عبدالله فلاتة رغم تحقيق فريق الهلال لبطولة كأس ولي العهد إلا أن الأحداث تتوالى ابتداءً من تلويح محمد الشلهوب بالتوقف إلى نهاية الموسم نتيجة ظروف لم يفصح عنها، مرورًا بإصرار محمد الدعيع على الاعتزال ثم ردود الفعل الشرفية المتمسكة باستمرار رئيس النادي الأمير الشاب محمد بن فيصل ورفض استقالته حتى في نهاية الموسم. أما المدرب كوزمين فقد كشف عبر حواره الصريح مع «المدينة» أن فوزه الحقيقي وبطولته كانت على منتقديه وكل هذه الأحداث تكشف عن واقع غير إيجابي في نادي الهلال، فالشلهوب يخفي خلف قراره أمورا ليست سهلة جعلته يتخذ هذا القرار والتوقف إجباريا، وهل هناك ربط بين عودة الشلهوب في نهاية العام وتزامنها بانتهاء عقد المحترف الليبي طارق التايب ومغادرته المتوقعة؟ ويبقى ذلك احتمالا واردا ولكنه غير مؤكد، في حين أن الدعيع قد اختار توقيتا مناسبا له شخصيا لينهي مشواره الكروي ببطولة كبرى، ومن يضمن للدعيع تحقيق بطولة أخرى ونهاية سعيدة على هذا النحو؟ وإن كنت شخصيا أفضل استمراره نتيجة مستوياته المتميزة، ولكن ما تابعناه بعد المباراة مباشرة من حالة عصبية ظهر عليها الهادئ الدعيع عبر الشاشات ربما يخفي أشياءً أخرى جعلته يتخذ قراره ويفاجئ به إدارة ناديه في أرض الملعب، فقد رفض كل شيء حتى الحمل على الأعناق وأصر على الاعتزال. وبالنسبة لرئيس النادي الأمير الشاب محمد بن فيصل فإن صراحته المعهودة منه تسجل له لا عليه ويبدو أن بعض الهلاليين لا تعجبهم هذه الصراحة والجرأة التي يدير بها النادي، وكما هو معتاد في مجتمعنا الرياضي البطولات تجب ما قبلها، فالمطالبون برحيله تحولوا إلى متمسكين باستمراره، وهي تكشف عن مواقف مرتبطة بالأحداث وردات الفعل ولا منهجية ولا رؤية مستقبلية، فمن قبل البطولة فإن الطريقة العصرية التي يدير بها الأمير الشاب الهلال مناسبة للزعيم ليستمر في القمة بعيدا عن لقب تحقق أو لم يكتب له التوفيق. آخر النقاط جاءت من كوزمين كشفت عن حالة احتقان من المدرب على المنتقدين فالبطولة وصفها بالانتصار عليهم ويعني ذلك أن الرجل يعاني الأمرّين وكشف بعدا آخر بأن إدارة النادي لم تتحدث عنه مطلقا عن تصريحه الشهير الذي انتقد فيه لجان اتحاد الكرة ومكمن الغرابة في الأمر أن إدارة الهلال كانت قد وزعت بيان «ترقيع» أوضحت فيه أن التصريح غير مقصود وفهم بشكل خاطئ وهاهو المدرب يؤكد أن الإدارة لم تناقشه أو تتحدث معه في ذلك التصريح، فكيف تتولى التوضيح عنه. وسبق أن ذكرنا أن أسهل شيء في إدارات الأندية ومنسوبيها النفي على الإعلام دون أن تكلف نفسها سؤال المتحدث هل صرح أو لم يصرح، ولكن هل سيلتزم بما ستعلنه عبر بيان أم سيعيدهم للترقيع من جديد؟ في نظري كوزمين مدرب ناجح بكافة المقاييس ولكن تصريحاته عن صحيفة المدينة السعودية 11/3/2008