المفتي لكبير أساقفة فنلندا: مصر نموذج يحتذى للتسامح الديني

المفتي لكبير أساقفة فنلندا:
مصر قدمت نموذجا يحتذى به للتسامح الديني

محيط عادل عبد الرحيم

د. علي جمعة
أكد د. على جمعة، مفتي مصر، أن النموذج المصري في التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد يجب أن تقتدي به كافة الدول ذات الأعراق المختلفة التي تشكل نسيجاً وطنياً واحداً مضيفاً أن الأديان السماوية في نظر الإسلام حلقات متصلة لرسالة واحدة جاء بها الأنبياء والرسل من عند الله على مدى التاريخ الإنساني وأن أصول الإيمان في الإسلام هو الإيمان بجميع أنبياء الله ورسله وما أنزل عليهم من وحى إلهي.

ويجب أن نعرف أن اختلاف الناس في أعراقهم وألوانهم ومعتقداتهم يجب ألا تمثل حائلاً يعوق التقارب والتسامح والتعايش الإيجابي ولا ينبغي أن يكون منطلقاً أو مبرراً للنزاع والشقاق بين الأمم والشعوب بل الأحرى أن يكون الاختلاف والتنوع دافعاً إلى التعارف والتعاون والتآلف بين الناس من أجل تحقيق ما يصبون إليه من تبادل للمنافع وتعاون على تحصيل المعايش وإثراء للحياة والنهوض بها.

وقد أقر الإسلام منذ البداية التعددية الدينية والثقافية ، وصارت هذه التعددية من العلامات المميزة في التعاليم الإسلامية والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة . فقد تأسس مجتمع المدينة المنورة بعد هجرة الرسول إليها على التعددية الدينية والثقافية ومارس المسلمون ذلك من بعده عملياً على مدى تاريخهم الطويل.

جاء ذلك خلال لقائه بكبير أساقفة فنلندا الأرثوذوكس قداسة الأب ليو وكبير أساقفة فنلندا اللوثريين بارما و بحضور السفير الفنلندى بالقاهرة السيد ألبيرتو ألبى أنه يستحيل بمصر التفرقة بين مسلم ومسيحي باعتبار أن عنصر الوحدة يجمع الطرفين على دعم البناء المستقبلي للوطن باعتبارهم شريكي حياة وفقا لمفاهيم المحبة والسلام التي دعت إليها الأديان الإسلام والمسيحية على السواء باعتبار أن الإسلام يرفض العنف والإكراه ويدعو للتعايش السلمى المشترك ويحث على العمل الجاد المتقن ويعطى للجار حقوق تصل به إلى حد المقاسمة في المال والطعام دون نظر لديانته أو جنسه ولونه وهو ما تؤكد عليه المنظمات الحقوقية المتخصصة في الشأن الإنساني.

وردا على سؤال من كبير الأساقفة عن كيفية التعامل مع مسلمي فنلندا باعتبارهم جزء من هوية الشعب ويمثلون نسبة 2% أشار فضيلة المفتى إلى أن المسلم يحب التفاعل مع الغير وفق ما يدعوه الإسلام إلى ذلك ولا يرضى بالتعصب لفكر معين والوسطية هي أسهل طرق التعامل معه وأن دار الإفتاء سوف تمد مسلمي فنلندا بعدد من المؤلفات المترجمة لشرح حقيقة الفكر الإسلامي الوسط المستنير الذي يعتنقه الأزهر الشريف.