أثبتت الدراسات أن "شحن الذات" - سواء بالتنفس السليم أو بالتأمل أو بالتفكير الإيجابي أو بممارسة الهوايات أو بأي من الممارسات الأخرى التي تجلب الطاقة، من شأنها أن تحسن الصحة الجسدية والنفسية والعقلية، بالإضافة إلى تحسين الإنتاجية.
وتبين الاختصاصية النفسية والطبيبة د. سوزانا زوجليو أن الإنسان بشكل عام في عصرنا هذا يعاني من أزمة نقص الطاقة "معظم البشر من مختلف أنحاء العالم يستيقظون وهم يشعرون بالخمول والكسل".
وتقول، حسبما أوردت صحيفة "الغد" الأردنية، "ليست المشكلة في القدرة والطاقة الجسدية، فالناس اليوم يعيشون حياة صحية، يتناولون أطعمة صحية وينامون بشكل جيد، لكن المشكلة تكمن في أجسامنا".
وتضيف زوجليو "معظمنا يفتقر إلى الحيوية في الدماغ والروح، التي من شأنها أن تجعل المرء سعيدا وقادرا على العطاء"، فالحياة مليئة بالالتزامات العائلية والشخصية والوظيفية، لذلك يعاني المرء من التعب العاطفي الذي يشعره بالإرهاق ومن ثم الخمول، مؤكدة أن الإنسان بيده حل مشكلة نقص الطاقة وبيده الوصول إلى ما يرغب.
وتقول "غالبا ما نستيقظ -جميعنا- متأخرين، ما يجعلنا نبدأ النهار بتوتر من أجل عدم التأخر على العمل، كما أن أغلبنا يقوم وأثناء تجهيز نفسه للعمل بمراجعة قائمة الأعمال التي يجب أن ينفذها".
مثل هذا الروتين يجلب التوتر ويقلل من طاقة الفرد، وللتغلب على الأمر تنصح زوجليو أن يقوم المرء بالاستيقاظ أبكر قليلا والاستحمام ومحاولة الإجابة عن الأسئلة التالية: ما الشخصية التي تود أن تتحلى بها؟ وماذا ترغب أن تنجز من أعمال اليوم؟ وليس ما الذي يجب أن تنجزه بل ترغب به؟ كيف أستطيع أن أحدث تغييرا في حياة شخص ما".
وتضيف "من الطرق الأخرى للتغلب على ذلك والحصول على نوعية حياة ملائمة لشخص يريد الإنجاز والعيش بسعادة، أن يقوم المرء كل يوم بنشاط حقيقي جديد، لأنه قلما تحدث تغييرات جديدة في حياتنا، الأمر الذي يقود إلى الروتين وقتل العاطفة".
وتقول زوجليو "يمكن البدء بتغيير المظهر الخارجي، أو القيام بتجارب جديدة كتناول أطعمة مختلفة، أو تغيير الطرق التي تعود المرء أن يسلكها للوصول إلى منزله، أو الاستماع إلى الموسيقى". مؤكدة أن تلك الأمور الصغيرة تعيد الحياة إلى الروح.
وعلى المرء أن يضع نفسه في منطقة المرح، وتقول "معظم البالغين يحرمون أنفسهم من القيام بأنشطة مرحة مثل زيارة مدينة الألعاب أو الركض أو اللعب"، مؤكدة أن القيام يالقيل من الأنشطة المرحة يساعد على تحسين الطاقة.
وتبين زوجليو أن الطاقة العاطفية لها سحر فريد من نوعه، فكلما أعطى الإنسان أخذ من تلك الطاقة، وذلك عكس الطاقة الجسدية التي تنتهي مع نهاية اليوم.
وللتدرب على العطاء تقول زوجليو، يمكن البدء بسؤال من حولك عن أحوالهم "شريطة أن تكون مهتما لسماع ما يقولون وأن تصغي جيدا"، كما يمكن البدء بالابتسامة لمن حولك "فإذا لم تبتسم في وجه زوجتك في صباح كل يوم، فإنك تعمل على إخراج الطاقة من العلاقة بينكما".
وتقول زوجليو "في النهاية أفعال المرء تدور وتعود عليه، لذلك يجب أن تحرص على إرسال الخير لتستقبله".