النظام الصاروخي. التحرك الأكثر سخرية من ارث بوش، هو تسيير مناهضين لسياساته حافلة اعلامية تطوف مختلف المدن الاميركية،والحافلة غير محملة بالركاب، وانما ''حافلة '' بصور ومعلومات تجسد ارث بوش الفاشل والكوارث التي خلفتها سياساته،ويحتل العراق مقعدا متقدما في الحافلة نظرا للمأساة الرهيبة التي سببها الغزو الاميركي لهذا البلد،والتي حصدت ارواح اكثر من مليون عراقي واضعاف ذلك من الجرحى والمشردين والمهجرين والأيتام والأرامل، والمعذبين،جراء فقدان الأمن وتفاقم الازمات الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن تداعيات الغزو الكارثية على الأمن الإقليمي والدولي، وسيسجل التاريخ ان عهد بوش شهد ارتفاعا جنونيا في أسعار النفط، هذه السلعة الاستراتيجية التي اصبحت القوة المحركة للحياة المعاصرة، ولا يمكن تبرئة سياسات بوش من مسؤولية أساسية عن هذه الفوضي التي يشهدها سوق النفط، وما تبع ذلك من انعكاسات خطيرة على الاقتصاد العالمي،وبالذات الدول الفقيرة،وتزايد عدد الجوعى والبؤساء!.ومن بين المحطات البارزة في عهد بوش ان معاناة الشعب الفلسطيني تضاعفت بسبب دعمه المطلق لإسرائيل وعدوانها المتواصل عليه ،وعدم جدية بوش في الضغط عليها لتحقيق تسوية سياسية!. لم ينته عهد بوش، ولا تزال هناك صفحات أخرى لم تسود بعد،ولديه متسع من الوقت،فالحماقات لا تحتاج الى وقت طويل للتفكير بنتائجها،وثمة ملفات مفتوحة،من بينها الأزمة النووية الإيرانية! سيغادر بوش البيت الأبيض، ومن بين ارثه البائس انه لن يجد من يودعه بكلمة طيبة!. عن صحيفة الرأي الاردنية 6/7/2008