انهيارات الأسواق تهز العالم محيط : كريم حجاجي يعكس الأسبوع الدامي الذي خاضته أسواق المال العالمية رغم المبادرات على مستوى الدول الصناعة والناشئة لوقف نزيف الخسائر استمرار أزمة انعدام الثقة خاصة وأن خسائر بورصات العالم قد وصل إجماليها هذا العام إلى نحو 25 تريليون دولار. ومع تعرض بورصتي وول ستريت وطوكيو لأسوء أداء أسبوعي في تاريخهما واستمرار الانخفاضات الحادة في مختلف أسواق العالم جاء اجتماع واشنطن لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بدول مجموعة السبع لكي يبعث رسالة طمأنة قد تعيد بعض من الثقة المفقودة في إطار تعهدات فقط بالعمل على خطة موسعة من خمس نقاط وإن كان لم يكشف عن تفاصيلها لاحتواء محنة أسواق المال. وأشارت شبكة "بلومبرج" الإخبارية إلى إعلان مجموعة الدول الصناعة السبع التزامها بالعمل على تجنب حدوث انهيارات لبنوك جديدة وإن كان البيان قد خلا من وجود مبادرات جديدة تضمن علاج أزمة أسواق الائتمان واكتفي بيان المجموعة بالتأكيد على مسألة التدخل في الأسواق لمنع تكرار واقعة الانهيار التي شهدها مصرف ليمان براذرز الشهر الماضي وذلك عن طريق ضمان توفير السيولة النقدية للمصارف والاستعانة بصناديق الاستثمار العامة غير أنه مع عدم التطرق لطبيعة الإجراءات الجديدة التي يمكن اتخاذها تظل حالة الإحباط لدي المستثمرين سمة عامة في كافة الأسواق. وقد أكد وزير الخزانة الأمريكي عزم الولاياتالمتحدة على الاستمرار بصورة مباشرة في المؤسسات المالية المتعثرة من خلال برامج موحد لشراء أسهم في تلك المؤسسات وبما لا يعطي حق التصويت وذلك في خطوة تستهدف تشجيع الاستثمارات الخاصة على العودة مجددا للأسواق. ويأتي اجتماع وزراء مالية السبع في واشنطن مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ليعكس صعوبة الأزمة المالية العالمية الراهنة من حيث تداعياتها الواضحة على أسواق الأسهم فضلا عن الاقتصاد العالمي الذي يشهد بالفعل تباطؤا حادا في معدلات النمو تنذر بسقوطه في دوامة الركود. وقال بوش في كلمة له بالبيت الأبيض أن الانخفاض الذي شهدته أسواق المال يعزى في غالبيته إلى "القلق والخوف" مشددا على أن إدارته تدرك ماهية المشكلات الموجودة ولديها الأدوات لحلها وتعمل على ذلك بشكل فعال. ولم يكشف بوش عن أي إجراءات جديدة للحد من الانهيارات المتتالية في البورصات الأمريكية أو النظام المصرفي إلا انه أكد أن إدارته "ستواصل العمل لحل أزمة الائتمان وإعادة استقرار الأسواق عبر استراتيجية شاملة وعدد من الأدوات واسعة النطاق التي تقوم باستخدامها حاليا بشكل مكثف". وأضاف في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن "الضبابية والقلق أديا إلى خوف مفهوم لدى الأمريكيين إلا أن الخوف سيؤدي إلى المزيد من الذعر على نحو قد يجعل من الصعب إدراك ما يتم عمله لحل المشكلة". وشدد بوش مجددا على أن الحكومة الفيدرالية "لديها استراتيجية شاملة والأدوات الضرورية للتعامل مع التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني" متطرقا إلى عدد من البرامج التي يتم تفعيلها لحل المشكلات المالية. وأوضح الرئيس الأمريكي أن من بين هذه البرامج أدوات لمساعدة المقترضين وبرنامج آخر سيبدأ تنفيذه الأسبوع المقبل لتقديم الدعم لسوق القروض قصيرة الأجل التي تعد مصدرا رئيسيا لتمويل الأعمال والمؤسسات المالية. وحول الأداء العام لأسواق الأسهم العالمية أشار تقرير أوردته صحيفة "الفاينانشيال تايمز" عبر موقعها الالكتروني هبط مؤشر "داوجونز" على مدى تعاملات الأسبوع ب 18.2% وهو ما اعتبر أسوأ أداء أسبوعي للمؤشر في تاريخه. وتشير الإحصائيات إلى أن مؤشر داوجونز كان قد فقد نحو 9.2% من قيمته خلال الأسبوع الخاص بفترة الكساد الكبير الذي تعرض له الولاياتالمتحدة في عام 1929. وعلى مستوى الأسهم الأوروبية هبط مؤشر "الفايناشيال تايمز 100" في بورصة لندن دون مستوى ال 4 ألاف نقطة وذلك لأول مرة منذ 5 أعوام ليحقق المؤشر أسوأ أداء أسبوعي منذ 1987 وذلك في إطار تصاعد حدة أزمة الائتمان وانعكاساتها على أغلب أسواق المال. وقد عمت الانخفاضات مؤشرات الأسهم في جميع بورصات دول غرب أوروبا لتقدر نسبة انخفاض مؤشر "داكس" في بورصة فرانكفورت ب 22% خلال أسبوع و"كاك 40" في بورصة باريس ب 22% أيضا، وانخفض مؤشر " فايناشيال تايمز 100" ب 21%. وفي آسيا واصل مؤشر الأسهم الصينية انخفاضاته ليشهد وللأسبوع الثاني أسوأ أداء أسبوعي منذ انطلاق السوق في 2005. كما شهد مؤشر نيكاي في بورصة طوكيو أكبر هبوط في تاريخ السوق الذي يرجع لأكثر من 50 عاما. 25 تريليون دولار خسائرالأ سهم الدولية منذ بداية العام شبح الركود يعصف بأسواق النفط 19.7% التراجع الأسبوعي للبورصة المصرية البورصة المصرية.. سيناريوهات الخروج من الأزمة انتفاضة جماعية للبنوك المركزية لإنقاذ الأسواق الأزمة المالية العالمية: محاولة للفهم خطة أمريكية لشراء أسهم البنوك