تونس: صدر العدد الجديد من مجلة "رحاب المعرفة" التي أسسها قبل ثلاثة عشر عاماً الشاعر التونسي الراحل جعفر ماجد. أشرفت على إصداره هيئة تحرير جديدة وبدا مختلفاً عن الأعداد السابقة. وبحسب محمد الغزي بجريدة "دار الحياة"، اختارت المجلة في ثوبها الجديد أن تتسع لكل الفنون من أدب وعمارة وفنون تشكيلية وموسيقى، من دون أن تلغى الدراسات الأكاديمية الجادة. ومن مواد هذا العدد شهادة الشاعرة آمال موسى: "الحداثة في الشعر: مصادقة الذات"، وفيها تولت الانعطاف على القصيدة النسائية الحديثة بالنظر والتأمل. أما الروائي صلاح الدين بوجاه، فأبرز من خلال دراسته الموسومة "القدامة والحداثة في مدونة الشابي" وجوه الجدة في شعر أبي القاسم، مؤكداً أن شعره ينطوي على رؤية عميقة موصولة بتصور حديث للفن والإنسان. واهتم الباحث الأخضر نصيري بالهندسة في الجنوب التونسي وبالتحديد في مدينة توزر، وعدّد، على وجه الخصوص، الطرائق المعمارية التي توسل بها الأسلاف ليحولوا رياح السموم إلى نسمات باردة وبرودة الشتاء القارسة إلى "جو دافئ"... قد تبدو المنازل" بدائية" في شكلها لكنها، كما يلاحظ الباحث، نتاج خبرة قديمة. أما الشاعر علي اللواتي فاهتم بتجربة الزبير التركي الفنية، ولفت إلى حياة الفنان الخاصة بين إخوانه وأصفيائه الذين عرفوه من أمثال علي اللواتي، المنصف السويسي، رجاء فرحات، الفاضل الجزيري، عبدالوهاب الدخلي. وعمد الناقد محمد صالح بن عمر إلى قراءة قصتين تاريخيتين للبشير خريف مفككاً عناصرهما، وحفر في طبقاتهما ليستنتج بعد تحليل متأن أن هذا الكاتب "لم يوظف التاريخ للأغراض المتداولة في هذا الباب وهي استخلاص عبر من الماضي، أو الاستمتاع باستعادة فترات مشرقة ولت، وإنما اتخذ التاريخ مطية لمعالجة قضايا إنسانية كونية له منها مواقف شخصية وللتعبير عن تصوره الخاص للزمن". ضم العدد دراسات لمحمد الغزي، الحبيب بيدة، مصطفى الكيلاني، روضة الجملي. واحتوى على قصيديتين الأولى للمنصف الوهايبي عنوانها "تحت مظلة سركون بولص"، والثانية لعادل النقاطي عنوانها "أغنية إلى صدانا".