صدر العدد الجديد من مجلة "الأدباء" التي تصدرها جمعية الأدباء بالقاهرة ، وفي الافتتاحية يقسم د. محمد عبدالمطلب رئيس التحرير، ثقافة المقاومة إلى عدة أنواع: مقاومة مسلحة، ومقاومة بالحوار العاقل، ومقاومة سرية، ومقاومة سلبية، ومقاومة أدبية. ووفقا لموقع "ميدل ايست" يقول د. عبدالمطلب "يطول بنا الأمر لو رحنا نتابع الخطاب الأدبي (المقاوم) منذ الجاهلية حتى اليوم، لكن من الممكن أن نرصد بعض العلامات البراقة في هذه المسيرة الطويلة، فالمتنبي الذي ظن كثير من الباحثين أنه شاعر المديح والفخر، كانت له إبداعاته الشعرية في مقاومة النفوذ التركي في العصر العباسي. وفي زمن الغزو الصليبي ارتفع صوت الأبيوردي صارخا في مقاومة هذا الغزو." ويتساءل عن خفوت صوت المقاومة في الخطاب الأدبي الحالي، ويجيب بأن هذه الخطاب أخذ عدة مسارات تكاد تلغي حقيقته، وبخاصة بعد الخلط المتعمد الذي سطلته العولمة الأميركية ودفعت به إلى دائرة الإرهاب، ومن هذه المسارات: البكائيات، والهجائيات، والنقد الحاد، ونقد الذات. ويكتب الشاعر محمد التهامي رئيس مجلس إدارة جمعية الأدباء عن "ميدان الكلمة"، مؤكدا أنه يجب علينا أن نسعى لدراسة مشروع قومي لغوي ثقافي يخلصنا من القلق القومي الذي نعيشه. ويحدثنا د. كمال بشر عن أوجه تقصير الوطن العربي في حق لغته. ويكتب الشاعر فاروق شوشة عن "سؤال الشعر" مشيرا إلى أن النص الراهن يؤدي إلى خلخلة بنية إيقاعية استقرت عبر العصور، وقد تعددت درجات هذه الخلخة بحسب القدرة على الهضم والتمثل والتجاوز وفقدان القدرة على التغيير والاختلاف، الأمر الذي جعل البعض ينظر إلى هذا النص باعتباره نصا ناقصا، بينما يقدمه المتحمسون له باعتباره البديل والراهن والمستقبلي الوحيد. ويتناول د. يوسف نوفل اللغة العربية حين كانت مجمع الألسنة، مشيرا إلى أن جامعات أوروبا عرفت العلم عن طريق مجمع الألسنة العربي، فغدت حتى لغير المسلمين لغة الحياة اليومية، ولغة العلم والأدب في البلاد المفتوحة. ويكتب د. محمد عبدالمطلب عن محمد مندور والنقد الثقافي، ويقارن د. حامد أبوأحمد بين أوضاع المسلمين في عصرنا الراهن وعصر الشيخ محمد عبده، وتتناول رشا ناصر العلي درامية السرد في مسرح سعدالله ونوس. ويقوم د. عبدالعزيز شحادة بقراءة في قصيدة للشاعر علي بن الجهم. أما د. سعاد صالح عبدالمطلب فتكتب عن الأفق الانتظاري بين الكتابة الوثائقية والمتخيل السردي في رواية "فوق الأحزان" للدكتور حسن البنداري. ويدلي رفقي بدوي بشهادته أدبية وإنسانية مؤثرة. وفي ديوان الشعر تنشر "الأدباء" قصائد للشعراء: حسن فتح الباب، أحمد سويلم، فوزي خضر، محمد سليمان، أحمد فضل شبلول، بهاء الدين رمضان، شرقاوي حافظ، جابر بسيوني، نجوى سالم، البيلي عبدالحميد، علي شيحة. وتنشر قصصا للكتاب: فؤاد حجازي، قاسم مسعد عليوه، رستم كيلاني، حسن الجوخ، إسماعيل بكر، علي المنجي، السيد نجم، محمود عرفات، محمود قنديل، محمد العون، علاء صادق. وفي باب المسرح، يكتب الناقد المسرحي أحمد عبدالرازق أبوالعلا تحت عنوان "أن تكون تجريبيا ليس معناه أن تذوب تماما في الآخر".