إرادة الحياة أنور صالح الخطيب من المفروض أن تكون حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد صادقت في جلستها التي عقدتها الأحد علي صفقة تبادل الأسري بين "إسرائيل" وحزب الله خاصة بعد أن أعلن اولمرت موافقته علي الصفقة رغم تحفظات رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عليها لاعتقادهم أن الجنديين الأسيرين لدي حزب الله ليسا علي قيد الحياة. قضية الأسري الإسرائيليين في لبنان وغزة احتلت مكانا بارزا في تغطيات وسائل الإعلام الإسرائيلية علي مدار الأسابيع الماضية خاصة منذ أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن قرب الإفراج عن الأسري اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية وفي المقدمة منهم الأسير سمير قنطار الذي تحتجزه إسرائيل كورقة مساومة بعد أن نكثت وعدها ولم تطلق سراحه في آخر صفقة عقدت قبل أعوام. عائلتا الجنديين الداد ريغيف وايهود غولدفاسر اللذين تم أسرها علي يد جنود حزب الله في شهر يوليو 2006 قرب الحدود اللبنانية وجدوا أنه لا مفر من التظاهر أمام مقر الحكومة للدفع باتجاه إقرار الصفقة خاصة بعد أن خرجت تحليلات وتأويلات تتحدث عن وفاة الجنديين في الأسر وان "إسرائيل" لا يمكنها أن تبادل الأسري اللبنانيين الأحياء بجثث جنودها؟؟ حزب الله نجح حتي الآن في إدارة مشروع الصفقة عبر الوسيط الألماني وهو لم يقدم أي معلومة عن وضع الجنديين وفيما إذا كانا علي قيد الحياة فلكل معلومة ثمن وهو تعلم الدرس جيدا خاصة حينما يجري الحديث عن عدو نكث وعده في صفقة سابقة ولم يفرج عن الأسير سمير القنطار وأبقاه ورقة مساومة للحصول علي معلومات عن الطيار الإسرائيلي رون اراد الذي أسر خلال قصفه للقري والبلدات اللبنانية في عقد الثمانينيات من القرن الماضي. "أصوات إسرائيلية " عديدة خرجت تطالب بعدم إجراء صفقة التبادل مع حزب الله حتي لا تتكرر عمليات اسر الجنود لكن في مقابلها خرجت أصوات تطالب بعقد الصفقة حتي لو توفي الجنديان بالفعل في الأسر علي اعتبار أن واجب "الجيش والحكومة" استعادة جنودهما من ميدان المعركة إذا قتلوا أو اسروا متحدثين عن المعاناة التي تعيشها اسر الجنود الأسري ومعاناتهم أنفسهم في ظل الأسر لكن الطرفين الرافض للصفقة والمؤيد لها لم يحاولا أن يسألا لماذا تحرص فصائل المقاومة وحزب الله علي أسر الجنود الإسرائيليين ؟؟ ولم يفكرا بمعاناة آلاف الأسري في سجون الاحتلال الذين لهم اسر أيضا وهم حين اسروا كانوا يقاتلون دفاعا عن حق شعبهم الحياة الحرة الكريمة بعكس جنودهما الذين اسروا وهم يطلقون النار علي أبناء شعب آخر يدمرون بيوتهم ومزارعهم ومورد رزقهم.سيرقب العالم مجددا صفقة تبادل الأسري بين حزب الله "وإسرائيل" وستخرج اسرائيل بنتيجة أن القوة التي تمتلكها مهما كانت كبيرة لا يمكن أن تنتصر أمام عزيمة شعب أراد الحياة . عن صحيفة الراية القطرية 30/6/2008