السؤال: ما حكم الدين فيمن يقوم بحرق الآيات القرآنيه أوأى ورقة فيها اسم من أسماء الله الحسني ؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعه الأزهر و عضو مجلس البحوث الإسلامية. يقول : القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنقول إلينا في المصاحف نقلا متواتراً المتعبد بتلاوته المتحدي باقصر آية منه و له القداسة العظمي ، ومن السمو به أن يوضع في مكان لا يحط مما يجب له من التعظيم و التقديس. و لكن في بعض الحالات تكون بعض الآيات القرآنية الكريمة مكتوبه علي ورق من أوراق الصحف أو الكتب أو أي ورق عادي أو تكون جزءا من المصحف أو غير ذلك من الكتب المدرسية خشى الانسان إذا ترك هذا النص الكريم علي وضعه أن يتعرض للوقوع في الأرض أو يطير به الهواء إلي مكان غير ملائم لقداسته وعظمته فيلجأ إلى حرق هذا الورق الذي به هذا الجزء من القرآن الكريم صيانة له من التعرض عما ينزل به من مكانته المقدسة. وهذا عمل جائز شرعا لان الدافع اليه هو الحفاظ علي مكانة القرآن الكريم وعدم المساس بقداسته من قريب أو بعيد. و قد حدث في أيام الخليفه الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما رأي الاختلاف في قراءة القرآن و خشي أن يتعدد هذا الكتاب الكريم فأمر بكتابة نسخه موحده و هي التي شهد بها الجميع ووزع نسخا منها علي الامصار و ما فعله عثمان هو لصيانة المصحف عن أي تحريف ثم أمر بحرق جميع ماعدا هذه النسخ التي وزعها علي الامصار، و رفع ورقة مكتوباً بها بعض كلمات الله تعالي من أي مكان ممكن أن تتعرض فيه للإهانه ليس من قبيل المباحات فقط بل هو من قبيل الواجبات أي الامر الذى لابد أن يفعله المسلم و إذا لم يفعله يكون آثما ، و إذا ترك القرآن الكريم للإهانه و قصد هذا المعني فقد خلع ربقة الاسلام عن عنقه ، و لهذا يجب علينا أن نوعي أطفالنا بالحفاظ علي كرامة القرآن و قداسته أو نعودهم علي أنه إذا رأوا بعض كلمات الله تعالي ملقاة على الارض أو الأرصفه أن يرفعوا هذه الكلمات و يحرقوها و ليس في ذلك شئ ،و إذا تم الإحراق يجب تفتيت الورق المحروق و تنعيمه لتذهب منه آثار الكلمات ثم يدفن في الارض. والله اعلم المصدر: جريدة "الجمهورية" المصرية.