السؤال: اعاني من صداع نصفي يسبب لي ألما شديداً في الصيام وقبل الافطار بساعة يحدث لي قيء فما حكم الدين في صيامي؟ ** يجيب عن هذا السؤال الدكتور محمد رأفت عثمان استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية يقول: بالنسبة لما ورد في السؤال من ناحية القيء وتأثيره في صحة الصيام فإن الصائم اذا غلبه القيء اي لم يكن باختياره فلا تأثير له في صحة الصوم. والصوم صحيح حتي لو تكرر ذلك عدة مرات أثناء النهار لأن الإنسان لا يكلف إلا بما يطيق. وليس في طاقة الإنسان في كثير من الاحيان ان يمنع القيء. وأما اذا استقاء الصائم باختياره كأن وضع أصبعه في حلقه ليقيء أو تناول دواء يسبب القيء فإن ذلك يبطل صومه والدليل علي ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم :"من ذرعه القيء فليس عليه قضاء. ومن استقاء فليقض" "معني ذرعه القيء اي غلبه". أما من ناحية الصداع عند الصوم فإن هذا الصداع اذا كان مؤلما بصورة شديدة فإنها تأخذ حكم المريض والمريض رخص الله تعالي له الافطار علي ان يقضي بعد رمضان الأيام التي افطرها.. ومع ذلك يجب استشارة الطبيب في تحمل جسم الانسان لهذا الصداع. فإذا كان داخلا في الاحتمال فلا يجوز الفطر قال الله تعالي: "فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر" أي فافطر فعدة من أيام أخر. وأما اذا كان الصداع بصورة يتحملها الشخص عادة وطبقا لتقرير الطبيب فلا يجوز الافطار حينئذ واذا استمرت المعاناة من شدة الصداع بحيث يغلب علي ظنها انه كلما صامت حدث لها هذا الألم الشديد فإنها تأخذ حكم المريض الميئوس من شفائه فيلزمها فدية عن كل يوم أفطرته وهي إطعام مسكين.. قال الله تعالي: "وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" والطعام يقدر بمتوسط الطعام الذي يتناوله الفرد في أيامه العادية. وعلي أي حال فإذا كان علاج هذا الصداع ممكناً وفي مقدرة المريض فيجب عليه ان يعالجه حتي تسلم له عبادته ويستمتع بها مثل بقية الناس. والله أعلم. المصدر: جريدة "الجمهورية" المصرية.