يقوم كتاب "ابتداع الشعب اليهودي" لمؤلفه اليهودي شلومو صاند المؤرخ وأستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب باستعراض تاريخي طويل يتناول تاريخ اليهود عبر العصور ليكشف من خلال التاريخ أن هناك كثير من الأوهام والتضليل الذي قامت الحركة الصهيونية بصياغتها لإضافة البعد الأسطوري على تاريخ اليهود وخلق شعب يهودي متجانس رغم أن الحقيقة تقول عكس ذلك تماما. يطرح المؤلف عديد من الأسئلة مثل: هل كان هناك فعلا منفى قسري على يد الرومان في القرن الأول الميلادي؟ و هل يجب علينا أن ننظر للشعب اليهودي طوال الألفي سنة على حد سواء وعلى أنهم مجموعة عرقية متميزة وأمة مختارة عادوا إلى وطنهم كما جاء في الكتاب المقدس؟ يرى المؤلف كما نقلت عنه صحيفة "الدستور" الأردنية أن معظم اليهود تنحدر أصولهم فعلا من "المتحولين"، و أن أراضيهم الأصلية هي أشلاء مبعثرة في أنحاء الشرق الأوسط وشرق أوروبا. و لقد تم تشكيل ما يسمى بالشعب اليهودي ومن ثم الدولة اليهودية من تخيلات جديدة مبتكرة للحركة الصهيونية التي سعت إلى خلق تاريخ وهمي للسيطرة على عقول أتباع الديانة اليهودية الذين لم يكونوا يوما من الأيام شعبا أو قومية متجانسة. هذه الأفكار القديمة المغلوطة يكشفها صاند بوقائع تاريخية تم تحريفها، سواء في أوروبا ومن قبل بعض مؤرخي القرنين التاسع عشر والعشرين وعلى يدي مثقفين حلوا محل الحاخامات باعتبارهم مهندسي الهوية اليهودية وذلك نتيجة استجابتهم لارتفاع النزعة القومية في جميع أنحاء أوروبا، وتحت التحريف والتغيير الذي حدث على الكتاب المقدس من قبل مؤرخي الحركة الصهيونية وبعد ذلك عبر أدبائها وكتابها ورجال الصحافة والفكر لاقناع الرأي العام يها، وكذلك تماهى الخطاب السردي مع هذه الفرضيات الوهمية الوضعية، لكي تعطي تسويغًا منطقيًا وأخلاقيا لاحتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيل عليها. لقد كشف الكاتب في "ابتداع الشعب اليهودي" معلومات جديدة عن طريقة تتشكيل الدولة اليهودية، وقدم تحليلا ً لقومية الإسرائيليين الجدد وكذلك لكل الأساطير القديمة. الكتاب أثار ضجة إعلامية في إسرائيل أولا، حيث ظل طيلة 19 أسبوعا على قائمة أفضل الكتب مبيعا، وحصل الكتاب حين ترجم على جائزة "أوجوردوي" في فرنسا، وهو متوفر الآن باللغة الإنجليزية حيث نشر عن دار فيرسو في شهر أكتوبر 2009 في 332 صفحة.